حمّله الروس مسؤولية انهيار المعسكر الشيوعي

وفاة ميخائيل غورباتشوف آخر الزعماء السوفيات

وفاة ميخائيل غورباتشوف آخر الزعماء السوفيات
ميخائيل غورباتشوف
  • القراءات: 453
ق. د ق. د

توفي ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس لدولة الاتحاد السوفياتي، والحاصل على جائزة "نوبل" للسلام، لدوره في إبرام اتفاقية الحد من الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، مساء أول أمس، بالمستشفى "المركزي العيادي" التابع للرئاسة الروسية عن عمر ناهز الـ91 عاما بعد صراع طويل مع المرض. ووصل غورباتشوف، الذي فرضت عليه الظروف بأن يكون من أنصار التقارب مع الغرب، إلى السلطة على رأس الاتحاد السوفياتي عام 1985، حيث أطلق سلسلة إصلاحات سياسية واقتصادية عرفت باسم "البريسترويكا"، والتي تعني باللغة الروسية، إعادة الهيكلة وبناء اقتصاد الاتحاد السوفياتي الذي كان، حينها، يعاني من أزمات حادة.

وصاحب تلك الإصلاحات إطلاق غورباتشوف لسياسة "غلاسنوست" التي تعني الشفافية. ويرى جزء كبير من الروس، أن غورباتشوف كان حفّار قبر الاتحاد السوفياتي بانتهاجه لهاتين السياستين اللتين أدتا، بحسب هؤلاء، إلى انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكّكه عام 1990. كما أن غورباتشوف، الذي ذاع صيته عالميا، يعد أحد آباء الوحدة الألمانية ورائدا في نهاية الحرب الباردة، ولا يزال الألمان الشرقيون، على وجه الخصوص، يحترمون "غوربي"، كما يسمونه، كرجل دولة جلب لهم الحرية قبل أكثر من ثلاثة عقود.

وترجمت المستشارة الألمانية السابقة، انجيلا ميركل، تقدير الألمان، بإشادتها بالزعيم السوفياتي الراحل، الذي لعب دورا حاسما في إنهاء الحرب الباردة ومن ورائه تحديد مصير ألمانيا. وقالت في بيان شخصي غير معتاد إنه "كتب تاريخ العالم"، وأضافت أنه "أظهر كيف أن رجل دولة واحد يمكن أن يغير العالم للأفضل"، مشيرة إلى أن ميخائيل غورباتشوف غيّر حياتها بشكل جذري، وأنها لن تنسى ذلك أبدا. وترى ميركل أنه لولا "شجاعة" المسؤول السوفياتي السابق، "لما كانت الثورة السلمية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية ممكنة". كما أشاد المستشار الألماني، أولف شولتز، بالراحل الذي قال إنه "جعل من البريسترويكا أمرا ممكنا"، وأنه "سعى إلى إرساء ديمقراطية" في روسيا.

وقال إنه "يموت في وقت لم تفشل فيه الديمقراطية فقط في روسيا، ولكن روسيا والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أحدثوا انقسامات جديدة في أوروبا وشنوا حربا مروّعة ضد دولة مجاورة وهي أوكرانيا". وأمضى غورباتشوف القسم الأكبر من العقدين الماضيين على هامش الحياة السياسية في روسيا، وكان يدعو بين الفينة والأخرى كلا من الكرملين والبيت الأبيض إلى إصلاح العلاقات الأمريكية-الروسية، بعدما تصاعدت التوترات بين واشنطن وموسكو إلى المستوى الذي كانت عليه خلال الحرب الباردة منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، ثم الحرب في أوكرانيا في فيفري الماضي. وفاز الراحل بجائزة "نوبل" للسلام في 1990 لتفاوضه مع الرئيس الأمريكي، حينها، رونالد ريغن، على اتفاقية تاريخية للحد من الأسلحة النووية. كما اعتبر قراره بمنع الجيش السوفياتي من التدخل للحيلولة دون سقوط جدار برلين، قبل عام من ذلك، عاملا أساسيا في الحفاظ على السلام.