اعتبرته شخصية ”غير مرغوب فيها”

موقاديشو تطرد المبعوث الأممي

موقاديشو تطرد المبعوث الأممي
المبعوث الأممي نيكولاس هايسوم
  • القراءات: 941
م. مرشدي م. مرشدي

تدهورت العلاقة بين السلطات الصومالية وبعثة الأمم المتحدة في هذا البلد، ووصلت إلى حد اعتبار ممثل الهيئة الأممية شخصية غير مرغوب فيها، وطالبته بمغادرة ترابها بعد أن وجهت له تهمة التدخل المفضوح في سيادتها.

وتكهربت العلاقة بين السلطات الصومالية والمبعوث الأممي نيكولاس هايسوم، على خلفية تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، عبّر فيها عن قلقه المتزايد من تصرفات قوات الأمن الصومالية، خاصة تدخّلها الأخير، الذي خلّف عدة قتلى في مدينة بايدوا.

وقالت وزارة الخارجية الصومالية في بيان أصدرته أمس، إن المبعوث الخاص للأمين العام الأممي إلى الصومال، لم يعد مرحبا به في الصومال، ولا يمكنه العمل من الآن فصاعدا في هذا البلد.

وفضلت بعثة الأمم المتحدة إلى حد الآن، التزام الصمت، ربما حتى تتبين الأمر من السلطات الصومالية ومعرفة موقف الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس من تفاعلات هذه القضية على بلد يعيش حالة توتر متواصل منذ تسعينات القرن الماضي، عجزت كل المحاولات الدولية والأممية عن إعادة الأوضاع إلى نصابها.

ويُعد هايسوم المحامي والدبلوماسي الجنوب إفريقي، من بين الدبلوماسيين الأمميين الذين اضطلعوا بمهام مماثلة في السودان وجنوب السودان، قبل أن يعيَّن في منصبه في الصومال شهر سبتمبر الماضي.

وأدلى بتصريحاته التي أغضبت موقاديشو في رد على استعمال القوات النظامية الصومالية القوة المفرطة مع متظاهرين شاركوا، منتصف الشهر الماضي، في مظاهرات احتجاجية بمدينة بايدوا في جنوب ـ غرب البلاد، خلّفت مقتل 15 متظاهرا واعتقال أكثر من 300 شخص. وشهدت المدينة خروج مئات المتظاهرين إلى الشارع احتجاجا على اعتقال مختار روبو القائد السابق لحركة الشباب الإسلامية المتطرفة في الصومال، قبل أن يعلن انفصاله عنها شهر أوت من عام 2017. وطالبوا بإطلاق سراحه قبل أن تتدخل تعزيزات قوات الأمن باستخدام القوة المفرطة ضدهم؛ مما أدى إلى تسجيل تلك الحصيلة الدموية.

وترشح مختار بودو لخوض انتخابات جهوية لقيادة دولة جنوب غرب البلاد، قبل أن تقوم الحكومة الفيدرالية في موقاديشو باعتقاله، متهمة إياه بتشكيل مليشيا مسلحة في المدينة المذكورة، وعدم تخليه عن أفكاره المتطرفة، حيث مازال رهن الاعتقال إلى حد الآن.

وأعاب المبعوث الأممي الخاص إلى الصومال لجوء القوات الحكومية إلى استعمال القوة المفرطة ضد المتظاهرين؛ بقناعة أن الأمم المتحدة إنما زودت جهاز الشرطة الصومالية بمختلف الإمكانيات من أجل استعادة الأمن المفقود، والعمل على توحيد دولة الصومال، تماما كما كانت عليه قبل الإطاحة بنظام الرئيس محمد زياد بري سنة 1989، وليس استعمال تلك الأسلحة ضد متظاهرين مسالمين.

وتقدم الأمم المتحدة مساعدات لقوات الشرطة الصومالية بدءا بالألبسة الخاصة ومختلف العتاد، وتكوين عناصرها وتدريبهم ودفع جزء من رواتبهم.

وهو ما جعل هايسوم يبعث، نهاية شهر ديسمبر الماضي، برسالة إلى الحكومة الصومالية للاستفسار حول مدى شرعية اعتقال مختار روبو، وطالبها بالقيام بتحقيق أمني حول طريقة تدخّل أعوان الشرطة ضد مؤيديه وقتلها 15 من بينهم. وقال إن كل دعم تقدمه الأمم المتحدة إلى قوات أي دولة يجب أن يراعي احترام حقوق الإنسان.

وتزامن قرار الحكومة الصومالية بطرد المبعوث الأممي الخاص إلى الصومال مع سقوط سبع قذائف صاروخية على القاعدة الرئيسة لبعثة الأمم المتحدة أميسوم في العاصمة موقاديشو؛ مما أدى إلى إصابة موظفين أمميين اثنين بجروح بليغة.