دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في رسالة بمناسبة الذكرى الـ 75 لإنشاء منظمة الأمم المتحدة إلى تضامن عالمي لمواجهة التحديات المشتركة والتغلب عليها بقناعة أن ذلك يبقى جوهر اهتمام المنتظم الدولي.وأضاف غوتيريس أن "المهمة الأساسية للأمم المتحدة حاليا وأكثر من أي وقت مضى تبقى تعزيز كرامة الإنسان وحماية حقوقه واحترام القانون الدولي وإنقاذ البشرية من الحروب".    

وأشار بالمناسبة إلى أن جائحة "كوفيد-19" يعتبر في الظرف الراهن العدو المشترك للبشرية، وقد حان الوقت الآن "لتعزيز فرص السلام وتحقيق وقف إطلاق نار عالمي".    وأضاف "ويجب علينا أيضا تحقيق السلام مع كوكبنا في ظل الطوارئ المناخية التي أصبحت تهدد الحياة نفسها بما يستدعي  حشد جهود كل المجموعة الدولية العالم  لتقليص الانبعاثات الكاربونية في الجو والوصول بها إلى نسبة صفر بحلول عام 2050.

وأضاف أنه "يتعين أن تبذل المجموعة الدولية مزيدا من الجهد لإنهاء معاناة الإنسان من الفقر وعدم المساواة والجوع والكراهية - ومحاربة التمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو أي تمييز آخر".    وطالب غوتيريش بمشاركة كل البشرية في كل مكان لدعم قيم ميثاق الأمم المتحدة، والبناء على التقدم المتحقق عبر العقود، وتحقيق الرؤية المشتركة لعالم أفضل للجميع.    من جهته دعا مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون بنفس المناسبة إلى بذل جهود لدعم التعددية والمنظمة الأممية وخاصة وأن العالم "يتسم بتحد كبير، من خلال تغيرات كبرى لم يشهدها منذ قرن من الزمان، يضاف إليها أزمة صحية عالمية مدمرة ذات آثار اقتصادية واجتماعية حادة". وقال إن "ممارسات الأحادية والحمائية والتنمر آخذة في الازدياد".

وأضاف الدبلوماسي الصيني أنه "علينا أن نسأل أنفسنا، ما هو نوع الأمم المتحدة الذي نحتاجه؟ ما الذي يجب أن نفعله لرعاية مستقبلنا المشترك؟ لقد سمعنا إجابات من قادة العالم خلال الأسبوع رفيع المستوى الذي شهد الذكرى الـ 75 للأمم المتحدة". وذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، صرح في خطابه أمام الأمم المتحدة أنه "في العالم، لا يوجد سوى نظام واحد هو النظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة ومجموعة واحدة فقط من القواعد هي القواعد الأساسية للعلاقات الدولية القائمة على ميثاق الأمم المتحدة.. ومن أجل أن تقوم الأمم المتحدة بدورها في حقبة ما بعد كوفيد-19، عليها أن تقف بحزم من أجل العدالة وأن تدعم سيادة القانون وأن تعزز التعاون وأن تركز على العمل الحقيقي".

وأكد تشانغ أن فيروس كورونا المستجد "ذكّر العالم بأقوى طريقة بأنه فقط من خلال التمسك بالتعددية ودعم الأمم المتحدة وتعزيز التعاون والتضامن يمكن للعالم هزيمة المرض وبناء المرونة في مواجهة التحديات المستقبلية". وشدّد على أن بلاده "تقف بحزم مع التعددية وتتمسك بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وتقف بحزم مع الأمم المتحدة"، مضيفا "معا.. يمكننا بناء مستقبل أفضل ومشترك للجميع". ويعد يوم الأمم المتحدة يوم عالمي يحتفل به منذ العام 1947 إثر قرار الجمعية العامة لهذه المنظمة الأممية اتخاذ 24 أكتوبر من كل سنة يوما للاحتفال بذكرى إعلان ميثاق الأمم المتحدة.