انتقد موقف فرنسا الداعم للاحتلال المغربي

ولد السالك يؤكد: الدولة الصحراوية ماضية في تبوء مكانتها

ولد السالك يؤكد: الدولة الصحراوية ماضية في تبوء مكانتها
  • القراءات: 785
ق. د ق. د

اعتبر وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، أمس، أن ما حققته القضية الصحراوية في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية ”تيكاد7” كان انتصارا ودرسا يعكس المكانة التي أخذتها الدولة الصحراوية على صعيد الاتحاد الإفريقي.

واعتبر ولد السالك، في حديث بثه التلفزيون الصحراوي، هذا الانتصار بأنه يعكس أيضا مكانة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على صعيد المؤتمرات والقمم الدولية، في إطار الشراكة ومسيرتها المظفرة التي لا رجعة فيها في تبوء مكانتها بين الأمم وفي إطار الأمم المتحدة والتي لا يمكن للمغرب أن يوقفها مهما فعل. وقال إن القمة كانت انتصارا لإفريقيا أيضا بعد أن فرض الاتحاد الإفريقي على اليابان ”الاختيار بين احترام الاتحاد وحضور جميع الدول الإفريقية بما فيها الجمهورية الصحراوية إلى جانب المغرب أو عدم انعقاد القمة ونهاية الشراكة مع اليابان”. وبعد أن أشار إلى محاولات سابقة من هذا القبيل قامت بها اليابان إحداها في مابوتو عاصمة موزمبيق عام 2017، وأخرى بالعاصمة طوكيو شهر أكتوبر من السنة الماضية، أكد رئيس الدبلوماسية الصحراوية انه وخلال قمة يوكوهاما ”تأكد لليابان كما تأكد للاتحاد الأوربي وللجامعة العربية قبل ذلك من أن مسعى الاتحاد الإفريقي في فرض سياسته وفي فرض احترامه من قبل الشركاء يعد شرطا أساسيا للشراكة اليوم”.

لكنه تأسف بشدة لموقف اليابان ”القوة الاقتصادية وصاحب الحضارة التاريخية القديمة تتصرف في هذا الموضوع كبلد صغير من بلدان العالم الثالث لأنها لم تستخلص العبرة مما وصلت إليه إفريقيا، وأظهرت انطباعا فضّلت من خلاله الدفاع عن موقف مغربي معزول عن الساحة الدولية، لينتهي بها الأمر بأنها سلمت بالأمر الذي سبق وأن سلمت به في كل من مابوتو وطوكيو”.

وفي نفس الموضوع أشار ولد السالك، إلى الشعور الذي ساد الدول الإفريقية بيوكوهاما أثناء القمة وهو أن ”اليابان فرضت على نفسها نوعا من الإهانة وكان ينتظر منها نوع من التصرف يتماشى مع الحق إلى درجة معينة بمعنى احترام الاتحاد الإفريقي بدوله الـ55”.

وأوضح في هذا السياق أن الاتحاد الإفريقي قام خلال فترة التحضير والتنسيق التي دامت عدة أشهر لهذه القمة سواء بطوكيو أو أديس أبابا باخطار اليابان بأن الباب مفتوح للشراكة شريطة أن تحترم الموقف الإفريقي. وحسب الوزير ولد السالك، فإن كل ما قام به المغرب واليابان ”باء بالفشل وتأكد للأخيرة أن إفريقيا وقادتها مصرون على التقدم نحو تطبيق أجندة إفريقيا 2063، التي تحدد النهج الإفريقي للتنمية الذي يريد الاتحاد الإفريقي من وراءه تعاون على أساس هذه الإستراتيجية”. واعتبر وزير الخارجية الصحراوي في حديثه أن قمة اليابان شكلت درسا تبين من خلاله للمغرب أنه مهما حاول التملص من التزاماته ومهما حاول ربح الوقت ”سيكون ذلك مضيعة للوقت وهدرا لإمكانيات الشعب المغربي، بل ستكون له انعكاسات على واقع هذا الشعب وحياته”. لكنه تأسف كون ”المغرب استعمل القضية الصحراوية منذ 1975 من اجل صد أنظار الشعب المغربي عن واقعه والمغاربة يطالبون بالسيادة للخروج من وضع الرعية التي يفرضها عليهم النظام العلوي”.

وابرز أن الدولة الصحراوية العضو المؤسس في الاتحاد إفريقي تتمتع بالدعم والتأييد القوي على الصعيد الإفريقي عكس ما يدّعيه المغرب الذي فشلت كافة محاولته وإستراتيجيته التي حددها خلال انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي، والتي كان يبتغي من ورائها الحصول على هدفين أساسين هما ”طرد الدولة الصحراوية من الاتحاد الإفريقي، ومنع الاتحاد من المساهمة في إيجاد حل للقضية الصحراوية والدفاع عنها كشريك للأمم المتحدة”.

من جهة أخرى انتقد وزير الخارجية الصحراوي موقف فرنسا الداعم للمغرب في احتلاله للأراضي الصحراوية، مؤكدا أن ”إنقاذ المغرب المتواجد بوضعية اقتصادية وسياسية خطيرة وفي أزمة هيكلية وانتشاله من هذه الورطة يمر حتما عبر إنهاء الاحتلال”. وهو ما جعله يحذّر من استمرار فرنسا في تمكين المغرب من احتلاله للأراضي الصحراوية ضمن سلوك وصفه بـ ”سياسة فاشلة”.

وقال الوزير الصحراوي إن ”الفرنسيين لا زالوا يمارسون وينتهجون سياسة حماية المغرب لسبب واضح.. وهو أن المغرب ما زال محمية فرنسية”، قبل أن يضيف ”إنهم يقومون بذلك في إطار إستراتيجية أوسع وهي نظرتهم لشمال إفريقيا وإفريقيا بصفة عامة”. وأكد في هذا السياق أن فرنسا ورغم انسحابها عسكريا من بعض الدول إلا أنها لازالت مهيمنة على بعضها بسبب مصالحها فهي ترى مصالحها في المغرب ”ضمانة لمصالحها في المنطقة”.

وتعقيبا على الإستراتيجية الفرنسية، قال ولد السالك ”نحن في الجمهورية الصحراوية وفي جبهة البوليزاريو نرى أن هذه النظرة إلى المنطقة خاطئة تجاوزها الزمن وتهدد المصالح الإستراتيجية الفرنسية إن لم تقم فرنسا بتغييرها”.

وعاد ليذكر بأن ”الفرنسيين هم من كانوا وراء الحرب سنة 1975 وخبراءهم من كانوا يقيمون ويوجهون العمل الحربي المغربي، وهم الذين قاموا ببناء أحزمة الدفاع المغربي وأشرفوا عليها وصمموها”.