ثلاث سنوات بعد عملية «الجرف الصامد»

نتانياهو في مواجهة هواجس جرائمه ضد سكان قطاع غزة

نتانياهو في مواجهة هواجس جرائمه  ضد سكان قطاع غزة
  • القراءات: 1272
 م.مرشدي م.مرشدي

اتهم تقرير رسمي إسرائيلي أمس، الوزير الأول في حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو وعددا من جنرالات الجيش الإسرائيلي بعدم الإعداد الجيد للعدوان العسكري على قطاع غزة شهر جويلية  2014 بدعوى القضاء على الخطر «الاستراتيجي» الذي كانت تشكله الأنفاق السرية في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية على الأمن الإسرائيلي.

وأكد التقرير الذي أعدته مصالح مراقبة الدولة في إسرائيل أنه رغم نعت هذه الأنفاق بالتهديد «الاستراتيجي» إلا أن السلطات السياسية والعسكرية لم تستعد لها بالكيفية اللازمة وبما يتماشى مع هذه الصفة»، خاصة ما تعلق بعدم تمكين الجيش من الخطط العملياتية لمحاربة عناصر كتائب عز الدين القسّام.

وكان نتانياهو يتوقع مثل هذا التقرير المفحم بعد التسريبات التي سبقت نشره بصفة رسمية وراح يؤكد أول أمس ضمن خطة استباقية أن عملية «الجرف الصامد» حققت هدفها بإلحاقها ضربة غير مسبوقة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس».

ولكن التقرير فضح هذه المزاعم وأكد أن سكان المدن الحدودية مع قطاع غزة مازالوا يعيشون هاجس الخوف من عمليات تسلل لعناصر كتائب القسّام إلى داخل العمق الإسرائيلي في تأكيد على بقاء خطر الأنفاق السرية التي شكلت الهدف الرئيسي لعدوان جويلية 2014. ويضاف إلى ذلك أن حركة المقاومة مازالت تحتفظ إلى حد الآن بجثة الجندي الإسرائيلي، حدار غولدين الذي قضت عليه المقاومة خلال عملية توغل إلى داخل العمق الفلسطيني.

كما أن تقارير أمنية جديدة كشفت عن استعدادات عسكرية يقوم بها الجناح العسكري لحركة «حماس» تحسبا لأي طارئ على خلفية التهديدات التي ما انفك اليمين المتطرف يسوقها باتجاه الفلسطينيين بسحقهم بصفة نهائية هذه المرة.

وشدّ الوزير الأول الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو ووزراء حكومته وجنرالات في أعلى هرم قيادة جيش الاحتلال أنفاسهم وهم ينتظرون الكشف عن مضمون التحقيق الأمني الذي تم إنجازه حول الملابسات التي أحاطت بالعدوان الإسرائيلي والذي خلف استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني في أعنف عملية إبادة تشنها قوات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.  

ووجه التقرير انتقادات لاذعة للوزير الأول الإسرائيلي بعد أن حمّله مسؤولية مباشرة في فشل قوات النخبة في جيش الاحتلال في مواجهة عناصر «كتائب القسّام» الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» بسبب الاستعدادات غير الكافية لتلك المواجهة والاستخفاف بقدرات المقاومة على صد ذلك العدوان رغم الترسانة الحربية، أطنان القنابل الفوسفورية والعنقودية التي ألقيت على المدنيين الفلسطينيين. 

وتمكن عناصر المقاومة الإسلامية خلال تلك الحرب المدمرة من توجيه صواريخ بلغت لأول مرة مدينة القدس ومحيط مفاعل ديمونة وعدة مدن في شمال فلسطين التاريخية وقيامهم بعمليات فدائية في داخل العمق الإسرائيلي وتصويرها ونشرها على مختلف وسائط التواصل الاجتماعي.

وحمل التقرير الذي جاء في 200 صفحة ضمن حقائق تنشر لأول مرة، مسؤولية فشل عناصر وحدات غيلاني الخاصة بالقضاء على المقاومة الإسلامية، على الوزير الأول الحالي ووزيره للدفاع السابق موشي يعلون وقائد هيئة الأركان بيني غانتس وجنرالات آخرين ممن تورطوا في مجازر عملية «الجرف الصامد» طيلة 52 يوما وخلفت سقوط 2252 شهيدا من بينهم 551 طفلا وتدمير البنية التحتية في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية.

وأضاف التقرير أن قيادة جيش الاحتلال والحكومة الإسرائيلية لم يعدا العدة بما يكفي لمواجهة مقاتلي كتائب عز الدين القسام الذين طوروا صواريخ بعيدة المدى وفاجأوا وحدات الجيش الإسرائيلي وراء خط المواجهة باستعمال الأنفاق السرية التي أقاموها بين قطاع غزة وفلسطين التاريخية. 

ومن بين المآخذ التي انتهى إليها المحققون على نتانياهو والجنرالات المقربين منه، تعمّدهم إخفاء معلومات في غاية السرية والأهمية على مجلس الأمن المصغر المعني أعضاؤه بشكل مباشرة بإدارة هذه الحرب الخاسرة.

فلم يسبق لجيش النخبة الإسرائيلي أن فقد 68 عسكريا من مختلف الرتب في مواجهة عسكرية مع المقاومة الفلسطينية ضمن معطى جديد جعل إسرائيل تمتنع عن تصعيد الوقف في قطاع غزة منذ انتهاء تلك الحرب.

ويضاف هذا التقرير الذي أشرف عليه الجنرال الإسرائيلي الأسبق يوسي بنهورن مباشرة بعد وقف الاقتتال بين الجانبين إلى سيل التقارير الأمنية التي صدرت إلى حد الآن ضد نتانياهو حول تعاطيه الرشوة بما قد يعصف بمستقبله السياسي على رأس حكومة الاحتلال تماما كما هو الحال بالنسبة لوزير خارجيته اليميني المتطرف، افيغدور ليبرمان الذي مازال يتهدد بتكرار تجربة الحرب ضد قطاع غزة بدعوى أنها ستكون الأخيرة.