بعد جلسة برلمانية انتظرها ملايين الأمريكيين

مولر يفضح ترامب دون قول كل الحقيقة،،،

مولر يفضح ترامب دون قول كل الحقيقة،،،
  • القراءات: 663
م. مرشدي م. مرشدي

أكد روبيرت مولر، المدعي العام الامريكي الخاص، خلال جلسة الاستماع أمام نواب الكونغرس، أمس، أنه لم يقل أبدا إنه لم يعرقل عمل العدالة في سياق التحقيق الذي قام به في قضية احتمال تدخل وتأثير روسيا على النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة الأمريكية سنة 2016.

ودحض مولر بمثل هذه التوضيحات الجديدة أمام نواب الكونغرس وتابعها ملايين الأمريكيين، في تصريحات الرئيس الامريكي الذي لا يفوت مناسبة إلا وأكد خلالها أن المدعي العام  المستقيل برأه من تهمة اعتراض عمل العدالة.

والمفارقة أن تأكيدات مولر جاءت في نفس الوقت الذي نشر فيه الرئيس ترامب تغريدة على موقع تويتر جدد من خلالها المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي برأه من تهمة علاقاته وأعضاء فريقه الانتخابي مع وروسيا خلال الحملة التي سبقت موعد الانتخابات الأمريكية شهر نوفمبر 2016  ونفى عنه أيضا تهمة عرقلة عمل العدالة.

وكان واضحا منذ بداية الجلسة أن نواب الحزب الديمقراطي سيركزون على هاتين النقطتين بالذات وهو ما يفسر طرحهم لسؤال محدد وجوهري: هل التقرير الذي نشره شهر مارس الماضي هو خلاصة كلامه؟ فكان رد المدعي العام بـ«لا" قبل أن يضيف وقد بدت على محياه مظاهر ارتباك واضحة وتلعثم في الإجابة وقال إن التقرير لم يبرئ الرئيس ترامب من التهم المنسوبة إليه والأفعال التي قام بها. قبل أن يختم إجابته بأنه لن يرد على كل الأسئلة التي ستطرح عليه في تأكيد على رغبته في عدم قول أشياء أخرى أكثر من تلك التي ضمنها في تقريره الذي جاء في 400 صفحة واستغرق إنجازه 22 شهرا كاملا.

ولكن النواب الديمقراطيين أصروا على كشف حقائق إضافية بعد أن وجدوا غموضا واضحا في بعض حيثيات هذا التقرير مما شجعهم على المطالبة بعقد هذه الجلسة مباشرة بعد اطلاعهم على مضمون التقرير شهر مارس الماضي.

يذكر أن الرئيس الأمريكي ومنذ استلامه مهامه في البيت الأبيض وتفكيره منصب على نتائج تحقيقات مولر إلى الحد الذي جعله لا يريد سماع هذا الاسم ولكنه استبشر خيرا بنشر التقرير الذي أكد أن الروس بذلوا جهودا كبيرة لمساعدة المرشح الجمهوري ولكنه لم يتوصل الى أدلة قطعية تؤكد وجود اتصالات مباشرة بينه وبين الأطراف الروسية التي كانت تأمل في فوز المرشح ـ الملياردير على حساب مرشحة الحزب الديمقراطي وكاتبة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بسبب عدائها المعلن ضد روسيا.

لكن فرحة الرئيس ترامب لم تدم طويلا بعد أن اعترف المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي "أف. بي. أي" بضغوط كبيرة مورست عليه من طرف الوافد الجديد على البيت الأبيض في محاولة للتأثير على مجريات تحقيقه ضمن ممارسات يمكن إدراجها وفق القوانين الأمريكية ضمن مساعي عرقلة عمل العدالة، التهمة التي لا يتم التسامح معها وقد تكلف الرئيس الحالي منصبه في حال تأكدها.

وجدد مولر التأكيد، أمس، أنه لن يذهب بعيدا في هذه الخلاصة بقناعة انه التزم  والمحققين الذين شكلوا فريق عمله بعدم القول أن الرئيس اقترف جنحة وهذا موقفنا وسنبقى ملتزمين به.     

وفي أول رد فعل على جلسة الاستماع لمولر أمام نواب الكونغرس الامريكي جددت السلطات الروسية نفيها لأي تدخل في الانتخابات الأمريكية، حيث أكد مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على موقف بلاده مؤكدا انه سيقرأ كل ما سيكتب عن هذه الجلسة ومتابعة ما سيقال خلالها.

وهو موقف ذهب إلى نقيض الموقف الذي أبداه الرئيس الامريكي الذي وعد بعدم مشاهدة جلسة الاستماع لمولر بعد أن طعن في مصداقيتها وقلل من أهمية ما سيقال فيها وبقناعة أنها مجرد لعبة سياسية ومضيعة للوقت.

وهو موقف مغاير أيضا لموقف الحزب الديمقراطي الذي ما انفك يؤكد أن تقرير مولر تضمن سلسة حقائق تورط الرئيس، ترامب والتي يمكن اعتمادها للبدء في إجراءات عدم تمكينه من إتمام عهدته وإنهائها قبل موعدها.