قمّة حاسمة بين رئيسي الكوريتين

نزع السلاح النّووي محور جدول اللقاء

نزع السلاح النّووي محور جدول اللقاء
  • القراءات: 765
ق. د ق. د

ينتظر أن تشكل مسألة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية النقطة المحورية في محادثات القمة التي تعقد اليوم بين الرئيسين، الكوري الجنوبي مون جاي ـ إن ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ وان، بالعاصمة الكورية الشمالية بيونغ يونغ.

كما ستكون القمة فرصة أخرى لمناقشة التدابير العملية للإعلان عن نهاية رسمية للحرب الكورية 1950 ـ  1953 والتي توقفت على أساس هدنة فرضتها القوى الكبرى آنذاك بعد أن استحال عليها التوصل إلى قرار ينهي الحرب بين ”الأختين ـ العدوتين ”بسبب استعار الحرب الباردة.

وتعد هذه ثالث قمة بين رئيسي البلدين منذ القمة التي جمعت الرئيسين الكوري الشمالي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بداية شهر جوان الماضي، وشكلت أكبر تحول في علاقات بيونغ يونغ وواشنطن بعد عداء تاريخي استمر على مدى العقود الستة التي أعقبت الحرب بين الكوريتين.

وكان الرئيسان كيم جونغ وان ومون جاي إن، عقدا لمرتين في قرية بانمونجوم التي عرفت التوقيع على الهدنة الحدودية شهري أفريل وماي الماضيين، ولكنها القمة الأولى التي يقوم بها الرئيس مون إلى كوريا الشمالية منذ توليه مقاليد الرئاسة في سيول. ومهما كانت نتيجة هذه القمة بخصوص مسألتي نزع السلاح النّووي، أو إعلان وقف الحرب فإنها شكلت مؤشرا آخر على التقارب الذي أصبح يطبع علاقات الكوريتين، وبما يؤكد رغبة بيونغ يونغ وسيول في طي صفحة اللاحرب واللاسلم التي عرفتها علاقتهما طيلة ستة عقود، في انتظار إيجاد أرضية توافقية بين السلطات الكورية الشمالية والأمريكية بخصوص نزع السلاح النّووي من شبه الجزيرة الكورية.

وقال ايم جونغ سيوك، رئيس ديوان الرئيس الكوري الجنوبي عشية هذه القمة إن بلاده ستضغط من أجل تحقيق نزع السلاح النّووي في كوريا الشمالية، بتنسيق مع الولايات المتحدة وذلك من خلال حوار جاد يسمح بإقامة علاقات صادقة بين البلدين.

يذكر أن مسألة تجريد كوريا الشمالية من أسلحتها النّووية عرف تأخرا ملحوظا بالنّظر إلى تباين مقاربة كوريا الشمالية والإدارة الأمريكية بخصوص هذه القضية الحسّاسة والشائكة، ففي الوقت الذي يصر فيه الرئيس الأمريكي، على تجريد كوريا الشمالية من كل أسلحتها النّووية وتحت أعين المراقبين الأمريكيين، اعتبرت كوريا الشمالية أن مثل هذه الطريقة عكست التصرف المتعجرف للإدارة الأمريكية التي تريد تجريدها من أسلحتها النّووية دون مقابل ودون ضمانات مقبولة ومتفاوض بشأنها.   

ولا يستبعد أن تشكل قمة رئيسي الكوريتين اليوم، مناسبة لتقريب الموقف الكوري الشمالي والأمريكي بخصوص هذه القضية عبر وساطة كوريا الجنوبية، من منطلق أن رئيس هذه الأخيرة لعب دورا محوريا في إذابة الجليد العالق في علاقات البلدين، وسمح بعقد قمة العاصمة السنغافورية بين الرئيس كيم جونغ ـ وان والرئيس دونالد ترامب بداية شهر جوان الماضي.

ورافق الرئيس الكوري الجنوبي إلى هذه القمة وفد سياسي واقتصادي يضم أكثر من مائتي شخصية بينهم كبار رجال الأعمال ومديرو شركات الإلكترونيات في سيول.