بعد مواجهة مسلحة عنيفة دامت 12 يوما
وقف إطلاق نار "هش" بين إيران والكيان الصهيوني

- 147

دخل أمس، سريان وقف إطلاق نار وصف بـ"الهش" بين إيران والكيان الصهيوني بعد مواجهة مسلحة عنيفة دامت 12 يوما استعرض خلالها هذا الكيان المعتدي عضلاته، قبل أن يتفاجأ برد إيراني قوي جعله يستنجد بحليفته الولايات المتحدة التي يبدو أنها رمت بكل ثقلها من أجل وقف الحرب.
جاء الإعلان عن وقف لإطلاق النار في وقت متأخر من مساء أول أمس في تطور سريع ومفاجئ، أعقب عمليات عسكرية متسارعة كانت تحمل في طياتها بوادر حرب موسعة غير محسوبة العواقب على إثر القصف الأمريكي لمواقع ومنشآت نووية إيرانية ورد طهران بقصف قاعدة أمريكية في قطر.
وأكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس سريان اتفاق وقف إطلاق النار وذلك قبل ساعات قليلة من اتهامه لكل من إيران والكيان الصهيوني بخرق وقف إطلاق النار الذي رحبت به المجموعة الدولية على أمل أن يخفف من حدة الوضع المتفجر في منطقة الشرق الأوسط. وكتب ترامب على منصته "تروث سوسيال" إن "إسرائيل لن تهاجم إيران.. جميع الطائرات ستعود أدراجها... لن يصاب أحد بأذى ووقف إطلاق النار ساري المفعول الآن".
وقبل ذلك، قال في تصريحات صحافية بأن " إيران خرقت وقف إطلاق النار ولكن اسرائيل أيضا"، مضيفا "أنا لست راضيا عن ايران ولكن أيضا لست راضيا حقا عن إسرائيل". وأكثر من ذلك اعتبر الرئيس الأمريكي أن كلا الطرفين "لا يعرفان ماذا يفعلان".
وجاء امتعاض الرئيس الأمريكي، حتى من حليفه المدلل، رئيس الوزراء الاسرائيلي، بيامين نتنياهو، الذي خرق في الساعات الاولى من صباح أمس وقف إطلاق النار، لكن مكتبه خرج بعدها ببيان أكد فيه أن إسرائيل قصفت منظومة رادارات قرب طهران صباح أمس لكنها تمتنع عن شن هجمات إضافية بعد مكالمة أجراها نتنياهو مع الرئيس ترامب.
من جانبه، أكد الرئيس الايراني، مسعود بزيكشيان، أمس ان بلاده لن تخرق وقف إطلاق النار ما لم تخرقه إسرائيل وإنها مستعدة للحوار والدفاع عن حقوق الشعب الإيراني على طاولة المفاوضات. كما أكد أن "الكيان الصهيوني وداعميه كانوا يعولون على إثارة استياء الشعب الإيراني" وأنه "عجز عن تحقيق أهداف عدوانه على إيران".
وكان الإعلان عن وقف إطلاق النار مفاجئا، خاصة وأنه جاء بعد فترة وجيزة من ضرب إيران لقاعدة أمريكية في قطر في قصف أثار الكثير من التساؤلات حول قدرة إيران في الذهاب بعيدا في هذه الحرب التي فرضت عليها.
وأعلنت على اثره وزارة الدفاع القطرية أن دفاعاتها الجوية نجحت مساء أول أمس في اعتراض هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الجوية وأنه "لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات"، في نفس الوقت الذي ادانت السلطات القطرية هذا القصف وقالت انه شكل "انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأكد مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد بن محمد الأنصاري، أن "استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة ويجرها إلى نقاط ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين"، داعيا إلى "وقف فوري لكافة الأعمال العسكرية والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار".
وشدد على أن دولة قطر "كانت من أوائل الدول التي حذرت من مغبة التصعيد الصهيوني في المنطقة ونادت بأولوية الحلول الدبلوماسية وحرصت على مبدأ حسن الجوار وعدم التصعيد"، مؤكدا أن "الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة وسلامة شعوبها". ويرى كثيرون أن قصف إيران لأهداف أمريكية في منطقة الخليج رغم تحذير إدارة الرئيس، دونالد ترامب، من عواقب من مثل هذ الفعل، جعل الاخير يعيد حساباته بخصوص تعامله مع الجمهورية الاسلامية، التي أبانت عن مستويات دفاعية قوية وهي التي أكدت مرارا على أنها ستواصل الدفاع عن نفسها وتواصل التعامل بالمثل مع كل هجوم وعدوان يستهدفها سواء من اسرائيل او من الولايات المتحدة.
وجاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني بعد 12 يوما من المواجهة المسلحة المفتوحة والعنيفة بين الجانين والتي خلفت أضرارا وخسائر جسيمة ليس فقط مادية بل في الأرواح ايضا.
وأعلنت وزارة الصحة الايرانية عن مقتل ما لا يقل عن 610 شخصا في العدوان الصهيوني وما لا يقل عن 4700 جريح في حصيلة تشمل فقط المدنيين العزل أي من دون ادراج المسؤولين والقادة العسكريين الذين اغتالتهم اسرائيل في هذا العدوان الجائر على دولة ذات سيادة.
كما شرع الطرفان أمس في تفقد حجم الخسائر التي تكبداها في هذه الحرب، حيث اعلنت الحكومة الايرانية إنها تواجه جهود إعادة إعمار "كبيرة" بعد 12 يوما من القصف الإسرائيلي الذي ألحق أضرارا بالمناطق السكنية والبنية التحتية العامة.
ونفس مشاهد الدمار والخراب تكبدها الكيان الصهيوني الذي دمرت الصواريخ الايرانية مدنه ومنشاتها وقواعده العسكرية وادخلته في حالة من الهلع والرعب جعلت سكان احياء ومدن بأكملها يفرون منها في موجة نزوح شبيهة بتلك التي تعرض لها سكان قطاع غزة المنكوب والمحاصر.