عندما تحول البحر المتوسط إلى بحيرة موت

هلاك أكثر من 20 ألف مهاجر غرقا منذ سنة 2014

هلاك أكثر من 20 ألف مهاجر غرقا منذ سنة 2014
  • القراءات: 783
م. مرشدي م. مرشدي

دقت المنظمة الدولية للهجرة ناقوس الخطر من استمرار رحلات المهاجرين الأفارقة باتجاه مختلف الدول الأوروبية، بسبب المنحنى التصاعدي لأعداد المهاجرين السريين الذين يلقون حتفهم غرقا في عرض بحيرة السلام التي تحولت إلى بحيرة للموت ومقبرة الحالمين بالجنة الأوروبية.

وأعطت المنظمة المهتمة بقضايا الهجرة في العالم رقما مرعبا حول عدد ضحايا رحلات الموت غرقا في البحر الأبيض المتوسط والتي ارتفعت إلى أكثر من 20 ألفا منذ عام 2014، وهو رقم قد يضاهي ما خلفته بعض الحروب في العالم.

وأكدت إحصائية للمركز العالمي لتحليل بيانات الهجرة التابع لهذه المنظمة، أن ثلثي الغرقى مهاجرون فقدوا في البحر ولم يعثر على أثر لهم، مما جعل معدي هذا التقرير المأساوي يلحون على ضرورة زيادة المنظمة الدولية للهجرة من عمليات البحث والإنقاذ الشاملة في البحر الأبيض المتوسط لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية التي تتم أمام أعين العالم.

وأضاف أنه بعد حادثة الغرق المأساوي في عرض السواحل الليبية الشهر الماضي، والذي خلف وفاة 12 شخصا غرقا ارتفع عدد الذين قضوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط إلى 20 ألف و14 شخصا منذ سنة 2014. وأعطى المركز عن هذه الكارثة الانسانية مثالا بيوم التاسع فيفري الماضي الذي عرف هلاك وفقدان 91 شخصا كانوا على متن قارب شمال مدينة القره بوللي الليبية، مضيفا أن آلاف المهاجرين السريين، وغالبيتهم من مواطني مختلف الدول الإفريقية، يفضلون عبور البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا انطلاقا من الأراضي الليبية، في غياب الأمن بهذا البلد، منذ أحداث سنة 2011.

وشجع سقوط النظام الليبي السابق وانهيار مؤسسات الدولة الليبية وجيشها، تدفق آلاف المواطنين الأفارقة وخاصة الفارين  من جحيم العيش الصعب في بلدان الساحل وجنوب الصحراء الكبرى في مغامرة للوصول إلى دول الضفة الأخرى للبحر المتوسط، وهي رغبة استغلتها مليشيات مسلحة لفرض منطقها فحولت حلم هؤلاء إلى كابوس حقيقي، حيث أصبحوا ضحايا متاجرة بالبشر التي عرفت رواجا غير مسبوق، عجزت مختلف الدول الغربية في وضع حد له. ذلك أنه بقدر ما ارتفع عدد المهاجرين بقدر مازاد عدد العصابات المسلحة التي تخصصت في تهريب البشر من السواحل الليبية باتجاه الجزر الإيطالية واليونانية وحتى التركية والمالطية.

وإذا كان الحظ ابتسم لبعضهم، فإن حلم الآلاف كثيرا ما اصطدم بواقع تلك السفريات التي عادة ما تنتهى في منتصف الطريق بسبب عطب محرك أو تدهور للأحوال الجوية المفاجئ أو بسبب عصابات بحرية ليكون مصيرهم الغرق والموت المحتوم في عمق البحر المتوسط الذي كان إلى عهد قريب يسمى "بحيرة السلام".

وشكلت موجة المهاجرين الذين وصلوا إلى مختلف الدول الأوروبية في خضم الحروب المندلعة في سوريا والعراق واليمن وحتى في ليبيا وحالة اللاأمن في دول الساحل سنتي 2014 و2015 عاملا مشجعا لأمواج بشرية أخرى قبل أن تعيد الدول الأوروبية النظر في تشريعاتها الخاصة بالهاجرين مما جعلهم يبقون رهائن عصابات ليبية استولت على أموالهم وحولت الكثير منهم إلى مسلحين استغلتهم في الحرب الأهلية المتواصلة في هذا البلد منذ سنة 2011.