فيما دعت اليابان لإبرام معاهدة جديدة في حال انسحاب أمريكا

واشنطن تعلق الالتزام بمعاهدة الصواريخ النووية

واشنطن تعلق الالتزام بمعاهدة الصواريخ النووية
وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو
  • القراءات: 942
❊ ع.أ ❊ ع.أ

أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو أمس، الجمعة، تعليق التزام بلاده باتفاقية نزع الصواريخ النووية المتوسطة، المبرمة إبان الحرب الباردة، معطيا روسيا التي اتهمها بانتهاك الاتفاق، مهلة 6 أشهر، قبل أن تنسحب واشنطن نهائيا من المعاهدة.

وقال بومبيو في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن أمس،"يجب أن يكون الأمن أهم أولوياتنا والاتفاقات التي التزمنا بها ينبغي أن تخدم المصلحة الأمريكية، والدول يجب أن تحاسب إذا انتهكت القوانين".

وكانت واشنطن منحت روسيا، في ديسمبر الماضي، مهلة 60 يوما من أجل العودة لتطبيق المعاهدة، تنتهي السبت.

وصرح وزير الخارجية الأمريكي أن تعليق التزام الولايات المتحدة بالاتفاقية التي أبرمت عام 1987، سيبدأ اعتبارا من اليوم السبت.

وترك بومبيو الباب أمام إجراء مفاوضات مع روسيا خلال مهلة 6 أشهر، من أجل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن معاهدة الصواريخ النووية التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.

وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال هذه المهلة، فإن واشنطن ستنسحب منها نهائيا، وفق وزير الخارجية الأمريكي.

قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف أمس، الجمعة إن موسكو لا تستطيع أن تغض الطرف عن حقيقة أنه يمكن للولايات المتحدة الآن نشر صواريخ "توماهوك" مجهزة بمعدات نووية على اليابسة، أي في رومانيا وبولونيا.

وأوضح ريابكوف في تصريح لقناة "روسيا24"، أن "ظهور وحدات الإطلاق هذه على اليابسة، يعد انتهاكا لمعاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى"، مشيرا إلى أن هذه الوحدات العسكرية "تستخدمها سفن القوات البحرية الأمريكية، والتي يتم تزويدها بصواريخ اعتراضية، إما بصواريخ "توماهوك" الهجومية أو بصواريخ باليستية، وفقا لطبيعة المهمة التي تقوم بها السفينة".

وكانت روسيا قد أشارت من قبل إلى نشر الولايات المتحدة لوحدات إطلاق صواريخ مجنحة من طراز "توماهوك" في قاعدتيها برومانيا وبولونيا، ما اعتبرته انتهاكا لمعاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى.

يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي سابقا كانا قد وقعا معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى في العام 1987، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو اختبار أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000و 5500 كلم، ومداها القصير ما بين 500 و1000 كلم.

أما وزير الخارجية الياباني تارو كونو، قال أمس، الجمعة إنه في حال انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، فإنه يجب إبرام معاهدة جديدة تشمل قوى نووية من بينها الصين.

وأضاف كونو في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة اليابانية (إن آش كا) أنه بإمكانه تفهم الوضع الذي أدى إلى إشارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى أنها ستقوم بتعليق التزاماتها بموجب المعاهدة، إلا أنه أوضح أن انتهاء المعاهدة لن يكون  أمرا مرغوبا بالنسبة للعالم.

وأعرب كونو عن أمل بلاده في المساهمة في إقامة نظام جديد من أجل نزع السلاح من خلال العمل مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، بالإضافة إلى  الدول الأخرى المعنية بالأمر.

القوى النووية الخمس الكبرى تتعهد بالحفاظ على المعاهدة

وكان ممثلو الدول النووية الخمس الكبرى اتفقوا أول أمس، على أهمية الحفاظ على معاهدة عدم الانتشار النووي وتعزيز التنسيق والتعاون في إطار هذه المعاهدة سعيا لتحقيق الأمن المشترك والحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي.

وقال مساعد وزير الخارجية الصيني تشانغ جون، في تصريح للصحافة يوم الخميس الماضي عقب انتهاء اجتماع القوى النووية الخمس الكبرى (الصين وروسيا وأمريكا والمملكة المتحدة وفرنسا) في بكين إن الحضور أكدوا أهمية تنفيذ معاهدة عدم الانتشار النووي بشكل شامل باعتبارها حجر الزاوية في النظام العالمي لعدم انتشار الأسلحة النووية.

وأضاف تشانغ الذي ترأس وفد الصين في الاجتماع أن الدول الخمس وافقت كذلك على السعي لتحقيق مزيد من التقدم في نزع السلاح النووي وتعزيز جهود حل قضية عدم الانتشار النووي من خلال الإجراءات السياسية والدبلوماسية مع تعميق التعاون الدولي في استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية.

وأشار إلى أن القوى النووية اتفقت أيضا على تعزيز التبادلات حول السياسات والاستراتيجيات النووية لمنع المخاطر النووية الناجمة عن سوء الفهم والأحكام الخاطئة.

وشدد تشانغ على أن الصين ستظل ملتزمة ببناء توافق في الآراء وإدارة الخلافات بين القوى النووية الخمس وتعزيز التعاون والمساهمة في السلام والاستقرار العالميين.