في اليوم الـ39 من العدوان الصهيوني على قطاع غزة

مقبرة جماعية للشهداء في ساحة مجمع الشفاء الطبي

مقبرة جماعية للشهداء في ساحة مجمع الشفاء الطبي
  • القراءات: 702
ص. م ص. م

بأياد عارية تطوع مواطنون وطواقم طبية وإدارية، أمس، لحفر مقبرة جماعية في ساحة مجمع الشفاء الطبي بغزة المنكوبة ودفنوا جثامين 179 شهيد فلسطيني من الذين ارتقوا خلال حصار قوات الاحتلال وقصفها لهذا المستشفى ومحيطه على مدار أربعة أيام متتالية.

يأتي حفر هذه المقبرة الجماعية بعد أن عانى مستشفى الشفاء الطبي المحاصر، من أزمة تكدس جثامين الشهداء وسط ساحته، بعدما منعت قوات الاحتلال الصهيوني كل حركة فيه، في وضع شكل خطرا كبيرا يهدد بانتشار الأوبئة وحدوث كارثة بيئية جراء بدء تحلل الجثث ونهش الكلاب لها، في مشهد زاد في وجع وألم سكان غزة الذين فقدوا في هذا العدوان الهمجي 11 ألفا و320 شهيد و29 ألفا و200 جريح، مع تدمير الاحتلال لـ42 الف وحدة سكنية تدميرا كليا و223 ألف أخرى تدميرا جزئيا، ما يعادل 60 بالمئة من الوحدات السكنية، تأثرت بالقصف الصهيوني.

ومع بقاء مجمع الشفاء تحت الحصار العسكري الصهيوني لليوم الخامس على التوالي، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة، يوسف أبو الريش، أمس عن فقدان 40 مريضا آخر، مشيرا إلى وجود عدد كبير من الشهداء بحاجة الى الدفن.    

على إثر ذلك، اعتبر القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان، أمس، دفن هذا العدد من جثامين الشهداء في مقابر جماعية في ساحة المشفى "عار على المجتمع الدولي" الذي لم يستطع لحد الساعة بكل ما يملكه من هيئات وقوانين دولية من حماية أهل غزة من نيران بني صهيون.

ويتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع التي خرج 25 منها عن الخدمة، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب جيش الاحتلال، الذي يزعم كذبا "وجود مقر للمقاومة" وهو ما نفاه مكتب الإعلام الحكومي في غزة مرارا، في وقت أكدت فيه منظمة الصحة العالمية عدم إمكانية إخلاء مجمع الشفاء، لإيواء الفئات الأكثر هشاشة من المرضى والجرحى وكبار السن، على اعتبار أن هؤلاء ليس لديهم مكان آمن يحتمون به.

المفارقة أن ما يعاني منه مستشفى الشفاء وكل قطاع غزة يصادف الذكرى الـ67 لمذبحة "خان يونس" بقطاع غزة، التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني سنة 1956 أثناء اجتياحها للمدينة واستشهد وأصيب خلالها مئات المدنيين العزل.

وفي ظل الحصار المشدد المفروض على محيط مجمع الشفاء، تمنع قوات الاحتلال أكثر من 200 عائلة من الحركة أو الخروج من منازلها. كما تحاصر دبابات الاحتلال أكثر من 100 من المرضى والطواقم الطبية في مستشفى الحلو بمدينة غزة.

وتوقف مولد الطاقة الوحيد في مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس جنوب قطاع غزة عن الخدمة منذ يومين، بما يهدد حياة 90 مريضا يتلقون العلاج في هذا المستشفى، منهم 25 مريضا في قسم التأهيل الطبي باتوا يواجهون خطر الموت في أي لحظة، بالإضافة إلى 9000 نازح يتخذون من مقر الجمعية والمستشفى مأوى لهم.

ويدخل العدوان الصهيوني ومجازره بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة يومه الـ40 على التوالي، اليوم، وقد تجاوزت حصيلة الشهداء 11 ألفا و500 شهيد  غالبتهم العظمى من الأطفال والنساء وأكثر من 29 ألف جريح، ناهيك عن الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية للقطاع المحاصر وسط تحذيرات من تدهور خطير وغير مسبوق للأوضاع الإنسانية "من لم يمت بالقصف سيموت جوعا وعطشا وحرمانا من العلاج والدواء".

وتعرض فجر أمس شمال وجنوب قطاع غزة إلى غارات عنيفة أودت بحياة 16 شهيدا أغلبهم من الأطفال وخلفت عددا من الإصابات. كما استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون مساء الاثنين. ودمر الاحتلال 12 منزلا كليا بقصف على منطقة نادي خدمات جباليا شمالي قطاع غزة.

تصعيد خطير بالضفة الغربية

بينما يمضي الاحتلال في جرائمه بالقطاع تشهد الضفة الغربية، تصعيدا خطيرا في أعمال العنف والاعتداءات التي تنفذها قوات الاحتلال ومستوطنوه بحق المواطنين الفلسطينيين والتي ارتقى على إثرها عشرات المواطنين واعتقل آخرون.

