فيما يحاول فيه جون كيري طمأنة دول الخليج بالاتفاق النووي

نتانياهو في الولايات المتحدة لمنع المصادقة

نتانياهو في الولايات المتحدة لمنع المصادقة
  • القراءات: 649
م. مرشدي م. مرشدي
شرع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري في جولة شرق أوسطية بدأها بالعاصمة المصرية، حيث سيبحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الشراكة الاستراتيجية بين بلديهما ثم العاصمة القطرية الدوحة لطمأنة دول الخليج بخصوص الاتفاق النووي مع إيران. واستثنى رئيس الدبلوماسية الأمريكي من جولته هذه المرة محطة إسرائيل رغم أنها معنية بشكل مباشر بهذا الاتفاق الذي لاقي معارضة واضحة من حكومة الاحتلال بدعوى أنه يرهن أمن إسرائيل. وكان وزير الدفاع الأمريكي، كارتر اشتون قام بهذه المهمة لدى إسرائيل والعربية السعودية والكويت، حيث راح قبل أسبوعين يشرح الهدف من التوقيع على الاتفاق النووي.
وتزامنت جولة كيري مع جريمة حرق الرضيع الفلسطيني، علي الدوابشة من طرف مستوطنين يهود في جريمة وصفتها واشنطن بغير المقبولة. ويشرف الوزير الأمريكي رفقة نظيره المصري، سامح شكري على أشغال اللجنة العليا المشتركة والحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن بعد عدة أشهر من القطيعة والخلافات بين عاصمتي البلدين وخاصة بعد الأحكام القضائية التي سلطتها العدالة المصرية  بإعدام قيادات حركة الإخوان والرئيس المصري السابق، محمد مرسي. وتعد جولة الحوار هذه هي الأولى بين البلدين منذ آخر جولة تمت بينهما سنة 2009 وجاءت، وقد عادت المياه إلى مجاريها بين البلدين بعد أن قررت الإدارة الأمريكية تسليم ثماني طائرات حربية من طراز "أف ـ 16" من مجموع 12 مطاردة تسلمتها مصر في إطار الحرب التي تخوضها القوات المصرية ضد التنظيمات المتطرفة في محافظات صحراء سيناء.
ولكن مسؤولا أمريكيا أكد أن الزيارة ستكون فرصة أيضا لمساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بمسائل حقوق الإنسان في كتابة الدولة، توم مالينوفسكي لإثارة قضايا حقوق الإنسان مع المسؤولين المصريين. وستكون محطة العاصمة القطرية مناسبة أيضا لجون كيري لعقد لقاء مع نظرائه الخليجيين، يتناول مضمون الاتفاق النووي الذي مايزال يثير مخاوف الدول العربية بقناعة أن الولايات المتحدة حرصت على ضمان أمنها القومي وضحت بمصالح دول المنطقة. وقال المصدر الدبلوماسي الأمريكي إن جون كيري سيحاول الرد على كل تساؤلات نظرائه الخليجيين بكيفية تزيل كل لبس وتبديد مخاوفهم بخصوص هذا الاتفاق والحصول على دعمهم لنا.
وفي نفس الوقت الذي يقوم فيه جون كيري بجولة إقناع لدى دول الخليج، يحل بداية من يوم غد الاثنين الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالولايات المتحدة من أجل تحريك اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة  للحصول على دعمه للضغط من أجل منع تمرير الاتفاق عبر الكونغرس الأمريكي. وحسب مصادر إسرائيلية، فإن نتانياهو سيتحدث مع أكثر من مائة مجموعة يهودية في الولايات المتحدة والتي تشكل في مجموعها أكبر قوة ضغط في الولايات المتحدة وكثيرا ما عملت على تغيير قوانين أمريكية حماية لإسرائيل. وهو ما يعني أن وزير الدفاع الأمريكي الذي أوفده الرئيس باراك أوباما إلى إسرائيل مباشرة بعد التوقيع على اتفاق فيينا يوم 14 جويلية الماضي، لم يتمكن من إقناع الحكومة اليمينية في إسرائيل بالمبررات التي قدمها مما جعل رئيسها يتنقل بنفسه إلى الولايات المتحدة لتحريك اللوبي اليهودي لمنع المصادقة على هذا الاتفاق.
وحسب مصادر يهودية أمريكية، فإن الوزير الأول الإسرائيلي سيحاول تشريح الاتفاق عبر كلمة سيتم بثها عبر كل المعابد اليهودية في الولايات المتحدة قبل أن يلتقي مع ممثلي أهم المنظمات اليهودية وفيدراليات يهود الولايات المتحدة، وهو ما يؤكد أن حرص حكومة الاحتلال في إفشال الاتفاق واضحة. يذكر أن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة يعد اليد الطولى لإسرائيل في قلب دوائر صناعة القرار الأمريكي ويعد قوة الضغط الأولى التي يحسب لها ألف حساب حتى من طرف الرؤساء الأمريكيين كونه الجهة التي عادة ما تكون لها كلمة الفصل في من يفوز بكرسي الرئاسة الأمريكية حسب درجة الولاء وحسب تعهداتهم بخدمة المصالح الإسرائيلية وحمايتها والوقوف إلى جانبها حتى وهي مستبدة وظالمة.