ارتقاء ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال بنابلس

من يوقف حمام الدم الفلسطيني؟

من يوقف حمام الدم الفلسطيني؟
  • القراءات: 595
ق. د ق. د

من يوقف حمام الدم الفلسطيني الذي أصبح يهدر يوميا أمام أنظار الجميع، في ظل مواصلة الكيان الصهيوني اعداماته غير مبررة لأبناء شعب أعزل ينتهك عرضه وتسلب ممتلكاته وتغتصب حقوقه وتتعرض مقدساته للتدنيس، وعندما يدافع عنه أبناؤه بأقل ما يمتلكون من وسائل يوضعون في خانة "الإرهابيين"..

سؤال عاد ليطرح نفسه بقوة ومشهد الدم أصبح يطبع يوميات الفلسطينيين خاصة في الضفة الغربية المحتلة التي تحولت منذ أكثر من عام إلى مسرح لاقتحامات واعتداءات همجية مكثفة تنفذها قوات الاحتلال في أي وقت أرادت وفي أي مكان شاءت.

تكرّر نفس المشهد المأساوي فجر أمس، عندما أقدمت قوات الاحتلال على إعدام ثلاثة شبان في سيارتهم قرب حاجز "صرة العسكري" الواقع إلى جنوب غرب مدينة نابلس فيما أصبح يعرف بـ"حواجز الموت"، حيث لم يتوان جنود الاحتلال وكعادتهم في رمي العربة التي كانت تقل هؤلاء بالرصاص الحي، ما أدى إلى استشهادهم على الفور، فيما سارعت لاعتقال الشاب الرابع الذي كان معهم.

وحتى وإن تحدث الاحتلال عن تبادل لإطلاق النار بين جنوده والشهداء الثلاثة، فالمؤكد أن الكيان العبري ماض في مخططاته الاجرامية لترويع وترهيب الشعب الفلسطيني وتضييق الخناق أكثر من حوله لجعله ينبطح أمام سياسة أمر واقع تريد إسرائيل فرضها للقضاء على الحلم الفلسطيني في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.

كما أن تكرار هذه الإعدامات، في وضح النهار، دليل آخر على تحدي الكيان العبري لكل المجموعة الدولية وحتى لحلفائه المقربين في مقدمتهم الولايات المتحدة التي ورغم أنها لا تدين جرائم الاحتلال في حق الفلسطينيين بشكل رسمي وعلني، إلا أن تصريحات مسؤوليها في الفترة الأخيرة حملت في كثير من المرات عدم رضا وامتعاض أمريكي من مواصلة المحتل الصهيوني اعداماته بتلك الطرق البشعة.

وتكتفي المجموعة الدولية بإصدار مزيد من بيانات الادانة أو مطالبة الطرفين بالتهدئة والعمل على اتخاذ اجراءات تساهم على الأقل في التخفيف من حدة التوتر، الذي تتخبط فيه الأراضي المحتلة وينذر في حال استمرار تأججه بعواقب وخيمة على كامل المنطقة.

المؤكد أن جريمة أمس، ستمر كعادتها من الجرائم، مرور الكرام، حيث أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، أنها تثبت العقلية الدموية لقوات الاحتلال. وندد في هذا السياق بتنصيب الاحتلال "حواجز الموت" على مداخل البلدات الفلسطينية لقتل المواطنين بدم بارد وبذرائع وادعاءات كاذبة لتبرير عمليات الإعدام الميدانية اليومية. وطالب المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان بتشكيل لجان تحقيق دولية حول عمليات الاعدام والموت بحق المدنيين من أبناء جلدته.

نفس موقف الادانة عبرت عنه منظمة التعاون الإسلامي، التي حملت الاحتلال الصهيوني مسؤولية استمرار جرائمه النكراء بحق الشعب الفلسطيني، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية. كما دعت أطراف المجتمع الدولي الفاعلة إلى التدخل العاجل لوقف هذه الجرائم الصهيونية المتواصلة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس الشريف وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

ولأن مثل هذه الجرائم تكون مصحوبة باحتجاز قوات الاحتلال لجثامين الشهداء، فقد أطلقت أمس أكثر من 120 جمعية ومنظمة وحزب حول العالم "الحملة الدولية لتحرير جثامين الشهداء من ثلاجات ومقابر الأرقام" التابعة للكيان الصهيوني.

ونشرت شبكة "صامدون" للدفاع عن الأسرى على موقعها الإلكتروني بيان الحملة وأسماء القوى المشاركة من عشرات البلدان والمدن والتي تضمنت قوى وحركات تحرر ونقابات عمالية ومنظمات طلابية ونسوية، فضلا عن لجان مقاطعة ومؤسسات حقوقية. واعتمدت "الحملة الدولية لتحرير جثامين الشهداء الفلسطينيين" في بيانها على عبارة لوالدة الشهيد، عبد الحميد سرور، المحتجز جثمانه منذ عام 2016 تقول فيها "لا يمكن أن ننسى آخر واجب بحق أبنائنا وهو واجب دفنهم بكرامة".

وحسب مصادر فلسطينية، فإن "الحملة تسعى لتدويل هذه القضية غير المعروفة عالميا وذلك عبر تنظيم سلسلة من النشاطات والفعاليات في مختلف دول العالم تهدف إلى جعل قضية الجثامين المحتجزة على جدول أعمال المنظمات الداعمة للحملة".