ونفذت قوات الاحتلال ليلة الاثنين إلى الثلاثاء عملية اقتحام لمدينة ومخيم طولكرم، استهدفت خلالها عددا من الفلسطينيين بطائرة مسيرة وبالرصاص الحي، ما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة 9 آخرين، في حين سقط شهيد آخر في الخليل متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال.

وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أن جيش الاحتلال، اعتقل 31 فلسطينيا، بما يرفع العدد الكلي لمعتقلي الضفة الغربية المحتلة إلى 2570 منذ 7 أكتوبر الماضي.

وتجري الاعتقالات بمداهمة منازل الفلسطينيين في ساعات الليل والفجر، حيث ينقل المعتقلون إلى مراكز توقيف مؤقتة في المستوطنات، قبل إحالتهم إلى مراكز التحقيق الرئيسية أو السجون.

المقاومة تجهز على سبعة جنود صهاينة من مسافة صفر

أجهز مقامو كتائب القسام أمس على سبعة جنود صهاينة وأصابوا ثلاثة آخرين من مسافة الصفر، في محور شمال مدينة غزة وهاجموا ناقلة جند ودبابة في نفس المكان بقذائف "الياسين 105" ما أدى إلى اشتعال النيران فيهما. كما استهدفوا قوة خاصة متحصنة بأحد المباني وتحشدات لجنود الاحتلال بثلاثة مواقع وهي "شرق الوسطى وجنوب غزة وكرم أبو سالم".

من جانبها قالت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وأنهم دكوا بقذائف الهاون جنود العدو وآلياته في محور جنوب غرب غزة. واستهدف حزب الله من جهته، عدة مواقع للاحتلال من جنوب لبنان، حيث تتنامى المخاوف من مخاطر توسع رقعة الحرب لتشمل كل المنطقة.

وتواصل المقاومة تصديها البطولي لقوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة والتي لم تتمكن بكل ما تمتلكه من قوة عسكرية وتكنولوجيا من السيطرة ولو على مربع واحد في القطاع، بل في كل مرة تتقدم فيه شبر الا وتتكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بدليل اقرار المسؤولين العسكريين، أمس، بمقتل 46 جنديا صهيونيا واصابة المئات الاخرين، في وقت تؤكد فيه المقاومة أن خسائر الاحتلال تفوق ذلك بأضعاف.

 


 

لندن تدعو إلى احترام الطابع المقدس للمستشفيات

دعت الحكومة البريطانية، أمس، إلى "احترام الطابع المقدس للمستشفيات" في قطاع غزة والتي جعلها الاحتلال الصهيوني بمثابة هدف عسكري يدكه بطيرانه الحربي ومدفعيته ودباباته غير آبه بمن فيها من مرضى وجرحى ونازحين وطاقم طبي ومسعفين. وقال كاتب الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، أندرو ميتشال، إنه "يجب أن تكون المستشفيات أماكن آمنة وقادرة على علاج المرضى بتعاطف"، مضيفا أنه "من المفجع أن نرى أنها غير قادرة على القيام بذلك".

وذكر بأن الحكومة البريطانية "أوضحت أنه يجب على جميع أطراف النزاع أن توفر للمدنيين الحماية التي يوفرها القانون الدولي، بما في ذلك احترام حرمة المستشفيات حتى يتمكن الأطباء من الاستمرار في علاج المرضى والجرحى". ودعا الوزير البريطاني حكومة الاحتلال الإسرائيلية إلى "زيادة وصول المساعدات الإنسانية" من خلال فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي على وجه الخصوص الحدودي بين قطاع غزة والكيان الصهيوني.

الرئيس الإندونيسي يطالب بايدن بالعمل لوضع حدّ للعدوان الصهيوني

دعا الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، نظيره الأمريكي، جو بايدن، لوقف العدوان في قطاع غزة خلال اجتماعهما الثنائي الليلة الماضية في البيت الأبيض. وقال الرئيس الإندونيسي "تتوقع إندونيسيا أن تساهم شراكتنا مع والولايات في تحقيق السلام على المستويين الإقليمي والعالمي"، مشدّدا على "وقف إطلاق النار من أجل إعلاء القيم الإنسانية". ودعا الرئيس الأمريكي إلى بذل المزيد من الجهود لوقف الفظائع التي تحدث حاليا في قطاع غزة المحاصر، حيث أوضح أن "هذه الأحداث أضرت بالبشرية بشدة".

توثيق جرائم الاحتلال في غزة لتقديمها للجنائية الدولية

أعلن المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية المستشار، جمال رشدي، أنه يتم حاليا توثيق كل جرائم الاحتلال الصهيوني التي يقوم بها في قطاع غزة وتقديمها إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. وأشار المستشار جمال رشدي إلى أن هناك أحكامًا صادرة من المحكمة الجنائية الدولية على دول ليست منضمة لها وتمثل أحكام الجنائية الدولية ضغطا كبيرا وهناك شواهد سابقة.

