رائحة النووي تخيم على أجواء الحرب في أوكرانيا

وزير الدفاع الروسي يستنفر العالم من احتمالات كارثية

وزير الدفاع الروسي يستنفر العالم من احتمالات كارثية
وزير الدفاع الروسي، الجنرال سيرغي شويغو
  • القراءات: 516
م. م م. م

طرحت المكالمات الهاتفية التي أجراها وزير الدفاع الروسي، الجنرال سيرغي شويغو، مع نظرائه الأمريكي والفرنسي والبريطاني والتركي، أمس، تساؤلات حول حقيقة المخاوف الروسية من احتمال لجوء الرئيس الأوكراني، فولودومير زيلانسكي، إلى استخدام ما وصفها الجنرال الروسي بـ"القنبلة القذرة" ضد أهداف عسكرية داخل بلاده وتحميلها على القوات الروسية. وبغض النظر عن خلفية الاتصالات الروسية، فالمؤكد أن كل انزلاق في مسار الحرب المتواصلة منذ ثمانية أشهر باتجاه التخمينات الروسية سيفتح الباب على المجهول بالنسبة لأوكرانيا ولكل العالم.

وأجرى وزير الدفاع الروسي، أمس،  مكالمة مع نظيره الأمريكي، لويد أوستن، تناولت الحرب في أوكرانيا ضمن ثاني اتصال بينهما في أقل من أسبوع، بعد اتصالات مماثلة أجراها مع وزراء دفاع فرنسا وتركيا والمملكة المتحدة تناولت جميعها تطورات الحرب في  هذا البلد، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع المواجهات في 28 فيفري الماضي. وشكلت الاتصالات تطورا جديدا في مسار الحرب كونها الأولى من نوعها منذ بداية المواجهات، بما يعطي الاعتقاد أن الأمور تسير إما باتجاه تصعيد قادم أو انفراج محتمل. وذكر بيان لوزارة الدفاع الروسية، أن الجنرال، سيرغي شويغو، عبّر لنظيره الفرنسي، سيباستيان لوكورني، بكثير من التذمر، أن الوضع في أوكرانيا من شأنه أن يؤدي إلى انزلاق شامل سيكون من الصعب التحكم في تداعياته.

وهي نفس درجة التذمر التي عبّر عنها لنظيريه التركي، حالوسي حكار والبريطاني، بن والاس وانشغاله المتزايد من كل استفزاز قد تقدم عليه السلطات الأوكرانية التي تدفع، كما لمح إلى ذلك، إلى استخدام ما اسماها بـ"قنبلة قذرة". والمؤكد أن الخرجة الروسية لها دوافعها وجعل موسكو تنتهج خطة استباقية للتحذير من مغبة كل مخاطرة باستعمال السلاح النووي، في حرب أصبحت مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها فرضية اللجوء إلى استخدام السلاح النووي في حال طال أمدها واستحال حلها بوسائل الحسم العسكري التقليدية أو عن طريق التفاوض المباشر، قصد التوصل إلى أرضية توافقية.

وهو ما أكدته وزارة الجيوش الفرنسية في بيان بعد مكالمة لوكورني شويغو،  عندما أشارت إلى مخاوف روسية من احتمال لجوء الجيش الأوكراني إلى استعمال قنبلة قذرة ضد أهداف  أوكرانية وتحميل مسؤوليتها على روسيا، ضمن سيناريو كارثي قد ينقل المواجهة إلى استخدام أسلحة نووية سيكون من الصعب التحكم فيها. وهو ما جعل وزير الدفاع الفرنسي يعبر عن رفض بلاده لكل انزلاق عسكري وخاصة اللجوء إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل، مؤكدا على دعم بلاده لكل مسعى يهدف إلى التوصل إلى تسوية تفاوضية.

وبقدر ما حملت المكالمات الهاتفية فرضية تعفين الوضع، إذا سلمنا بمخاوف موسكو من نوايا كييف، بقدر ما تمهد هذه الاتصالات لترتيبات لوقف حرب مدمرة دخلت شهرها الثامن دون أفق لحسمها عسكريا، في ظل الدعم الغربي المتواصل لصالح الجيش الأوكراني، وهو ما عمّق الشرخ وزاد من هوة الخلافات الغربية - الروسية حول آليات التوصل إلى أرضية توافقية لوقف الاقتتال. وإذا كانت الفرضية الثانية مستبعدة في الظرف الحالي بالنظر إلى تصعيد الاقتتال من الجانبين المتحاربين، إلا أنها تبقى خيارا مطروحا على الطاولة  سيتم اللجوء إليه متى اقتنع الجميع، من دول متحاربة وداعمة، أن التفاوض في مثل هذه الوضعيات سيكون الخيار الأمثل لإنهاء نزاع ثنائي، بدأت تداعياته تلقي بظلالها على كل العالم بما يستدعي حله اليوم قبل غد.