لعمامرة يؤكد في مؤتمر "دعم استقرار ليبيا":

موقف الجزائر من الأزمة كان ولا يزال واضحا

موقف الجزائر من الأزمة كان ولا يزال واضحا
رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة-وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة
  • القراءات: 1016
م . ب/و. أ م . ب/و. أ

ضرورة استكمال المسار العسكري- الأمني عبر الالتزام بحظر التسليح وسحب القوات والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا

أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أول أمس بطرابلس، أن موقف الجزائر من الأزمة في ليبيا "كان ولا يزال ثابتا وواضحا"، ويتمثل في ضرورة "حماية سيادة ليبيا ووحدة أراضيها" وإيجاد تسوية للأزمة عبر مسار ليبي- ليبي. وقال لعمامرة في مداخلته أمام أشغال المؤتمر الوزاري لمبادرة "دعم استقرار ليبيا" التي تمت فعالياتها بالعاصمة الليبية أن "موقف الجزائر من الأزمة في ليبيا كان ولا يزال ثابتا وواضحا، حيث دعا الرئيس عبد المجيد تبون إلى ضرورة حماية سيادة ليبيا ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

وعاد لعمامرة للتذكير بأن "الجزائر أكدت مرارا على أن حل الأزمة لن يتأتى إلا عبر مسار ليبي-ليبي يتولى فيه الأشقاء الليبيون الدور البارز في إطار حوار شامل يضمن إعادة بناء المؤسسات وتوحيدها وتحقيق المصالحة الوطنية"، مضيفا بأنه "من هذا المنطلق، رحبت الجزائر بالتقدم المحرز في إطار العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة والتي مكنت من انتخاب رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية وتحديد تاريخ 24 ديسمبر 2021 موعدا لإجراء الانتخابات العامة". وبعدما عبر عن ارتياح الجزائر لما تحقق من استقرار نسبي على الصعيد الأمني منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، شدّد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج على "ضرورة استكمال المسار العسكري- الأمني عبر الالتزام بحظر التسليح وسحب كافة القوات والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا"، وذلك بالتشاور مع الشركاء الدوليين المعنيين وإشراك دول الجوار الليبي في المحادثات والمسارات التي يتم إطلاقها في هذا الصدد، وفقا لمخرجات الاجتماع الوزاري لدول الجوار الذي انعقد بالجزائر يومي 30 و31 أوت 2021. وأشاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية بالمناسبة، بتوصل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، خلال اجتماعها الملتئم بجنيف في 8 أكتوبر الجاري، إلى اتفاق يقضي بوضع خطة عمل شاملة لسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا بشكل تدريجي ومتوازن، وذلك تنفيذا لبنود وقف إطلاق النار وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومخرجات مؤتمر برلين.

دعوة لدعم العملية السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات

وبمناسبة اقتراب موعد الانتخابات العامة في ليبيا، حثّ السيد لعمامرة جميع الأطراف المعنية على دعم الجهود المبذولة من قبل السلطة التنفيذية الحالية والامتناع عن جميع محاولات بث الفرقة بين الليبيين أو عرقلة العملية السياسية ونشاط الحكومة في جميع أنحاء البلاد. كما طالب المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم لتحقيق التوافقات الضرورية لإيجاد الحلول الملائمة لبعض المسائل القانونية والتقنية العالقة، وعلى رأسها القاعدة الدستورية للانتخابات، إلى جانب استكمال مساري توحيد المؤسسات والمصالحة الوطنية الليبية. من هذا المنطلق، يقول رئيس الدبلوماسية الجزائرية، "يأتي "الدور المتميز" لمبادرة دعم استقرار ليبيا التي نعتبرها "خطوة إيجابية في سبيل استعادة الأشقاء الليبيين زمام الأمور وفق منهجية تقوم أساسا على مبادئ الملكية الوطنية والشراكة الفاعلة والمسؤولية المشتركة".

وأكد لعمامرة في الختام على دعم الجزائر لهذه المبادرة واستعدادها الدائم "لمساعدة الأشقاء الليبيين في تحقيق الأهداف المرجوة منها"، وتطلعها إلى مواصلة "هذا الجهد الجماعي لحشد الدعم الضروري للدفع بجهود الأشقاء الليبيين من أجل بناء دولة ليبية موحدة وآمنة ومستقرة وديمقراطية". وأجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، بالعاصمة الليبية طرابلس، محادثات مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباراس، تمحورت حول العلاقات الثنائية، إلى جانب القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعرب رئيسا دبلوماسية البلدين، على هامش أشغال مؤتمر "مبادرة استقرار ليبيا"، عن ارتياحهما لمستوى التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، منها على الخصوص مجال الطاقة، كما جدّدا التزامهما بالعمل على توسيع وتنويع هذه العلاقات والارتقاء بها بناء على أسس الثقة المتبادلة، واتفقا حول المسار التحضيري للاجتماع الثنائي رفيع المستوى المرتقب قريبا بإسبانيا. وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، تبادل الوزيران مطوّلا وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع في كل من ليبيا ومالي ومنطقة المتوسط. كما تناقشا قضية الصحراء الغربية، في سياق المداولات المرتقبة في مجلس الأمن لتحضير مشروع قرار حول تجديد ولاية بعثة المينورسو.

كما التقى لعمامرة، في العاصمة الليبية طرابلس، برئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، قبيل انطلاق أشغال مؤتمر "مبادرة استقرار ليبيا". وتطرق الطرفان إلى العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، إلى جانب آخر تطوّرات العملية السياسية في ليبيا بقيادة الأمم المتحدة.  في هذا الإطار، جدّد السيد  لعمامرة "حرص الجزائر الدائم على دعم الأشقاء الليبيين في سبيل إيجاد التوافقات الضرورية لتجسيد أولويات المرحلة الراهنة"، مؤكدا الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لأمن واستقرار ليبيا. كما أعرب عن دعم الجزائر لمبادرة استقرار ليبيا بانعقاد المؤتمر على الأراضي الليبية، متمنيا أن يكون لهذه المبادرة الأثر البالغ في الدفع بالعملية السياسية وإنهاء الأزمة بصفة نهائية. 

من جانبه، أعرب رئيس الحكومة الليبية عن تقديره للدور الإيجابي الذي تضطلع به الجزائر ومساعيها الحميدة الداعمة للاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا، مشيدا في ذات السياق بالزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين تجسيدا للإرادة المشتركة التي تحدو قيادتي البلدين". وأجرى السيد لعمامرة أيضا محادثات مع نظيرته الليبية، الدكتورة نجلاء المنقوش وكذا مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني. وتناولت المحادثات آخر تطوّرات الأوضاع في ليبيا والمنطقة بشكل عام في إطار التشاور والتنسيق الدائمين بين البلدين. كما استقبل السيد لعمامرة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي المكلفة بشؤون الشرق الأدنى، يائيل لمبرت، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول آخر تطورات الأوضاع في ليبيا ومالي والصحراء الغربية، مجدّدين الالتزام المشترك للدفع بالسلم والأمن في المنطقة.