وأضاف أن الضمير الإنساني لا يقبل ما يقوم به الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، موضحا أن الجامعة العربية ترصد مواقف الحكومات الغربية الداعمة للاحتلال وترد عليها.واعتبر المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية أن قصف قوات الاحتلال  لقطاع غزة يعد جريمة جديدة للاحتلال الصهيوني، موضحًا أنه سيتم محاسبة الاحتلال الصهيوني على كل جرائمه في القطاع  لأن الاحتلال يخالف القانون الدولي والإنساني.

البيت الأبيض يؤكد أهمية التوصل إلى هدنة إنسانية لتسهيل توصيل المساعدات

أكد البيت الأبيض على أهمية التوصل إلى هدنة إنسانية لتسهيل توصيل المساعدات الضرورية إلى قطاع غزة.وشددت كارين جان بيير، الكاتبة الصحفية للبيت الأبيض، على ضرورة حماية المستشفيات في غزة وعدم تعرضها للهجمات. ولفتت إلى أهمية حماية المدنيين، كما أعربت عن موقف الولايات المتحدة الرافض للهجوم على المستشفيات. كما أكد سوليفان على ضرورة أن تكون المستشفيات في غزة قادرة على تقديم الرعاية الطبية المناسبة للمرضى.

مسؤولة أممية تصف الوضع في غزة بـ"الخراب والدمار الكارثيين"

وصفت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينجز، أمس الوضع في قطاع غزة بـ"الخراب والدمار الكارثيين" اللذين يستعصي على الكلمات وصفهما. وذكرت المسؤولة الأممية، أنه وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 55% من البنية التحتية لإمدادات المياه بحاجة إلى إصلاح أو إعادة تأهيل وأن نسبة المياه التي يستهلكها الناس في غزة تقل بنسبة 90% عن نسبة الاستهلاك في فترة ما قبل السابع من أكتوبر ولا تعمل محطات تحلية المياه. وهو ما يضطر الفلسطينيين إلى استخدام مصادر مياه غير صحية،  في وضع من المتوقع أن يفاقم الأزمة الصحية في القطاع بالتزامن مع إغلاق عديد الخدمات بما في ذلك المستشفيات. وقالت إن الأمم المتحدة لم يكن بإمكانها إدخال كل شيء يحتاج إليه الأشخاص في غزة بسبب الإغلاق الصارم من جانب الاحتلال الصهيوني، مشيرة  إلى أن النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها بقيمة 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون شخص يشملون جميع سكان قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. وأكدت الحاجة إلى وصول كميات كافية من الوقود.

الأرواح في غزة "معلقة بخيط رفيع" بسبب نفاد الوقود والإمدادات الطبية

أكد رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في الأرض الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، أن الأرواح في غزة "معلقة بخيط رفيع بسبب نفاد الوقود والإمدادات الطبية". وأكد دي دومينيكو أن "البنية التحتية الحيوية في المستشفيات تعرضت للضرر بما في ذلك خزانات المياه ومحطات الأوكسجين ومرفق لأمراض القلب والأوعية الدموية وجناح الولادة"، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص "تمكنوا من الفرار من المستشفيات في ظروف خطيرة للغاية، لكن ما زال آخرون عالقين داخل المستشفى خائفين من مغادرته أو غير قادرين على ذلك لأسباب طبية". ولفت المسؤول الأممي إلى إعلان جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن توقف مستشفى "القدس" في مدينة غزة عن العمل بسبب الأضرار التي لحقت بخط المولد الرئيسي الذي لم يكن من الممكن إصلاحه خلال أعمال العنف الدائرة.

الأونروا: القطاع يحتاج إلى كل أنواع الإمدادات خاصة الوقود

أكد المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" كاظم أبو خلف، أمس، أن الوضع في غزة "صعب جدا" جراء القصف الصهيوني المتواصل وأن القطاع بحاجة إلى جميع أنواع الإمدادات خاصة الوقود بعد خروج 25 مستشفى عن الخدمة.

كما ذكر في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بأن الحصيلة الثقيلة للأطفال الذين ارتقوا خلال العدوان على غزة،  تجاوزت عدد الأطفال الذين سقطوا في الصراعات عبر العالم منذ 2019، لافتا إلى أنه كل يوم يسقط ما معدله 125 طفل و85 امرأة و20 شخصا من كبار السن.

ونبّه المتحدث باسم الوكالة الأممية إلى أن عددا كبيرا من المفقودين من بينهم أطفال مازالوا تحت الأنقاض ومن الصعب انتشالهم بسبب عدم وجود الآليات وقلة الإمكانيات. كما شدّد على أن أكثر ما تحتاجه غزة اليوم هو الوقود، الذي يعد أحد الأسباب التي أدت إلى خروج 25 مستشفى عن الخدمة من أصل 35 قادرة على استقبال المرضى والجرحى في القطاع.