وضع شروطا تعجيزية مقابل الاعتراف بدولة فلسطينية

نتانياهو يقبر فكرة مبدأ حل الدولتين

نتانياهو يقبر فكرة مبدأ حل الدولتين
  • القراءات: 602
يصر الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مواصلة اللعب على الحبلين كلما تعلق الأمر بقيام الدولة الفلسطينية التي ربطها دائما بشروط تعجيزية لا يقبلها عاقل.وجدد نتانياهو تحديه للمجموعة الدولية عندما أكد أمس، أنه يؤيد قيام دولة فلسطينية وفق مبدأ حل الدولتين ولكن وفق الرؤية التي ترقه والتي تبقيها دولة تحت رحمته ووفق الرغبة التي يريد وليس وفق المعايير والمنطق المتعارف عليه لقيام الدول. ولم يفوت الوزير الأول الإسرائيلي زيارة وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتانماير، إلى الكيان المحتل والأراضي الفلسطينية للقول إنه مع دولة فلسطينية بلا هوية وبلا قوة عسكرية والأكثر من ذلك أن تعترف بالكيان المحتل "دولة يهودية".
وهو التصور الذي يجعل من الدولة الفلسطينية إن كتب لها يوما أن تخرج الى الوجود مجرد كيان أشبه بـ"الباستونات" العنصرية في جنوب إفريقيا محرومة من كل معاني الدولة المتعارف عليها في القوانين الدولية. وراح نتانياهو يدافع عن نفسه أمام المسؤول الألماني بالقول إنه لم يقبر فكرة قيام الدولة الفلسطينية في تلميح إلى الشعارات التي راح يروج لها طيلة الحملة التي خاضها في الانتخابات العامة المسبقة شهر مارس الماضي، باستحالة قبوله قيام دولة فلسطينية مستقلة وهي الفكرة التي استحسنها المستوطنون اليهود واليمين المتطرف وأهلته لأن يفوز بالانتخابات العامة، رغم أن نتائج عمليات السبر رشحته لأن يكون أكبر الخاسرين.
وبرر الوزير الأول الإسرائيلي، دعواته تلك بأن الظروف في تلك الفترة لم تكن مواتية لقيام هذه الدولة "وكأن تحولات جذرية عرفتها الأوضاع إلى الحد الذي جعلته يغير موقفه خلال شهرين. ولكن الحقيقة غير ذلك تماما، إذ يكفي العودة إلى الأحداث التي عرفتها القضية الفلسطينية وممارسات الاحتلال للقول إن حكومة الاحتلال لم تقم إلا بما يرهن قيام الدولة الفلسطينية من خلال عمليات استيطان متلاحقة في الضفة الغربية والقدس الشريف، وعمليات حفر تحت أساسات المسجد الأقصى وزيارات استفزازية إلى باحاته.
والظروف المواتية التي راح الوزير الأول الإسرائيلي يشير إليها أن تكف السلطة الفلسطينية عن "تحركاتها الدبلوماسية الرامية إلى عزل إسرائيل" على الساحة الدولية.وراح نتانياهو يتحدث باستعلاء واستهزاء لما قام به الفلسطينيون  سعيا منهم للانضمام إلى مختلف الهيئات الدولية علّهم يستطيعون استعادة بعضا من حقوقهم المهضومة منذ سبعة عقود، ووصف ذلك بأنها تحركات لعزل كيان يفرض منطقه حتى على القوى الكبرى التي لا تجد حرجا في الانسياق وراء نزواته منذ 1948.
وحتى اعترافه بقيام الدولة الفلسطينية لأول مرة سنة 2009 لم يكن سوى ذرا للرماد إذا أخذنا بما عاناه ويعانيه الفلسطينيون منذ ذلك التاريخ، ولم يزدهم ذلك إلا حرمانا وقهرا لم يعد يطاق.وبنفس لغة التعالي قال نتانياهو، إن المشكلة ليست في المستوطنات التي ابتلعت أكثر من ثلثي الأراضي الفلسطينية أو حدود الدولة الفلسطينية التي لا يعترف بها وراح يصر على الإجراءات  الأمنية، فيما وراء هذه الحدود في اتهام مسبق على أن الدولة الفلسطينية ستكون أول عدو لدولة الاحتلال.