في سياق تسريبات عن اتصالات سرية ومساع حميدة

هل دخلت الحرب اليمنية منعرج نهايتها،،،؟

هل دخلت الحرب اليمنية منعرج نهايتها،،،؟
  • القراءات: 813
م. مرشدي م. مرشدي

بدأت مؤشرات ايجابية تلوح في الأفق اليمني قد يدفع بهذا البلد باتجاه انفراج قريب ينهي معاناة شعب هذا البلد الممزق بحرب مدمرة منذ تسع سنوات، استعصى أمر تسويتها بسبب تنافر مصالح فعالياتها الداخلية وصراع القوى الإقليمية من أجلها. وجاءت تسريبات مصدر سعودي مسؤول أمس، في سياق تعزيز هذا الاحتمال بعد أن أكد أن الرياض دخلت في اتصالات مباشرة مع المتمردين الحوثيين ضمن ترتيبات قد تضع اليمنيين على طريق إنهاء الحرب الأهلية، ووضع حد للتدخل السعودي ـ الإماراتي في هذا البلد. 

وقال المسؤول السعودي الذي رفض الكشف عن هويته إننا فتحنا باب مفاوضات مع الحوثيين منذ سنة 2016، ونحن نواصل اتصالاتنا بهدف تحقيق سلام في اليمن، في نفس الوقت الذي أكد فيه أن بلاده لم تغلق الباب في وجه الحوثيين دون أن يعطي تفاصيل أخرى بخصوص الآليات التي تمت في إطارها هذه الاتصالات ومكان إجرائها ومن الوسيط الذي بادر بها.وأضاف المسؤول السعودي أن الحوثيين إذا كانوا جادين في تهدئة الأوضاع العسكرية وقبولهم الجلوس الى الطاولة فإن العربية السعودية، ستقف الى جانبهم وستعمل على دعم كل الأطراف السياسية بهدف التوصل الى تسوية نهائية.

وجاء الكشف عن هذه المستجدات ساعات فقط بعد توقيع الحكومة اليمنية والانفصاليين الجنوبيين بالعاصمة الرياض، على اتفاق ينهي الحرب بينهما ويقر باقتسام السلطة متى وضعت الحرب الأهلية أوزارها. وتم تسريب معلومات بوجود هذه المفاوضات دون الكشف ما إذا كانت مباشرة أو عبر وسطاء إقليميين أو دوليين رغم أن ديفيد  شينكر، مساعد كاتب الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الأوسط، أكد خلال زيارة قادته شهر سبتمبر الماضي، الى العربية السعودية، على وجود اتصالات بين بلاده والحوثيين دون أن يوضح هو الآخر طبيعة هذه الاتصالات، وما إذا كانت تندرج ضمن مساعي وساطة بين هؤلاء والسلطات السعودية لإقناعهم بوقف حربهم ضد الحكومة اليمنية والقبول بفكرة الجلوس الى طاولة المفاوضات.

وتكون الادارة الأمريكية قد تحركت في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق بين قوات التحالف الإسلامي بقيادة العربية السعودية والحوثيين الذين كثفوا من عمليات قصفهم الجوي لمواقع حيوية في قلب الأراضي السعودية كانت آخرها الهجمات الصاروخية التي ضربت مركبين نفطيين استراتيجيين تابعين لشركة ”ارامكو” الشهر الماضي، ضمن اكبر انزلاق تعرفه الحرب اليمنية. وإذا سلمنا بتسريبات المسؤول السعودي وتأخر تحقيق أي تقدم في المفاوضات فإن تصعيد الوضع في اليمن جاء ليؤكد على هوة الخلافات بين الرياض والحوثيين مما جعل كل طرف يلجأ في الفترة الأخيرة الى الورقة العسكرية وتصعيد الموقف من اجل فرض كل واحد منهما منطقة على طاولة المفاوضات.

كما أن استغراق الاتصالات بين الجانبين السعودي والحوثي وعدم تسجيل أي تقدم منذ سنة 2016، جاء ليؤكد على تباين مواقفهما مما حال دون إيجاد أرضية توافقية تؤدي على الأقل لإعلان هدنة لإيجاد الظروف المواتية تمهيدا لمفاوضات علنية وأكثر جدية. ولا يستبعد أن تكون السلطات الإيرانية قد شجعت الحوثيين على قبول التفاوض مع السعوديين حتى تخفف من درجة الضغط الدولي الذي تتعرض له بخصوص علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة، والدور العسكري الذي تلعبه في سوريا والعراق وحتى في لبنان.

وهو الاحتمال الوارد جدا إذا أخذنا بتصريحات نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، الذي كشف من جهته أمس، أن بلاده نقلت رسائل من السلطات الإيرانية إلى نظيرتيها في كل من المملكة العربية السعودية والبحرين تتعلق بالوضع في منطقة الخليج العربي.ولم يوضح المسؤول الكويتي محتوى هذه الرسائل والعرض الذي تكون طهران قد قدمته، وإن كانت كل مؤشراته تخص التصعيد الأخير في مياه الخليج في ظل حرب ناقلات النفط الصيف الماضي، وأيضا الأوضاع في اليمن وسوريا على اعتبار أنها قضايا متداخلة خيوطها وتتضارب مصالح القوى الإقليمية والدولية بشأنها.

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أكدت الشهر الماضي، أن طهران مستعدة للدخول في محادثات مع السعودية ”بمساعدة وسيط أو  دون ذلك. ومهما كانت ظروف إطلاق هذه الاتصالات ومهما كان الطرف المبادر بها فإن العربية السعودية تأكدت سنة بعد تدخلها العسكري في اليمن دعما لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أنها أخطأت تقدير الموقف العسكري وهو ما جعلها تقبل بمفاوضات مع المتمردين الحوثيين، بعد أن تمكن هؤلاء من دحر القوات النظامية واستيلائهم على العاصمة صنعاء ومناطق شاسعة في شمال البلاد. خاصة وأن الرياض أكدت في بداية عملياتها العسكرية أنها ستحسم الموقف الميداني في أقرب فترة ممكنة، قبل أن تصطدم قواتها بواقع ميداني مغاير.