طباعة هذه الصفحة

حرب المخابر الصيدلانية لإنتاج لقاح ضد "كورونا"

هل هي لخدمة الإنسانية أم لتحقيق إرباح إضافية،،، ؟

هل هي لخدمة الإنسانية أم لتحقيق إرباح إضافية،،، ؟
  • القراءات: 594
م. م م. م

دخل علماء الجراثيم السويسريين هم كذلك على خط الحرب الاعلامية حول من يكون له السبق في إنتاج أول لقاح فعال يضع حدا للهجوم الكاسح الذي يشنه فيروس كورونا على البشرية، مستغلا ضعفها وعدم قدرتها على التصدي له.

فبعد الصينيين والروس والامريكيين والفرنسيين والاسبان دخل السويسريون هذه الحرب التي تحمل في ظاهرها تخليص البشرية من مخاطر هذا الداء وفي كواليسها حربا تجارية وارباح قياسية تعود على من يكون له السبق في وضع اول لقاح على رفوف صيدليات دول العالم ومستشفياته.

وذهب مارتين باكمان، البروفسور المخبري ورئيس قسم المناعة بمستشفى العاصمة السويسرية، بيرن، إلى حد التأكيد أن الأمر أصبح جاهزا، بعد توصله الى انتاج مادة مناعية  اكد ان كل الآمال معقودة عليها  للقضاء على فيروس "كوفيد ـ 19"، عبر استنساخ جزيئات بروتينية والصاقها بالفيروس لتحفيز الجهاز المناعي للشخص المصاب على إنتاج أجسام مضادة قوية وقادرة على إفشال الخطط الهجومية لهذا الفيروس القاتل.

واكد العالم المخبري السويسري أن فريق البحث معه دخل سباقا ضد الساعة من أجل تطوير هذا اللقاح عبر تطعيم أجسام مخبرية مضادة  قادرة على تحييد الفيروس  وتدميره وذهب الى حد التأكيد أن الأولوية الآن يجب أن تعطى لإنتاج اللقاح بشكل سريع وبكميات كافية بتنسيق مع السلطات السويسرية، واعدا بتسويقه خلال شهر سبتمبر القادم بعد أن تم اختباره على حيوانات مخبرية.

وجاء كشف فريق البحث السويسري عن هذا اللقاح يومين بعد تأكيد فريق طبي أمريكي، نجاح تجارب أولية أجراها على مشروع لقاح  تمت تجربته على فئران مخبرية  تمهيدا لاستخدامه ضد فيروس "كوفيد-19 " بعد أن اظهرت التجارب المخبرية رد فعل مناعي  قوي ضد هذا الفيروس.

وأكد الفريق الطبي الأمريكي العامل في كلية بيتسبرغ الامريكية أنه تمكن من تطوير هذا اللقاح من خلال عمليات مخبرية على فيروسات أخرى تسبب الالتهاب الرئوي الحاد ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

واضاف أن أولى التجارب على فئران مخبرية مكن النموذج الأولي للقاح "بيتكو ـ فاك " إصدار ما أسموه بـ"اندفاع متصاعد للأجسام المضادة" ضد فيروس كورونا المستجد خلال أسبوعين ولكنهم رفضوا استباق الاحداث فيما يخص ما إذا كانت الاستجابة المناعية ضد كوفيد-19 ستكون فعالة منذ الوهلة الاولى، واكتفى الفريق الطبي بالقول أنه يأمل أن يبدأ في تجارب سريرية خلال الأشهر القليلة القادمة.

وفي انتظار خروج هذه الوعود الوردية من اي مخبر صيدلانية فان باحثين اخرين عادوا إلى تفعيل لقاحات ضد  فيروسات ضربت العالم في القرن الماضي وأخرى في بداية الالفية الحالية وأكدوا قدرتها على تحييد الفيروس الجديد بمجرد ادخال تعديلات جينية عليها فقط، واعتماد تراكيب مخبرية لأدوية أكدت نجاعتها في مقاومة الفيروس والقضاء عليه خلال اسبوعين وخاصة تلك التي استعملت ضد داء السل.

وأكد كاميل لوخت، مدير البحث في معهد باستور بمدينة ليل الفرنسية أن اللقاح المعتمد ضد مرض السل بإمكانه أن يقوم بمثل هذا الدور الوقائي  بقناعة ان اللقاح ضد هذا الداء اكد فعاليته منذ عدة سنوات ليس فقط ضد داء السل ولكن ضد فيروسات أخرى.

واذا كان الخبير الفرنسي نصح بهذا اللقاح لصالح الاطباء والمسعفين للوقاية من خطر الاصابة بفيروس "كوفيد ـ 19" فإن ذلك يعني أنه بالإمكان وصفه لمصابين بهذا الوباء، وبقناعة انه مادام أكد نجاعته ضد مرض السل الذي اودى بحياة الاف الناس بالإمكان استعماله  أيضا ضد فيروس كورونا.

ولكن باحثين أبدوا تحفظاتهم تجاه هذه المقاربة قبل التأكد من صدقية فرضية استعمال لقاح قديم ضد فيروس كورونا المستجد وهو الأمر الذي أثار ضجة عالمية عندما أكد الطبيب الفرنسي ديديه راوؤلت، وفق نتائج مخبرية وأخرى سريرية  ناجحة أجراها على عدد من المصابين بفيروس كورونا باستخدام دواء كلوركين المخصص لداء الملاريا.

وتمسك الطبيب الفرنسي المثير للجدل بموقفه بدليل تماثل عدد من مرضاه للشفاء بعد أن خضعوا للعلاج بهذا الدواء وتمكنوا من التخلص من داء "كوفيد ـ 19" في مدة اسبوعين، متهما لوبيات الدواء العالمية بالوقوف ضد طريقة علاجه  للتمكن من جني ارباح بالملايير.