انطلاق المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا في موسكو

هل هي بداية ـ نهاية الاقتتال في كرباخ؟

هل هي بداية ـ نهاية الاقتتال في كرباخ؟
  • القراءات: 830
ص. محمديوة ص. محمديوة

هل تكون المفاوضات التي انطلقت أمس، بين أذربيجان وأرمينيا بالعاصمة الروسية موسكو، بداية ـ نهاية الاقتتال الدامي في إقليم ناغورني كرباخ المتنازع عليه بين هاتين الدولتين والذي خلف منذ اندلاعه في 27 سبتمبر الماضي، حوالي 400 قتيل من بينهم عشرات المدنيين.

ويطرح مثل هذا التساؤل وقد انطلقت أمس، مفاوضات بين رئيسي دبلوماسية البلدين المتنازعين، أذربيجان وأرمينيا بطلب من الرئيس الروسي فلادمير بوتين، على وقع استمرار الاقتتال والمعارك بين قوات البلدين.

والمؤكد أن ذهاب وزيرا خارجية البلدين إلى موسكو وفي وقت تستمر فيه المعارك الطاحنة بالإقليم المتوتر، قد جاء تحت ضغط المجموعة الدولية التي ما فتئت تطالب باكو ويريفان بالوقف الفوري للاقتتال واعتماد الحوار كسبيل لتسوية الخلافات القائمة بينهما.

ورغم أن متتبعين للتطورات الحاصلة بالمنطقة أجمعوا على أن مفاوضات موسكو تعد أول أمل لوقف الاقتتال، إلا أن الرئيس الأذري إلهام علييف، وصفها بـ«الفرصة الأخيرة" لأرمينا لحل الصراع سلميا في إقليم ناغورني كرباخ.

وقال في كلمة متلفزة له أمس، "نمنح فرصة لأرمينيا لحل النزاع سلميا وهي فرصتها الأخيرة"، مجددا بالمقابل عدم تخلي بلاده "بأي حال من الأحوال" عن أراضيها وقال "إنها فرصتهم التاريخية".

وكانت الرئاسة الروسية أعلنت في بيان أصدرته فجر أمس الجمعة، أنه "في التاسع أكتوبر، وزيرا خارجية أذربيجان وأرمينيا مدعوان من قبل موسكو لإجراء مشاورات" بوساطة دبلوماسية روسية.

ولم تصدر سلطات البلدين المتحاربين حينها أي رد فعل سريع على دعوة موسكو، سواء بالقبول أو الرفض وهما اللذان كانا مصرين على مواصلة الاقتتال إلى غاية استرجاع أراضيهما المسلوبة في إقليم ناغورني كرباخ.

ثم أن الإعلان عن إطلاق المفاوضات جاء بعد مكالمتين هاتفيتين أجراهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيره الأذري إلهام علييف، المدعوم من قبل تركيا والوزير الأول الأرميني نيكول باشينيان، الذي تحظى بلاده عادة بدعم روسي.

وأوضح الكرملين أن الرئيس بوتين، دعا إلى وقف المعارك في ناغورني كرباخ لأسباب انسانية على وقع تبادل جثث القتلى والأسرى.

وفي انتظار ما ستسفر عنه هذه المشاورات يتأكد تأثير الدور الروسي الذي أبان عن فعالية مقابل باقي نداءات ودعوات التهدئة التي أطلقتها كل المجموعة الدولية ولم تلق أذانا صاغية لا في باكو ولا في يريفان.

وهي نداءات جددتها أمس، المفوضية السامية الأممية لحقوق الانسان التي دعت الأطراف المتحاربة في كرباخ إلى وقف فوري لإطلاق النار. وعبّرت ميشال باشلي، المفوضية الأممية لحقوق الانسان عن بالغ قلقها لاستهداف في الأيام الأخيرة المناطق المأهولة بالسكان. ودعت إلى الوقف الفوري للمعارك وعمليات القصف لما لها من تبعات على المدنيين.

وتشير آخر الاحصائيات إلى سقوط قرابة 400 قتيل منذ اندلاع المعارك في كرباخ في 27 سبتمبر الماضي، من بينهم 22 مدنيا أرمينيا و31 مدنيا أذريا، في وقت يؤكد فيه كل طرف إلحاقه خسائر فادحة في الأرواح في صفوف خصمه تعد بالمئات.