في ملاسنات حادة وغير مسبوقة في تاريخ الرؤساء الأمريكيين

مواجهات نارية بين بايدن وترامب تحسبا لانتخابات 2024

مواجهات نارية بين بايدن وترامب تحسبا لانتخابات 2024
  • القراءات: 351
ص. محمديوة ص. محمديوة

اشتدت الملاسنات بين الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، والذي سبقه، دونالد ترامب، على خلفية صراع حزبي تشتد حدته عشية الانتخابات الجزئية للكونغرس التي ستكون نتائجها مفصلية لتحديد مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر 2024. ففي سابقة فريدة في العرف السياسي الأمريكي وفي علاقات الرؤساء الأمريكيين، خرجت حدة الملاسنات بين الرئيسين بايدن وترامب عن كل حدود اللباقة الدبلوماسية بعدما راح كل واحد ينعت الآخر بألفاظ أقل ما يقال عنها إنها "بذيئة" ابتعد فيها الرجلان تماما عن الكاريزما السياسية.

وفي أول ظهور إعلامي له منذ استهداف الشرطة الفيدرالية، منزله بولاية فلوريدا، بداية شهر أوت الماضي، نعت الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الرئيس الحالي بأنه "عدو الدولة" ردا على هذا الأخير الذي وصفه "بالخطر المحدق على الديمقراطية". وندّد الملياردير الجمهوري أمام مؤيديه خلال تجمّع انتخابي بولاية بنسلفانيا تمهيدا لانتخابات التجديد النصفي، بعملية التفتيش التي أجراها مكتب التحقيقات الفدرالي في مقر إقامته بولاية فلوريدا، معتبرا أن هذا التحقيق يشكل "المثال الصارخ على التهديدات الحقيقية التي تؤثر على حرية الأمريكيين" وواحدا "من أكثر الانتهاكات المروعة للسلطة من جانب أي إدارة في التاريخ الأمريكي" واصفا المداهمة بـ "المخزية" و«استهزاء بالعدالة".

وكان تفتيش مقر إقامة الرئيس الجمهوري السابق بمثابة أول خطوة عملية تتبناها العدالة الأمريكية لتوريط ترامب بملفات سرية ضمن مسعى يجمع كثيرون على أنه يهدف لقطع الطريق أمام طموحه في الترشح للانتخابات نوفمبر 2024، والتي يبدو أن ترامب قد استشعر خطورتها على مستقبله السياسي بما جعله  يحذر من أن ما قام به المكتب الفيدرالي "انتهاك صارخ للقانون" سيؤدي إلى "رد فعل عنيف لم يره أحد من قبل". وحضر ترامب إلى ويلكس بار مسقط رأس الرئيس بايدن، من أجل دعم مرشحين جمهوريين في انتخابات التجديد النصفي  المنتظر إجراؤها في الثامن نوفمبر القادم وخاصة  المرشح، محمد أوز الطبيب الذي أصبح نجما على الشاشة الصغيرة.

كما أن ترامب الساعي علنا للترشح للرئاسة مجددا في 2024،  راح في خطابه يقيم السنوات الأولى من عهدة بايدن التي وصفها  بالفاشلة، وقال باتجاه مؤيديه "يمكنكم أن تأخذوا أسوأ خمسة رؤساء في تاريخ الولايات المتحدة وتضعوهم مع بعض..  فإنكم ستجدون حتما أنهم لم يُلحقوا الضرر الذي ألحقه جو بايدن ببلدنا في أقل من عامين". وزار بايدن ولاية بنسلفانيا الأسبوع الماضي قبل ترامب  كونها ولاية أساسية في معركة السيطرة على غرفتي الكونغرس، حيث هاجمه بشراسة نادرة لم يعهدها الأمريكيون من رؤسائهم بعدما اتهم الرئيس الجمهوري السابق والجمهوريين الذين يتبنون عقيدته "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" بأنهم يمثلون "تطرفا يهدّد أسس الجمهورية".

ودعا بايدن إلى إنقاذ "روح أمريكا"، من أولئك الذين "لا يحترمون الدستور" و«لا يؤمنون بسيادة القانون" و«لا يعترفون بإرادة الشعب" في اتهامات مباشرة لترامب وأنصاره والتي رد عليها هذا الأخير بالقول إن بايدن "هو عدو الدولة". كما استنكر خطاب الرئيس الديمقراطي الذي اعتبر أنه "الأكثر شراسة وبغضا وانقساما الذي يلقيه رئيس أمريكي" وقال إنه "كان مجرد كراهية وغضب".

يذكر أن مكتب التحقيقات الفدرالي قام بتفتيش مقر إقامة ترامب في فلوريدا للاشتباه في احتفاظه بشكل غير قانوني بوثائق سرية من عهدته في البيت الأبيض، حيث يعتقد المحققون الفدراليون أن بين الصناديق الثلاثين التي تم ضبطها، وثائق في منتهى السرية "ربما تكون مخفية" بهدف عرقلة التحقيق. وتستهدف الملياردير الجمهوري أيضا تحقيقات تتعلق بجهوده لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 ودوره في الاعتداء العنيف الذي نفذه عدد من أنصاره على مبنى الكابيتول في السادس جانفي 2021 والتي حتى وإن كان ترامب لا يحاكم حاليا في أي من هذه القضايا، إلا أن النبش فيها من قبل العدالة قد يقود إلى نتائج لا يرغب فيها الملياردير الجمهوري أبدا، الطامح لعهدة رئاسية ثانية.