بينما تعهد الجنرال محمد إدريس ديبي بإطلاق حوار شامل في تشاد

مواجهات مسلحة في نجامينا تخلف مصرع تسعة أشخاص

مواجهات مسلحة في نجامينا تخلف مصرع تسعة أشخاص
الجنرال محمد إدريس ديبي
  • القراءات: 568
ق. د ق. د

بدأت مؤشرات انزلاق أمني تلوح في تشاد على إثر مقتل تسعة أشخاص خلال مظاهرات متقطعة شهدتها، أمس، العاصمة نجامينا ومدن أخرى ضد المجلس العسكري الانتقالي الذي أخذ زمام السلطة في هذا البلد الإفريقي مباشرة بعد إعلان وفاة الرئيس، إدريس ديبي ايتنو.

فبينما أعلنت المنظمة غير حكومية "الاتفاقية التشادية للدفاع عن حقوق الإنسان" في بيان لها، أمس، عن إحصاء تسعة قتلى، "سبعة بنجامينا واثنان بموندو جنوب تشاد"، إضافة إلى إصابة 36 آخرين مع تسجيلها لعشرات الاعتقالات، منددة بما وصفته بـ "مجزرة مخزية بعد استخدام الوقح لأسلحة الحرب ضد متظاهرين بأيد عارية"، قالت السلطات التشادية بوفاة متظاهر في 21 من عمره بموندو وامرأة بالعاصمة نجامينا على يد متظاهرين. وخرجت المظاهرات الرافضة للحكم العسكري عن سلميتها عندما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق تجمع احتجاجي بالعاصمة نجامينا من جهة ومهاجمة مجموعة من المتظاهرين لحافلة نقل جماعي خلف مقتل امرأة، في حين قام محتجون آخرون بإضرام النار في العجلات المطاطية. وتم تنظيم هذه الاحتجاجات استجابة لدعوات أطلقتها عدة أحزاب  سياسية معارضة ومنظمات المجتمع المدني رافضة لاستيلاء الجيش على السلطة في البلاد لمرحلة انتقالية من 18 شهرا.

وخرج المحتجون رغم قرار المجلس العسكري الانتقالي، أول أمس، بمنع التظاهر بدعوى أنه "من المحتمل أن يسبب اضطرابات في النظام العام". وأمام انزلاق الوضع، خرج نجل الرئيس الراحل الجنرال محمد إدريس ديبي الذي يقود المجلس العسكري الانتقالي عن صمته، متعهدا في خطاب نقله التلفزيون الرسمي، أمس بإطلاق حوار وطني شامل خلال مرحلة انتقالية من 18 شهرا. وقال الجنرال محمد إدريس ديبي إن بلاده "ستواصل تحمل مسؤولياتها في محاربة الإرهاب وجميع التزاماتها الدولية"، كما أعلن الحاكم الجديد لتشاد هذه الأخيرة "دولة استراتيجية في قتال الجهاديين في منطقة الساحل". وجاء خطاب الجنرال محمد إدريس ديبي ساعات بعد دعوة الرئيس الكونغولي فليكس تشيسيكيدي والرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، إلى عودة سريعة إلى النظام الديمقراطي، مؤكدا على "دعم الاستقرار الحالي لكن شريطة أن يتجه سريعا نحو ترسيخ الديمقراطية".

وجاءت دعوة الرئيس الكونغولي خلال ندوة صحفية عقدها بالعاصمة باريس إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أدان من جهته بشدة القمع في تشاد. وتزامن ذلك مع ورود معلومات عن مقتل ما لا يقل عن 12 عسكريا و40 مسلحا إثر معارك عنيفة تلت هجوما مسلحا نفذه "جهاديون" فجر أمس على أحد مواقع الجيش التشادي بمنطقة بحيرة التشاد التي تشهد انزلاقات أمنية في ظل تنامي نشاط المجموعات المسلحة على غرار جماعة "بوكو حرام" الإرهابية.