العنصرية ضد السود تتحول إلى قضية دولة في أمريكا

هل أفقد جورج فلويد، الرئيس ترامب آخر أوراقه الانتخابية؟

هل أفقد جورج فلويد، الرئيس ترامب آخر أوراقه الانتخابية؟
هل أفقد جورج فلويد، الرئيس ترامب آخر أوراقه الانتخابية؟
  • القراءات: 1133
 م. م  م. م

كانت الدعوة التي وجهها، فيلونيز فلويد شقيق، جورج فلويد المواطن الأمريكي الأسود، المقتول خنقا من طرف شرطي أبيض بولاية مينيسوتا نهاية شهر ماي، أمام نواب من الكونغرس، أمس، بمثابة صرخة مدوية باتجاه صناع القرار في الولايات المتحدة لوقف الحيف الذي تعاني منه الأقليات الملونة في المجتمع الأمريكي.

وقال فيلونيز فلويد أمام أعضاء لجنة برلمانية أنا هنا من أجل مطالبتكم رفع الغبن الذي يعاني منه الأمريكيون من أصول إفريقية والتخفيف من وطأة معاناتهم والأخذ بعين الاعتبار مطالب المتظاهرين بإعادة تنظيم مصالح الشرطة لتفادي تكرار جرائم قتل جديدة.

وتحولت ورقة السود الأمريكيين منذ الاغتيال المشين الذي ذهب ضحيته المواطن جورج فلويد إلى ورقة انتخابية وازنه بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعد أن كانت ورقة غير ذات أهمية مقارنة بقضيتي الفضيحة الأوكرانية ثم تداعيات جائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية والإنسانية في الولايات المتحدة.

وزاد اهتمام المرشحين لانتخابات الثالث نوفمبر القادم، الرئيس الحالي، دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي، جو بايدن بشكل لافت بهذه المسألة بعد أن تحولت الطريقة التي قتل بها المواطن الأمريكي الأسود خنقا تحت إقدام شرطي أبيض، إلى قضية فيدرالية فرضها خروج آلاف المحتجين من مختلف العرقيات والشرائح إلى شوارع كبريات المدن الأمريكية للاحتجاج على تفشي عنصرية مقيتة، مازالت تسكن داخلية أمريكيين بيض، يعتقدون انهم مواطنين من الدرجة الأولى بينما غيرهم مجرد رعاع  يستحقون الموت على الطريقة التي قتل بواسطتها فلويد.

وإذا كان هذا الأخير دفع بحياته ثمنا لهذا الاعتقاد العنصري فإنه جعل قضية بني جلدته تطفو إلى واجهة الأحداث في الولايات المتحدة مزحزحا بذلك الاهتمام بتداعيات تفشي وباء كورونا إلى الحد الذي جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخسر مزيدا من أوراقه الانتخابية ومعها مزيدا من نقاط عمليات سبر الآراء التي راحت إلى رصيد غريمه جو بايدن.

وأيقن هذا الأخير حقيقة الوضعية الحرجة التي يوجد عليها منافسه الجمهوري خمسة اشهر قبل موعد الانتخابات وراح يشن حملة بنية تأليب 45 مليون أمريكي أسود من أصول إفريقية ومعهم قرابة 50 مليون من أصول إسبانية والذين يتقاسمون نفس المشاعر وشظف العيش، ضد الرئيس ترامب ضمن خطة لكسب أوراقهم الانتخابية في يوم الحسم الموعود في أول يوم ثلاثاء من شهر نوفمبر القادم.

والواقع أنه لا الرئيس ترامب ولا غريمه الديمقراطي كانا يتوقعان أن وفاة فلويد بتلك الطريقة ستخرج ملايين الأمريكيين إلى الشارع وتتحول إلى قضية دولية جلبت عطف العالم كله إلى الحد الذي جعل الأمم المتحدة تثير قضية العنصرية كمرض يجب استئصاله في عالم الألفية الثالثة.

وفي محاولة لتخفيف الضغط عليه لم يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حرجا في تعيين تشارلز براون  كأول جنرال اسود قائدا لسلاح الجو الأمريكي، وقال انه متلهف للعمل معه  بعد مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه في هذا المنصب.

ويبدو أن مرشح الحزب الديمقراطي، جو بايدن رفع من سقف الرهان إلى حد إعلان استعداده تعيين سيدة من أصول سوداء في منصب نائب رئيس للولايات المتحدة في سابقة هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، ضمن خطة استباقية لزيادة درجة عداء السود الأمريكيين ضد الرئيس الحالي.

وأصبحت لأجل ذلك، أسماء السيناتورة، كامالا هاريس وعضوة مجلس النواب، فال ديمينغ وكذا رئيسة بلدية اطلنطا، كايشا لانس بوتومس المنحدرات ثلاثتهن من أصول إفريقية مرشحات لأن تكن واحدة من بينهن أول سيدة تشغل مثل هذا المنصب الحساس في هرم السلطة الأمريكية.

وهي ضربة قوية ضد الرئيس ترامب تضاف إلى القداس الديني الذي أقيم أول أمس بمناسبة دفن جورج فلويد والذي تحول إلى محاكمة سياسية ضده، اتهم خلالها بتشجيع عناصر الشرطة على الاعتقاد بانهم فوق القانون الذي جعلهم لا يجدون حرجا في قتل مواطنين سود ببرودة دم.

وقال جون بايدن بهذه المناسبة في كلمة بثت خلال هذه التأينية أن الوقت قد حان لإحقاق العدالة ضد العنصرية وان ساعة القضاء عليها قد حانت، في نفس الوقت الذي اكد فيه باراك اوباما أول رئيس اسود يحكم الولايات المتحدة، أنه لا يمكن تحويل الأنظار عن حقيقة العنصرية التي تجرح ذواتنا قابله تجاهل الرئيس ترامب في تغريداته صباح أمس الإشارة إلى وفاة فلويد أو حتى تقديم العزاء لعائلته وراح بدلا من ذلك ينتقد تعنيف شرطي لمواطن في الخامسة والسبعين مع عمره.