أصدرت تقريرا بانتهاكاته المروعة في حق الأسرى الفلسطينيين

"وول ستريت جورنال" الأمريكية تضع الاحتلال في قفص الاتهام

"وول ستريت جورنال" الأمريكية تضع الاحتلال في قفص الاتهام
  • 75
ص . محمديوة ص . محمديوة

 كشف تقرير صادر عن ما يسمى بمكتب "النائب العام" الصهيوني وأوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن تدهور حاد في أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال منذ السابع أكتوبر 2023 في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات مروعة محرمة بموجب القانون الدولي.

وكشف تقرير الصحيفة ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون من ضرب ممنهج وحرمان من الطعام والتعمد في الاكتظاظ داخل الزنازين في ممارسات تسببت في استشهاد عدد من الأسرى نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمد، آخرها ارتقاء ثلاثة منهم أول أمس وهم من قطاع غزة، ليصل إجمالي شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 321 شهيد فقط من الذين تم توثيق هوياتهم لدى المؤسسات الفلسطينية المختصة.

ووفق تدقيق أجراه مكتب الدفاع العام التابع لوزارة عدل الكيان الصهيوني، فإن ظروف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، تدهورت بشدة منذ بدء العدوان على قطاع غزة، بما في ذلك التكدس الشديد والتجويع والضرب بشكل شبه يومي.

ويشكل هذا التقرير، الذي ينطبق عليه المثل القائل "وشهد شاهد من أهلها" الذي اطلعت عليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اعترافا رسميا نادرا بالظروف القاسية التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل المعتقلات الصهيونية.

وهو ما جعل حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تؤكد في بيان نشرته على موقعها الرسمي، بأن ما جاء في تقرير "وول سرتيت جورنال" إقرار رسمي بانتهاكات الاحتلال الصهيوني في حق الأسرى الفلسطينيين.

وقالت إن "هذا التوثيق الخطير، إلى جانب عشرات التقارير الدولية والأممية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، حجم السادية والإجرام غير المسبوق الذي يمارسه الاحتلال بحق الأسرى واستهتاره المطلق بكل القوانين الدولية التي تجرم التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية".

وطالبت "حماس" المنظمات الحقوقية الدولية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بتحمل مسؤولياتها والقيام بتحرك عاجل للكشف عن حجم الانتهاكات المروعة التي يتعرض لها الأسرى داخل السجون والعمل على محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم الواضحة أمام العالم، والتي لن تسقط بالتقادم.

وكانت الحركة أكدت بأن الإعلان عن ارتقاء ثلاثة أسرى داخل سجون الاحتلال، يمثل دليلا جديدا على حجم الجرائم الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال بحق هؤلاء. ويؤكد على وحشية ما تقوم به إدارة السجون من تعذيب وإهمال طبي وسياسات تنكيل في سياق سياسة قتل رسمية ومتعمدة تمارس بعيدا عن أي رقابة أو محاسبة دولية.

ونعت الأسرى الذين تأكد ارتقاؤهم داخل سجون الاحتلال، وهم كل من الشهيد تيسير سعيد العبد صبابه (60 عاما) والشهيد خميس شكري مرعي عاشور (44 عاما) والشهيد خليل أحمد خليل هنية (35 عاما) وثلاثتهم من قطاع غزة، لتؤكد الحركة ضرورة التحرك العاجل لإلزام الاحتلال بالكشف الفوري عن مصير الأسرى المختفين قسريا وتسليم جثامين الشهداء المحتجزة وضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم الوحشية.

ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى ممارسة مسؤلياتها وفتح تحقيق دولي في جرائم الاحتلال بحق الأسرى، بما في ذلك حالات الإعدام الميداني والتعذيب التي أودت بحياة العشرات داخل مراكز التحقيق والسجون والضغط بكل السبل لوقف هذه الجرائم التي تضرب بعرض الحائط كافة الأعراف والقوانين.

وفي نفس السياق، كشف قسام البرغوثي، نجل الأسير القائد مروان البرغوثي، أن أسيرا محررا أبلغه بتعرض والده لاعتداءات وحشية داخل سجون الاحتلال ، قائلاً إن قوات السجون "حطّمت جسده، وكسرت أسنانه وضلوعه وأصابعه، وقطعت جزءًا من أذنه".

وتساءل خلال منشور على منصة "فيسبوك" أمس، وهو يصف ما تتعرض له عائلته من قلق دائم "ماذا نفعل؟ ولمن نتحدث؟ ولمن نلجأ؟.. نحن نعيش هذا الكابوس يوميًا".

وتزامنت هذه الشهادات مع اتساع حملة عالمية تطالب بالإفراج عن القائد الأسير، تقودها عائلته بدعم من منظمات المجتمع المدني في بريطانيا، بهدف إبراز قضيته في صدارة النقاشات السياسية والدبلوماسية التي سترافق المرحلة التالية من وقف إطلاق النار في غزة.

وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية قد نشرت تقريرا أشارت فيه إلى أن أكثر من 200 شخصية ثقافية عالمية وازنة وقّعت رسالة تطالب بالإفراج عن البرغوثي، الذي ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره الشخصية الفلسطينية الأكثر قدرة على توحيد الفصائل وقيادة مشروع التحرر الوطني.