تصاعدت حدة التوتر إلى أعلى مستوياتها في الأزمة الأوكرانية بما أصبح يهدّد باندلاع حرب مفتوحة وجعلت  الإدارة الأمريكية تؤكد أن المواجهة العسكرية أصبحت  وشيكة في ظل المناورات  العسكرية التي أجرتها القوات الروسية، تحت إشراف الرئيس فلاديمير بوتين واستخدمت فيها صواريخ بالستية. ورغم بقاء نافذة صغيرة لإمكانية التوصل إلى حلّ دبلوماسي لحلحلة واحدة من أسوأ الأزمات التي تعصف بأوروبا، إلا أن التطوّرات الساخنة على أرض الميدان في ظل توالي الحوادث الخطيرة بين كييف والمسلحين الموّالين لروسيا في شرق أوكرانيا يوحي بأن القادم أسوأ. وأعلنت كييف، أمس، مقتل اثنين من جنودها في أعمال العنف المتفجرة على جبهة القتال وإصابة أربعة آخرين في تطوّر اعتبرته انتهاكا آخر للهدنة الموقعة بين الطرفين.

ويضاف إلى هذه التطوّرات الخطيرة إشراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مناورات وصفت بـ«الاستراتيجية" صاحبها إطلاق قذائف صاروخية جديدة  "تفوق سرعة الضوء" سبق للرقم الأول الروسي أن وصفها بأنها "غير مرئية" ولها القدرة على حمل شحنات نووية. وبينما قال قائد أركان الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف، أن "هدف هذه التمارين هو تدريب قوات الدفاع الاستراتيجية لإلحاق هزيمة مضمونة بالعدو"، اعتبرت الرئاسة الروسية أن المناورات حققت الأهداف المخططة...بالكامل بعد أن أصابت جميع الصواريخ أهدافها بدقة، مشيرة إلى أن هذه المناورات استخدمت فيها مدمرات من نوع "تي ـ 95" وغوّاصات. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن جدد، مساء أول أمس، قناعته بأن روسيا مصممة على غزو أوكرانيا، معتبرا تزايد  الاشتباكات في المناطق  الحدودية كان الهدف منه خلق "مبرر كاذب" لشنّ هجوم. ولكنه أبقى بالمقابل الباب مفتوحا أمام الحوار وقال "إنه ما دام الغزو لم يحدث، فتبقى هناك إمكانية للدبلوماسية".

ولكنها دبلوماسية يبدو أن الرئيس الأوكراني، فولوديمري زيلانسكي، لم يعد يؤمن بها عندما طلب من حلفائه الغربيين بالتوقف عن البحث عن تهدئة مع روسيا وطالبها بضمانات للأمن والسلام. كما طلب من الدول الغربية تحديد برنامج واضح وقابل للتطبيق لانضمام بلاده إلى عضوية حلف "الناتو" في خطوة لا تزال كييف تصر على بلوغها، في حين ترفضها موسكو التي ترى أنه في حال تمت فإنها ستشكل خطرا على أمنها. واقترح الرئيس الأوكراني خلال مشاركته في ندوة الأمن بمدينة ميونيخ الألمانية، أمس، لقاء الرئيس الروسي عله يتمكن من تحقيق ما عجز عن القيام به نظراءه الاوروبيين خاصة وأنه قال إنه "لا يعلم ما يريد الرئيس بوتين".