في محاولة لطمأنة كوريا الشمالية

واشنطن وسيول تلغيان أضخم مناورات عسكرية في العالم

واشنطن وسيول تلغيان أضخم مناورات عسكرية في العالم
  • القراءات: 641
❊م.م ❊م.م

قررت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وضع حد للمناورات العسكرية الإستراتيجية التي دأبتا على تنظيمها كل عام في إطار اتفاق لتهدئة الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية ورغبة منهما في المساهمة في إنجاح المفاوضات الجارية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ وان لجعل شبه الجزيرة منزوعة السلاح. 

 

واتخذ وزيرا الدفاع الكوري الجنوبي، جونغ كيونغ دو ونظيره الأمريكي، بارتيك شناهان في ساعة متأخرة من نهار السبت هذا القرار واكتفيا بالقيام بتمارين عسكرية محدودة تنطلق اليوم وتدوم إلى غاية 12 مارس الجاري.. واعتمد فيها على إجراء تمارين على تكتيكات الحرب الدفاعية ضمن رسالة لطمأنة السلطات الكورية الشمالية التي تنظر إلى كل تحرك عسكري أمريكي بعين الريبة والتوجس من تدخل عسكري ضدها.

وتم الإعلان عن هذا القرار في أقل من أسبوع بعد انتهاء ثاني قمة جمعت الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي بالعاصمة الفيتنامية هانوي يومي 27 و28 فيفري الماضي، والتي انتهت إلى نتيجة صفرية بعد أن استحال على الرئيسين الوصول إلى أرضية توافقية بخصوص أولوية تدمير البرنامج النووي الكوري الشمالي أو تقديم الولايات المتحدة مساعداتها لتمكين اقتصاد آخر الأنظمة الشيوعية من تحقيق إقلاعه بهدف الوصول إلى نفس المكانة التي حققتها اقتصاديات دول جنوب شرق آسيا.

يذكر أن التواجد العسكري الأمريكي في كوريا الشمالية والمقدر تعداد جنودها بأكثر من 30 ألف عسكري والمناورات الدورية التي تنظمها مع قوات كورية جنوبية كثيرا ما شكل نقطة عداء متواصل بين الكوريتين وأجج الخلافات بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة وسلطات كوريا الشمالية التي كانت تعتبر هذا التواجد بمثابة غزو مقنن لكوريا الجنوبية وهو في نفس الوقت تهديد مستمر لأمنها منذ سنة 1953.

وكان الرئيس الأمريكي لمح خلال الندوة الصحفية التي عقدها في ختام قمة هانوي، إلى احتمال إلغاء هذه المناورات بمبرر تكلفتها الباهظة على الخزينة العمومية الأمريكية ولكنه رفض في المقابل كل فكرة لسحبها على الأقل في الوقت الراهن وربما إلى غاية التوصل إلى اتفاق نهائي مع كوريا الشمالية وخاصة ما تعلق ببرنامجها النووي بما يجعل من أسباب تواجد هذه القوات لاغ. 

وتعد مناورات «النسر الجارح» التي عادة ما يتم تنظيمها خلال فصل الربيع من كل عام وتعرف مشاركة أكثر من 200 ألف جندي كوري جنوبي وحوالي 30 ألف جندي من القوات الأمريكية أكبر مناورات يجريها البنتاغون في الخارج، بينما تقتصر مناورات «مفتاح الحل» التي عادة ما يتم تنظيمها شهر مارس من كل عام على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية وتدوم عشرة أيام فقط.

وتزامن قرار إلغاء هذه المناورات مع عودة الرئيس الأمريكي أمس، في مؤتمر لناشطين محافظين إلى نتائج قمة هانوي، حيث جدد التعبير عن أمله في أن يتوصل إلى اتفاق لنزع أسلحة كوريا الشمالية النووية، مقابل مزايا اقتصادية تحصل عليها بيونغ يانغ «التي قال إنه ينتظرها مستقبل مذهل ومشرق في حال قبلت بتدمير ترسانتها النووية.