طباعة هذه الصفحة

ليبرمان يستقيل احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النّار في غزّة

نتانياهو في مواجهة أكبر أزمة سياسية

نتانياهو في مواجهة أكبر أزمة سياسية
  • القراءات: 1111
م. مرشدي م. مرشدي

أحدث التوصل إلى وقف لإطلاق النّار بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، وحكومة الاحتلال أول شرخ في حكومة الوزير الأول الإسرائيلي بينامين نتانياهو، بعد استقالة وزير الدفاع اليميني المتطرّف افيغدور ليبرمان، رفضا لهذا الاتفاق.    

وقال ليبرمان، المعروف عنه مواقفه العنصرية والعرقية ضد الفلسطينيين في ندوة صحفية أعلن خلالها استقالته، إن اتفاق وقف إطلاق النّار يعد استسلاما أمام الإرهاب»، قبل أن يدعو إلى تنظيم انتخابات عامة مسبقة وعدم انتظار موعدها شهر نوفمبر من العام القادم.

وشكلت هذه الاستقالة وكذا قراره بسحب حزبه «إسرائيل بيتنا» العنصري من الائتلاف الحكومي أول شرخ في حكومة الوزير الأول بنيامين نتانياهو، التي شكلها من أحزاب يمينية متطرّفة سنة 2015.

وقال ليبرمان، إن التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النّار يعد اعترافا من حكومتنا بأننا عجزنا عن الرد على 500 قذيفة صاروخية أطلقتها المقاومة الفلسطينية خلال اليومين الأخيرين ضد العمق الإسرائيلي، وهو مسعى خاطئ وغير مقبول.

ووضع موقف ليبرمان، ائتلاف الوزير الأول بنيامين نتانياهو، أمام أغلبية ضئيلة لا تتعدى مقعدا نيابيا واحدا مما يجعله يتأرجح بين البقاء حينا والسقوط في أحيان كثيرة، بما قد يدفع إلى تنظيم انتخابات عامة مسبقة وفق رغبة وزير الدفاع الإسرائيلي.

وقال مسؤول في حزب الليكود الذي يقوده نتانياهو، إن هذا الأخير سيتولى الإشراف أيضا على حقيبة وزارة الدفاع، مؤكدا أن الانتخابات المسبقة ليست ضرورة ملحة في الوقت الراهن.

ودافع نتانياهو، عن قرار التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النّار مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، بعد أن كادت المواجهات الأخيرة أن تدفع بالوضع الأمني الهش هناك إلى حرب مفتوحة جديدة في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية.

ولم يتخذ نتانياهو قرار وقف إطلاق النّار لوحده ولكن أخذ بهذا الخيار بعد اجتماع مجلس الأمن المصغر الذي ضم ضباطا سامين في جيش الاحتلال ومسؤولين في مختلف الأجهزة الأمنية  والمخابرات، التي رأت في وقف إطلاق النّار القرار الصائب لتفادي الدخول في متاهة حرب جديدة مع الأجنحة المسلّحة لفصائل المقاومة، ولم يجد نتانياهو من بديل سوى الانضمام إلى موقفهم. 

وحاول نتانياهو، إيهام الرأي العام الإسرائيلي بالقول إن أعداءنا ترجونا قبول وقف إطلاق النّار وهم يدركون جيدا لماذا فعلوا ذلك، قبل أن يضيف أنه في الحالات الطارئة فإن عامة الشعب لا يجب أن تكون في كل مرة على دراية بسرية القرارات الهامة التي نتخذها حفاظا على أمن البلاد، وحتى لا يطّلع عليها العدو في إشارة إلى الجانب الفلسطيني.

ولكن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» رأت في وقف إطلاق النّار واستقالة ليبرمان، بمثابة انتصار لقطاع غزّة، والذي تمكن بفضل صمود شعبه من إحداث زلزال في أعلى هرم السلطة الإسرائيلية.

ورغم عودة الهدوء الحذر إلى مدن قطاع غزّة أمس، إلا أن ذلك لم يمنع جنود الاحتلال من إطلاق النّار على شاب فلسطيني مما أدى إلى استشهاده ليضاف إلى 11  شهيدا فلسطينيا ممن سقطوا برصاص قوات الاحتلال منذ بدء العدوان الإسرائيلي يوم الأحد الماضي.

وخرج آلاف الفلسطينيين أمس، إلى شوارع مختلف مدن قطاع غزّة للتعبير عن انتصارهم على إسرائيل في مقابل تذمر المستوطنين اليهود الذين أكدوا أنهم كانوا ينتظرون قيام حكومة نتانياهو، برد حازم ضد المقاومة الفلسطينية لمنع تكرار عمليات القصف بالقذائف التي أرغمتهم على البقاء في مخابئ وزارة الدفاع، في وقت أغلقت الإدارات والمستشفيات والمدارس أبوابها في وجه مرتاديها.