كوبلر يحذر من إمكانية تحول ليبيا إلى حاضنة للإرهاب

يومان إضافيان للسراج لإعلان الحكومة

يومان إضافيان للسراج لإعلان الحكومة
  • القراءات: 643
ص. محمديوة ص. محمديوة

منح فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية لنفسه مهلة 48 ساعة إضافية قبل الإعلان عن تشكيلة حكومته التي ينتظرها الليبيون بترقب شديد وتعول عليها المجموعة الدولية من أجل إنهاء ازدواجية السلطة في هذا البلد الممزق بحرب أهلية منذ سنة 2011. وذكر المجلس الرئاسي في بيان له أمس أنه "واثق من تفهم الليبيين لأهمية وضرورة تأجيل إعلان حكومة الوفاق الوطني لمدة 48 ساعة قادمة حتى يتم استكمال ما تبقى من ترتيبات إعلان الحكومة". وأكد حرصه على "أن لا يكون سيف الوقت قاطعا لاستكمال ما تبقى حتى يعلن المجلس الرئاسي حكومة وفاق وطني، تلبى أكبر قدر من تطلعات الشعب الليبي".

وسيكون السراج مضطرا للإعلان عن تشكيلة حكومته يوم غد الثلاثاء إذا كان يريد تفادي تقديم استقالته وفق ما نص عليه الاتفاق السياسي الموقع قبل شهر بين نواب من البرلمانين المتخاصمين في طبرق وطرابلس بإشراف أممي. وهو احتمال لا يخدم أحدا إذا سلمنا أن فايز السراج يبقى شخصية توافقية بين مختلف الفرقاء الليبيين الذين سيجددون الثقة في شخصه لقيادة حكومة الوفاق وبالتالي منحه مزيدا من الوقت كون مهلة 48 ساعة قد لا تكون كافية لتجاوز عقبة تشكيل الحكومة. وكان متوقعا فشل السراج في الإعلان عن طاقمه في موعده المحدد أمس الأحد على اعتبار أن اللجنة الأمنية التي أعلن عن تشكليها لضبط الأمور ذات الصلة لتمكين حكومة الوفاق من ممارسة مهامها انطلاقا من العاصمة طرابلس، لم تحظ بموافقة عدة أطراف ليبية. وشكل ذلك عقبة رئيسية أمام نجاح مساعي المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر الذي أعرب عن أسفه لتأجيل إعلان الحكومة الجديدة  ليومين إضافيين بحجة أن ليبيا لا يمكنها الانتظار. وحث المجلس الرئاسي على احترام المهلة التي منحها لنفسه وضمان تشكيل حكومة وحدة وطنية. 

ولم يخف كوبلر لدى تواجده أمس بالعاصمة طرابلس مخاوفه من أن تصبح ليبيا معقلا ومنطقة عمليات للإرهابيين في حال عدم تأسيس نظام دولة فعّال، مجددا التحذير من أن أي تأخير في الإعلان عن حكومة الوفاق يخدم فقط مصالح التنظيمات الإرهابية الناشطة في ليبيا. وقال إن "جماعات إرهابية مثل "بوكو حرام" النيجيرية أصبحت تنشط في جنوب ليبيا"، مما جعله يؤكد على ضرورة عمل الجميع من أجل منع انهيار السلطات الليبية الجديدة وسد كل ثغرة قد تساعد على تحول ليبيا إلى حاضنة للإرهاب". وواصل كوبلر خلال اليومين الماضيين تنقلاته المكوكية بين طرفي السلطة الليبية في كل من طرابلس وطبرق، على أمل إقناع مسؤوليها بقبول نص الاتفاق السياسي والمصادقة على تشكيلة حكومة الوفاق فور إعلانها. ولكنها مهمة لا تبدو سهلة في ظل تمسك كل طرف بمواقفه المبدئية وخاصة فيما يتعلق بمصير الجنرال خليفة حفتر، قائد هيئة أركان الجيش الليبي الذي تتمسك به السلطة القائمة في طبرق وترفضه تلك المتواجدة في طرابلس.