ضمن تطور جديد للوضع العسكري في العراق

مليشيات عراقية تقصف قاعدة التاجي الأمريكية

مليشيات عراقية تقصف قاعدة التاجي الأمريكية
  • القراءات: 579
م. مرشدي م. مرشدي

تعرضت قاعدة التاجي التي تأوي قوات أمريكية وبريطانية في الضاحية الشمالية للعاصمة العراقية أمس، لقصف مكثف بالقذائف الصاروخية في رد انتقامي على قيام طائرات أمريكية أول أمس، بقصف مواقع لمليشيات مسلحة عراقية موالية لإيران في محافظة بابل وخلّفت مقتل ستة عسكريين.

وبررت القوات الأمريكية عملياتها حينها بالرد على مقتل اثنين من جنودها في هذه القاعدة، بالإضافة إلى عسكري بريطاني في عمليات قصف حملت مسؤوليته على حزب الله العراقي المحسوب على إيران.

وقصفت قاعدة التاجي ليلة الجمعة إلى السبت، بـ33 قذيفة صاروخية أصيب خمسة جنود اثنان من القوات العراقية وثلاثة من عناصر القوات الأمريكية العاملة ضمن التحالف الدولي في العراق.

وذكرت مصادر الجيش الأمريكي، أن خطورة العملية راجعة إلى عدد القذائف التي تم إطلاقها وأيضا إلى كون عملية القصف تمت نهارا رغم أن 24 قذيفة من بينها لم تنفجر. وكانت نفس القاعدة تعرضت صباح الخميس، لقصف بـ18 قذيفة صاروخية خلف مقتل جنديين أمريكيين وثالث بريطاني.

وأرجعت مصادر أمريكية إقدام منفذي عمليات القصف في وضح النهار إلى عدم قدرة الطائرات بدون طيار الأمريكية من التحليق بسبب السحاب الكثيف الذي غطي سماء مدينة بغداد أمس السبت.

وتعد هذه ثاني موجة تصعيد بين القوات الأمريكية ومليشيات عراقية مسلحة بعد تلك التي عرفها العراق نهاية شهر ديسمبر الماضي، ودفعت بالقوات الأمريكية إلى اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في قصف جوي ردت عليه القوات الإيرانية بقصف مكثف على قاعدة عسكرية أمريكية في العراق.

وهوما جعل مراقبين يبدون مخاوف متزايدة من احتمال انزلاق الوضع العسكري في هذا البلد، ضمن الفعل ورد الفعل بين الجانبين والذي غذاه الصراع الخفي بين الإدارة الأمريكية وإيران حول مصالحهما في العراق.

وسلمت الخارجية العراقية في ظل هذا التصعيد السفير الأمريكي في بغداد ماتيو تويلر، مذكرة احتجاج على قصف الطيران الأمريكي مقرات للجيش والشرطة والحشد الشعبي في محافظة بابل. وأكدت المذكرة العراقية رفض بغداد وإدانتها لما أقدمت عليه القوات الأمريكية من انتهاك لسيادة العراق، مؤكدة أن قوات الحشد الشعبي هي قوات عراقية دافعت عن سيادة البلاد ووحدتها، وقاتلت لمنع توسع نطاق تواجد تنظيم "داعش" إلى دول المنطقة وكل العالم.

يذكر أن السلطات العراقية وجدت نفسها في سياق هذه التطورات محاصرة بضرورة إرضاء الحليف الأمريكي الذي يقدم لها الدعم لمواجهة خطر تنظيم "داعش"، وهي في نفس الوقت خاضعة لضغوط داخلية متزايدة مصرة على رحيل القوات الأمريكية وتنفيذ قرار البرلمان العراقي الذي صادق على مثل هذه الفكرة بداية العام.