أكد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، على أهمية نتائج التي ستتمخض عن مؤتمر الحوار بين فرقاء الأزمة اليمنية المنعقد منذ أمس بالعاصمة السعودية، لأنه يهدف إلى إنقاذ البلاد من حرب دامية يدفع ثمنها الأبرياء من أبناء الشعب اليمني الأعزل.

وشدد الرئيس هادي اللاجئ بالعربية السعودية لدى افتتاح أشغال المؤتمر الذي قاطعه الحوثيون وحضره ممثلون عن حزب الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، أن انعقاد المؤتمر في مثل هذه الظروف "يكتسي أهمية استثنائية كونه أول محطة سياسية منذ الانقلاب الذي نفذه الحوثيون بما يفرض على الجميع تحمل مسؤولياتهم التاريخية لإنهاء هذه الأزمة. ووجه الرئيس اليمنى مجموعة من الرسائل السياسية أشاد عبر بعضها بصبر الشعب اليمني خلال الحرب التي فرضت عليه فرضا وضمن أخرى تحذيرات باتجاه الحوثيين الذين توعدهم بأن تضحيات هذا الشعب لن تذهب سدى.

ولم يفوت الرئيس منصور هادي مناسبة عقد هذا المؤتمر دون توجيه أصابع الاتهام باتجاه أطراف خارجية لم يسمها بدعم المتمردين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح وقال إن مخططات كانت تحاك ضد الدولة اليمنية من أجل زعزعة استقرارها وأمنها وترك البلاد تتخبط في الفوضى والعنف والخراب. وهو ما جعله يدعو من وصفهم بأحرار العالم أجمع إلى مساندة اليمن في محنته وأزمته الصعبة والوقوف بجانبه سياسيا واقتصاديا وأمنيا وتقديم مساعدات إغاثة عاجلة له بالإضافة إلى مساعدته في إعادة الأعمار. كما دعا المشاركين في مؤتمر الرياض الذي ينتهي يوم غد إلى أن يكونوا على قدر المسؤولية التاريخية لإنقاذ اليمن والمواطن اليمنى واستعادة الدولة ومؤسساتها وبناء اليمن الجديد القائم على العدل والمساواة والمستند إلى النظام والقانون.

وطالب الرئيس اليمني، من جهة أخرى، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالعمل على تطبيق القرار الذي تبناه هذا الأخير تحت الفصل السابع وأن تضطلع بدوره في حماية أمن الشعب اليمني. وانطلقت فعاليات هذا المؤتمر تحت شعار "مؤتمر إنقاذ اليمن" برعاية مجلس التعاون الخليجي يناقش خلاله المشاركون ملفات عدة قضايا جوهرية ضمن مسعى لإعادة الهدوء والاستقرار إلى هذا البلد من خلال تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الخاص باليمن والملف الاقتصادي الخاص بإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب إضافة إلى الملف الأمني وتنفيذ مخرجات الحوار اليمني.

وحضر المؤتمر عبد اللطيف بن راشد الزيانى، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وأحمد بن حلي الأمين العام المساعد للجامعة العربية وإسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام الاممي إلى اليمن وسفراء الدول الداعمة. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر مع انقضاء مهلة الخمسة الأيام لوقف الاقتتال من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين والتي دعا المبعوث الاممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد إلى تمديدها خمسة أيام أخرى، معبرا عن آماله في أن تتحول هذه الهدنة المؤقتة إلى وقف لإطلاق نار دائم.