الرئيس التركي يرفض وقف عملية "نبع السلام"

نزوح 100 ألف سوري في بداية مأساة كارثية

نزوح 100 ألف سوري في بداية مأساة كارثية
  • القراءات: 741
م.مرشدي م.مرشدي

تمكنت القوات التركية أمس، من بسط سيطرتها على مدينة رأس العين السورية الإستراتيجية مع بداية اليوم الرابع من عملية "نبع السلام" التي ينفذها الجيش التركي داخل العمق السوري بدعوى حماية حدوده من خطر العناصر الإرهابية، في إشارة إلى الأكراد السوريين الذين تنعتهم السلطات التركية بالإرهابيين بسبب نزعتهم الانفصالية.

وأكدت قيادة الجيش التركي إصرارها على مواصلة عملياتها الحربية رغم توالي الانتقادات الدولية التي طالبتها بوقف عملية الاجتياح وتفادي سقوط قتلى مدنيين والتسبب في نزوح الآلاف من بينهم، في وقت أكد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لن يوقف العملية "رغم كل ما يقوله الآخرون".

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العملية العسكرية التركية خلفت إلى حد الآن مقتل 75 مسلحا كرديا، 19 من بينهم قتلوا في معارك طاحنة اندلعت بين المتحاربين ليلة الجمعة إلى السبت، بالإضافة إلى 40 مدنيا قتل عشرة منهم صباح أمس، خلال عمليات قصف استهدفت مساكنهم مما حتم على 100 ألف شخص مغادرة منازلهم فرارا من هول المعارك وعمليات القصف المدفعي والجوي الذي تقوم به القوات التركية.

واعترفت مصادر رسمية تركية من جهتها بمقتل أربعة جنود من عناصر وحداتها و18 مدنيا في عمليات القصف التي نفذها المقاتلون الأكراد.

وبسطت القوات التركية سيطرتها على مدينة رأس العين الإستراتجية التي تعد حسب متتبعين مفتاح عملية "نبع السلام" ونقطة تحول في مسار معاركها بالنظر إلى موقع المدينة الاستراتيجي وأهميتها بالنسبة لعناصر مليشيا  حماية الشعب الكردي الذين قررت السلطات التركية محاربتهم رغم الدور المحوري الذي لعبوه منذ سنة 2014 في سياق الحرب المفتوحة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إلى جانب القوات الأمريكية.

وأكد مرصد حقوق الإنسان أن القوات التركية بسطت سيطرتها بعد أن شنت هجماتها على ثلاث جبهات باتجاه قلب المدينة التي هجرها سكانها ضمن خطة ميدانية لتشتيت الجهد العسكري للمقاتلين الأكراد في نفس الوقت الذي كثفت فيه مدفعية الميدان قصفها المتواصل لعدة ساعات بهدف إنهاك عناصر مليشيات حماية الشعب الكردي وتشتيت تركيزهم خلال المعارك المباشرة.

وجاء التغلغل الميداني للقوات التركية في هذه المدينة بعد أن تمكنت هذه الأخيرة من بسط سيطرتها على 11 قرية حدودية تابعة لمدينة تل الأبيض، التي تبقى هي الأخرى من بين أهداف القوات التركية مثلها مثل مدينة رأس العين.

يذكر أن السلطات التركية تسعى بعد اتفاقها مع الرئيس الأمريكي لشن هذه العملية العسكرية، إلى إقامة منطقة عازلة على طول حدودها مع سوريا وعلى مسافة 32 كلم داخل العمق السوري ضمن خطة لتأمين حدودها ممن تسميهم بالإرهابيين، في إشارة إلى عناصر مليشيا حماية الشعب الكردي.

وهي الغاية التي قد تتسبب في كارثة إنسانية ضد السكان المدنيين الذين سوف لن يجدوا سوى النزوح من منازلهم لتفادي موت محقق وسط ظروف كارثية في ظل انعدام أماكن تأويهم ومواد غذائية تعيلهم وسط عجز أممي للتكفل بمعاناتهم.