أمام عالم عربي متفرج

نتنياهو يتحدى العالم ويصر على إتمام جريمته

نتنياهو يتحدى العالم ويصر على إتمام جريمته
  • القراءات: 742
م. مرشدي م. مرشدي
لم تكترث حكومة الاحتلال للنداءات الدولية لوقف مجزرتها ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بعد أن واصلت عمليات قصفها لمختلف الأهداف وحصدت أمس، فقط أرواح 22 فلسطينيا ورفعت حصيلة عدد شهداء الجنون العنصري الإسرائيلي الى 127 فلسطينيا وألف مصاب في صور مرعبة لا يقوى أعتى المجرمين النظر إليها.
وماذا يمكن أن تكتبه عن فظائع عكست بهيمية مسؤولين إسرائيليين فقدوا كل بذرة الآدمية، وتحولوا الى آلة قتل لا لسبب سوى رغبتهم الملحة لإفشال المصالحة الفلسطينية وكذا تجاوز أجندات حسابات السياسة الداخلية في كيان تحول في نظر العالم من ضحية الى جلاد آثم، وفي وقت لم تعد فيه ذريعة القضاء على مصادر قوة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تقنع أحدا إذا سلمنا انه كلما نفذت إسرائيل عملية عسكرية بهذا الحجم إلا واكتشفت مذعورة ميلاد قوة اكبر بصواريخ أكثر دقة وأطول مدى.
وبلغت درجة جنون المسؤولين الإسرائيليين الحد الذي يبعث على القلق بالنظر الى العشوائية التي أصبحت تميز الضربات الجوية ضد الأهداف الفلسطينية، فعندما تطمر شابات فلسطينيات من ذوي الاحتياجات الخاصة فذاك عين الجنون ولا يمكن لأي طبيب نفساني أن يعطي مبررا لذلك أو استشهاد ستة فلسطينيين ذنبهم أنهم تجمعوا أمام منزل أحدهم.
وهي الصورة التي يمكن إسقاطها على كل عمليات التقتيل الجماعي التي راح ضحيتها سكان أحياء مدن القطاع الجريح من حي التفاح الى بيت لاهيا، والشيخ جراح وجباليا ودير البلح وكلها أحياء نكرة تمكنت إسرائيل من إخراجها إلى العالم بفعل جرائمها والمآسي التي عاشتها سابقا وتعيشها الآن وربما لاحقا.
وواصل الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته الجوية رغم أن آخر بيان لجيش الاحتلال أكد أن عملية "الجرف الصامد" تمكنت من تدمير الترسانة الحربية للمقاومة الفلسطينية، وفي وقت تحول فيه وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، الى وزير للحربية وراح يؤكد أن الوحدات البرية على وشك البدء في اجتياح بري لقطاع غزة.
وهي الحقيقة التي تؤكد أن النية منذ البداية لم تكن القضاء على المقاومة لأن إسرائيل تدرك جيدا أنها لن تتمكن من ذلك مادام جوهر الصراع قائما، وإنما هدفها سياسي وله علاقة مباشرة بما يجري من تجاذبات سياسية في أعلى هرم سلطة الاحتلال التي وقعت تحت سيطرة اليمين الصهيوني المتطرف. 
والمفارقة أنه في الوقت الذي أكدت المعطيات الميدانية على تصعيد قادم بقيت الدول العربية في موقف المتفرج عاجزة عن اتخاذ موقف موحد لرد العدوان أو على الأقل وقفه.
وحتى الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه الكويت، لن يعقد إلا يوم غد بما يؤكد حالة الفرقة والشقاق التي تطبع مواقف العرب في قضية كان يجب أن تدفع الى تحقيق الإجماع وفي وقت قياسي. والأكثر من ذلك فإن كل الخوف أن لا يخرج الإجماع بأي موقف عملي باتجاه رفع الغبن عن الفلسطينيين ليقول الفلسطينيون ليته ما عقد على خلفية أن اجتماعات مماثلة عقدت في الإطار "الطارئ" ولكنها خرجت بمواقف وبيانات باهتة طغت عليها لغة التنديد والاستنكار، ولم تزد الاحتلال إلا تسلطا وعجرفة في وقت تتعالى صرخات الثكالى والأيتام "واعرباه" و«مسلماه" ولكنها صرخات تذهب أدراج رياح القنابل العنقودية والفسفورية التي لا ترحم.