متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد

وفاة صائب عريقات ”الأرشيف الحي” لملف التفاوض الفلسطيني

وفاة صائب عريقات ”الأرشيف الحي” لملف التفاوض الفلسطيني
صائب عريقات كبير المفاوضين
  • القراءات: 664
ص. محمديوة ص. محمديوة

فقدت الساحة الفلسطينية، بوفاة صائب عريقات كبير المفاوضين مع الاحتلال الاسرائيلي طيلة سنوات متأثرا بفيروس كورونا المستجد، واحدا من أهم وأكثر قادتها السياسيين المعروفين بخبرته وحنكته الدبلوماسية على المستوى الدولي وأحد أبرز المدافعين عن حل الدولتين وحقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة.

واستيقظ الفلسطينيون، أمس، مفجوعين على خبر وفاة عريقات الذي وصف  بـ”الأرشيف الحي لملف التفاوض ومثل لعقود خلت وجه الدبلوماسية الفلسطينية، فكان محاورا بارعا ودبلوماسيا محنكا له مواقفه ومبادئه التي تمسك بها لآخر لحظة من حياته.

وكان عريقات البالغ من العمر 65 عاما قد نقل إلى المركز الإسرائيلي للعلاج بالقدس المحتلة في الـ18 أكتوبر الماضي على إثر تزايد حدة الأعراض التي كان يعاني منها جراء إصابته بكورونا، غير أن حالته الصحية ساءت في الفترة الأخيرة إلى درجة جعلت حتى أطباء المركز الاستشفائي الاسرائيلي يؤكدون أن علاجه يعد تحديا هائلا كمريض جهازه المناعي ضعيف بسبب إجرائه عملية لزراعة الرئة قبل ثلاث سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية. وشاءت الأقدار أن يتمكن فيروس كوفيد ـ 19 من القيادي الفلسطيني وهو الذي عجز الاحتلال الاسرائيلي بكل مناوراته وخبثه عن إخماد صوته أو حمله على التراجع عن مهمته في الدفاع عن حق شعبه في إقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأمام هذا المصاب، نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفقيد واصفا وفاته بـ«خسارة فادحة للفلسطينيين ولشعبنا ونشعر بحزن عميق. وقال الرئيس عباس الذي أعلن حدادا لمدة ثلاثة أيام أن فلسطين تفقد اليوم قائدا وطنيا ومكافحا كبيرا لعب دورا محوريا في رفع العلم الفلسطيني.

من جانبه، قدم رئيس حركة المقاومة الاسلامية حماس إسماعيل هنية تعازي الحركة لأشقائها في فتح التي ينتمي إليها عريقات. كما نعاه أيمن عده رئيس القائمة الموحدة للأحزاب العربية الاسرائيلية الذي قال في تغريدة له إن عريقات لن يرى شعبه يتحرر من الاحتلال، ولكن أجيالا فلسطينية ستتذكره كواحد من العمالقة الذين كرسوا حياتهم من أجل الاستقلال. وبوفاته قالت وزارة الخارجية المصرية إن القضية الفلسطينية خسرت مقاتلا صامدا.. أمضى حياته في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال السياسة والدبلوماسية. وعلق رئيس الدبلوماسية الألمانية، هايكو هاس، على وفاة عريقات في تغريدة له كتب فيها كمدافع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، أجرى صائب عريقات مناقشات مثيرة للجدل... ولكن لم يتخل أبدا عن الشجاعة والأمل، حتى في مواجهة التحديات الصحية في السنوات الأخيرة. ويعد عريقات واحدا من أبرز المدافعين عن مبدأ حل الدولتين لإنهاء الصراع مع إسرائيل ومنتقدا حادا لسياستها الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال إنها قد تدمر احتمالات قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وصعد نجم عريقات إلى الواجهة كشخصية إعلامية في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بالعاصمة الاسبانية، فكان الأستاذ الجامعي المولود في القدس المحتلة شخصية محورية في الساحة الفلسطينية ومحاورا لا يمكن تجاوزه للمبعوثين الأجانب يتحدث الإنجليزية بطلاقة ويتمتع بحس الفكاهة. انتقد التطبيع الأخير المعلن بين إسرائيل ودول عربية ورأى أن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات يقتل حل الدولتين و”يقوي المتشددين و”يقضي على أي إمكانية لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وولد الدكتور صائب محمد صالح عريقات في 28 أفريل 1955 في بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة وعرف بكبير المفاوضين الفلسطينيين منذ عام 1996 لمشاركته في المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية وشغل أخيرا منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وكان أحد الموالين المقربين من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إبان اجتماعات كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في طابا عام 2001 واحتفظ بمقعده في المجلس التشريعي بالانتخابات البرلمانية في 2006 عن محافظة أريحا. وفي عام 2009، انتخب عضوا باللجنة المركزية في حركة فتح وهي أعلى هيئة قيادية في الحركة ثم اختير بالتوافق في نهاية 2009 عضوا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.