تحت ضغوط أعضاء حكومته بخصوص الأقصى

نتانياهو يتراجع عن اتفاقه مع العاهل الأردني

نتانياهو يتراجع عن اتفاقه مع العاهل الأردني
  • القراءات: 687

وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو ضحية تركيبة حكومته اليمينية المتطرفة التي تقف حجر عثرة أمام أي محاولة يتخذها لإطفاء فتيل انتفاضة السكاكين وتهدئة الأوضاع بالقدس المحتلة وباقي الأراضي الفلسطينية المنتفضة. ووجد نتانياهو نفسه في مواجهة ضغوط دولية متزايدة دفعته إلى اتخاذ إجراءات عملية للتخفيف من حدة التوتر بالأراضي الفلسطينية ولكن تعهداته الدولية اصطدمت بمعارضة يمينية متطرفة داخل حكومته التي تمسكت بموقفها الرافض لكل ما هو فلسطيني وراحت تصر على فكرة "إسرائيل العظمى" التي تمحي كل أثر لفلسطين التاريخية.

وكانت التصريحات النارية التي أطلقتها وزيرة يمينية متطرفة في حكومته أكبر مؤشر على أنه فقد السيطرة على وزرائه عندما لم تخف ما وصفته بـ"حلمها" في رؤية العلم الإسرائيلي يرفرف فوق ما أسمته بجبل الهيكل المزعوم والذي تقصد به الحرم القدسي، وهو ما شكل رصاصة الحرمة على الاتفاق الأردني ـ الإسرائيلي الأخير القاضي باحترام القوانين المعمول بها منذ سنة 1967 لتسيير القدس الشريف وكذا وضع كاميرات في محيطه لمراقبة أي تجاوزات فيه. وراحت هذه الوزيرة إلى حد الطعن في القانون وقالت بحق اليهود في الصلاة بباحات المسجد الأقصى مع أنه وقف إسلامي تكفلت السلطات الأردنية بالإشراف عليه وتسييره منذ قرابة نصف قرن.

وأكدت مثل هذه التصريحات العنصرية الصراع الخفي الذي تتخبط فيه حكومة نتانياهو الذي وجد نفسه يجني ثمار الرياح التي أجج من خلالها الوضع في القدس بأعاصير عاتية عندما أعطى الضوء الأخضر لجنود الاحتلال لإطلاق النار على الفلسطينيين دون رحمة اعتقادا منه أنه سيقضي على الانتفاضة الفلسطينية قبل أن يتدارك الموقف وخطورته على مستوطنين يخشون ظلهم.

وحتى إن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أصر على ضرورة تطبيق ما التزم به أمام وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الإبقاء على الوضع القائم بالمسجد الأقصى المبارك، فإن السؤال المطروح، هل يمكن له التصدي لضغوط وزراء الأحزاب الدينية والعلمانية المتطرفة في حكومته؟. وهو سؤال يجد مصداقيته خاصة أنه لم يستطع حتى من تطبيق أبسط التفاهمات المتوصل إليها في اتفاقه الأخير، والقاضية بتثبيت كاميرات مراقبة في كل أماكن المسجد الأقصى بعدما أوقف العملية بسبب رفض المستوطنين اليهود لمثل هذا الإجراء واستمر في الوقت نفسه اقتحام هؤلاء المستوطنين لباحات الأقصى بما يبقي نار التوتر مشتعلة ويزيد في تغذية مؤشرات الانتفاضة بالأراضي الفلسطينية المحتلة.