وضع شروطا قتلتها قبل أن تبدأ

نتانياهو يقبل التفاوض مع عباس في الوقت الضائع

نتانياهو يقبل التفاوض مع عباس في الوقت الضائع
  • القراءات: 758
م. مرشدي م. مرشدي
وصف صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حول استعداده التوجه إلى مدينة رام الله للتفاوض مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ"مجرد حديث علاقات عامة". وذهب عريقات إلى أبعد من ذلك عندما أكد أنها تصريحات فارغة صادرة عن رئيس حكومة مستوطنين رفضت الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وتنكرت لكل الاتفاقيات الموقعة.
واتهم عريقات نتانياهو بتعمد "تدمير خيار حل الدولتين على الحدود المحتلة عام 1967، بإصراره على بقاء القدس واللاجئين خارج المفاوضات وإبقاء جيش الاحتلال على طول نهر الأردن". وقال إن نتانياهو "يعمل على تكريس إستراتيجية شعب فلسطيني دون سلطة واحتلال دون كلفة وقطاع غزة خارج الإطار الفلسطيني لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، مما جعله يتساءل  عن أي "سلام كان يتحدث نتانياهو".
وشدد عريقات قبل الحديث عن أية مفاوضات على ضرورة وقف البناء الاستيطاني، وإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى لدى إسرائيل وقبول ترسيم الحدود على أساس تلك المحتلة عام 1967. وكان عريقات يرد على تصريحات الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي أكد بأنه مستعد للذهاب إلى رام الله أو أية مدينة فلسطينية أخرى للقاء الرئيس عباس، وإجراء مفاوضات مباشرة معه دون شروط مسبقة.
ولكنه تدارك الموقف وقال إنه يؤيد فكرة حل الدولتين لشعبين، دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بدولة قومية للشعب اليهودي. وهو بذلك لم يكتف بوضع شروط مسبقة ولكنه قتل كل أمل في هذه المفاوضات "الوهم"، بعد أن راح يحدد الإطار العام لمستقبل الدولة الفلسطينية التي تبقى وفق رغبته في جعلها مجرد "بانتستونات" عنصرية بدون هوية ولا سلطة فعلية.
والأكثر من ذلك فإن نتانياهو تجاهل متعمدا كل إشارة إلى مسألة الاستيطان التي جعلت كل مفاوضات عديمة الجدوى ما لم تأخذ بمطالب الطرف الفلسطيني الذي لم يضع شروطا بقدر ما ألح على حقوق ضائعة ضمن مخطط يهودي رهيب لابتلاع كل الأرض الفلسطينية. وما تعرفه مدينة القدس الشريف ومقدساتها الإسلامية والمسيحية في الأشهر الأخيرة أكبر دليل على افتقاد الوزير الأول الإسرائيلي، لأية إرادة في إعادة الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ثم أن نتانياهو عرف توقيت الإدلاء بهذه التصريحات التي جاءت متزامنة مع تواتر أخبار عن رغبة الرئيس عباس، في الانسحاب من رئاسة السلطة الفلسطينية بعد أن أنهكه موقف الاحتلال الرافض للالتزام بتعهداته الدولية والاتفاقيات الموقعة منذ معاهدات أوسلو سنة 1993. ورغم هذه الحقائق إلا أن وزير الخارجية الامريكي جون كيري، لم ير حرجا في القول أمس، بإمكانية إعادة بعث مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
والمفارقة أن كيري، صدق تصريحات نتانياهو مع أن تجارب المرات السابقة أكدت أنه مفاوض سمسار يدخل المفاوضات من اجل ربح الوقت لتنفيذ مخططات الاستيطان بدليل أنه لم يلتزم أبدا بالمفاوضات وجون كيري أدرى بذلك من غيره، إذا علمنا أن نتانياهو هو من أجهض مفاوضات العشرة أشهر التي بدأت شهر جويلية 2013، وانتهت ربيع العام الماضي إلى فشل ذريع بسبب رفضه وقف الاستيطان التي تضاعفت عدة مرات مقارنة بالسنوات الأخيرة الماضية.