وصفت إغراق سبتة بآلاف المهاجرين بـ"غير المقبول"

وزيرة الدفاع الإسبانية تشهر سيف الحجاج في وجه الرباط

وزيرة الدفاع الإسبانية تشهر سيف الحجاج في وجه الرباط
  • 923
ق. د ق. د

اتهمت وزير الدفاع الاسبانية، مارغاريتا روبلس، أمس،  السلطات المغربية بتحريض مئات المراهقين المغاربة بداية الاسبوع الماضي، على انتهاك حدود بلادها من خلال تنظيم اكبر عملية إغراق بشرية شهدتها مقاطعة سبتة وعرفت تدفق قرابة 10 آلاف مغربي عليها. ووصفت المسؤولة العسكرية، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للقوات المسلحة الإسبانية، بلغة حادة ما وقع بالأمر "غير المقبول"، معتبرة أن الأمر واضح جدا عندما يتم استغلال مراهقين كوسيلة لخرق الحدود البرية الاسبانية بطريقة منظمة ومقصودة بنية تحقيق أهداف سياسية.  

وأضافت روبلس، أن الأمر غير مقبول ليس فقط من وجهة نظر القوانين الدولية، ولكنه مرفوض ايضا من وجهة نظر القوانين الانسانية في إشارة إلى إقدام مراهقين مغاربة على إلقاء أنفسهم في البحر بنية الوصول إلى الأراضي الإسبانية  ومنها إلى "الجنة الأوروبية". وقالت ماغاريتا روبلس، مستنكرة  التصرف الغريب للسلطات المغربية، إن أي دولة تتصرف في إطار حسن الجوار وتقوم باستخدام هذه الشريحة المجتمعية كورقة ضغط فذلك أمر مؤسف. وخاصة وأن بلادها ـ كما أضافت ـ تبقى من بين أكبر الدول الداعمة للمغرب، ونحن لم نطلب سوى احترامها لنا كون ذلك يبقى مفتاح كل سياسة حسن الجوار. وأعادت المسؤولة العسكرية الإسبانية نفس التهم التي وجهتها سلطات مقاطعة سبتة باتجاه السلطات المغربية بتغريرها بأكثر من 8 آلاف مغربي من بينهم أكثر من 1500 مراهق ودفعت بهم الى اقتحام  الحدود البرية لمقاطعة سبتة ضمن ورقة ابتزاز استعملتها للضغط على مدريد على خلفية استقبال هذه الأخيرة للرئيس الصحراوي ابراهيم غالي، فوق أراضيها للعلاج جراء إصابته بفيروس كورونا.

وتغاضى عناصر حرس الحدود المغاربة يوم 17 ماي الجاري، الطرف أمام سيول بشرية زحفت على المقاطعة الاسبانية بينهم رضّع وأطفال ونساء ضمن أكبر فضحية إنسانية ودبلوماسية تورطت فيها السلطات المغربية، في محاولة يائسة للضغط على السلطات الإسبانية لمراجعة موقفها تجاه النزاع في الصحراء الغربية. ولكن الرباط فشلت في مقامرتها بعد أن تعاملت السلطات الإسبانية بحزم لم تعهده الرباط في مواقف مدريد عندما سارعت الى طرد تلك السيول البشرية المتدفقة على أراضيها وأعادتهم الى المغرب باستثناء حوالي 500 مراهق مازالوا يجوبون شوارع سبتة في ظروف مأساوية لطخت صورة مملكة رهنت حياة مواطنيها خدمة لحسابات استيطانية في الصحراء الغربية. وفي نفس سياق الموقف الإسباني، أبدى وزير الدولة الألماني المكلف بأوروبا، ميكايل روث، أسفه لاستخدام السلطات المغربية شباب "دون أفاق" كـورقة مساومة سياسية"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي لن يقبل كل ابتزاز من هذا القبيل.

وأضاف روث، في حديث مع صحيفة " البايس" الإسبانية أن الاتحاد الأوروبي يقوم بتقديم مساعدات لدول مثل المغرب من أجل توفير أفاق  تنموية لشبابها، وخلق فرص العمل لهم في بلدانهم ولكن السلطات المغربية استخدمتهم كـ"ورقة مساومة سياسية".

ووصف الوزير الالماني، تصرف السلطات المغربية بـ الامر المثير للسخرية.. وانه يتعين على الاتحاد الأوروبي بأن لا يخضع لأي وسيلة من وسائل الابتزاز. وهو ما جعله يؤكد على ضرورة  التوصل الى "اتفاقية أوروبية جديدة بشأن الهجرة واللجوء والتي قال إنها أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى ويجب أن لا نسمح لبعض الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي بأن ترفض قطعا ايجاد حلول. ورحب المسؤول الالماني في سياق مقاربته بطلب رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي  الذي دعا  الى جعل  إشكالية الهجرة ضمن نقاط جدول أشغال القمم الأوروبية المقبلة على خلفية التصرف المغربي الذي اثار حفيظة الاتحاد الأوروبي الذي ادرج المغرب في خانة الدول التي لا يجب الوثوق منها بسبب تصرفها الأخير.

وهو الامر كذلك الذي جعل مشاركين في ندوة دولية عقدت أول أمس بالعاصمة الأوروبية بروكسل حول الصحراء الغربية، يحذرون من الاثر السلبي للسياسات المغربية على الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط وبالصحراء والساحل .

وشارك في الندوة التي انعقدت تحت عنوان "الجمهورية الصحراوية، ضمان للإستقرار والأمن في المنطقة"، مسؤولون وخبراء عسكريون وأمنيون صحراويون وأستاذة جامعيون من الجزائر وموريتانيا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة، بمبادرة من فريق عمل التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي "إيكوكو" بتنسيق مع مركز أحمد بابا مسكة للدراسات والتوثيق. وشدد المتدخلون على أن التحديات الأمنية التي تواجهها منطقة شمال إفريقيا والساحل قد تضاعفت بشكل كبير في ضوء التطورات المتسارعة الأخيرة خاصة بعد خرق النظام المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي، وعدوانه على الشعب الصحراوي وأيضا مواصلة احتلاله العسكري لأجزاء من أراضي الجمهورية وتحديه لقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.