الوزير الأول الصحراوي يعرب عن آماله في نجاح زيارته المرتقبة إلى المنطقة

مطالبة بان كي مون بإجراءات عاجلة لتفادي الانفجار

مطالبة بان كي مون بإجراءات عاجلة لتفادي الانفجار
  • القراءات: 807
ص. محمديوة ص. محمديوة
أكد الوزير الأول الصحراوي، عبد القادر طالب عمر. أمس أن السلطات الصحراوية تعوّل على زيارة الأمين العام الأممي، بان كي مون إلى المنطقة المغاربية المتوقعة خلال السنة الجارية في حلحلة مسار تسوية القضية الصحراوية. وقال طالب عمر في تصريح صحفي على هامش أشغال الجامعة الصيفية للإطارات الصحراوية التي احتضن طبعتها السادسة المعهد الجزائري للبترول بمدينة بومرداس إن آمال الصحراويين تبقى معلقة على نجاح زيارة بان كي مون في إنهاء حالة الانسداد القائمة والدفع بمفاوضات التسوية إلى الأمام.
وعبّر المسؤول الصحراوي عن آماله في أن يتخذ الأمين العام الأممي الإجراءات الكفيلة بالحيلولة دون وضع المخزن المغربي عراقيل أمام المبعوث الشخصي الأممي إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس الذي حاول مرارا زيارة المنطقة ضمن مساعيه الرامية لإطلاق العملية التفاوضية. وأكد في كلمته الافتتاحية على ضرورة تمكين شعب بلاده من ممارسة حقه في تقرير المصير الذي يكفله القانون الدولي واللوائح الأممية ذات الصلة بما يسمح بتفادي انفجار في المنطقة في حال بقاء الوضع على حاله. وقال طالب عمر إن المغرب يعرقل بشكل واضح مساعي الأمم المتحدة لإيجاد حل عادل ودائم من خلال تعطيل زيارات المبعوث الشخصي بحجج واهية ومحاولة إملاء شروطه في التفاوض على أساس مقترحه للحكم الذاتي الأحادي الجانب، إضافة إلى اتباعه لسياسة التصعيد والدفع باتجاه تأزيم الأوضاع.
لكن ذلك لم يمنعه من التأكيد على أن الصحراويين مازالوا ينتظرون من المنظمة الأممية تحديد آجال معلومة لتنظيم الاستفتاء الذي يبقى المهمة الرئيسية لبعثها في الإقليم المحتل "مينورسو" والتعامل مع المغرب كقوة احتلال غير معترف بسيادتها على الصحراء الغربية وفق القانون الدولي مما يبطل شرعية كل سياسة مغربية بالمنطقة. وكرر الوزير الأول الصحراوي دعوته باتجاه الحكومة الإسبانية لتحمل مسؤولياتها التاريخية اتجاه الشعب الصحراوي باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة لإقليم الصحراء الغربية في نفس الوقت الذي كرر فيه النداء باتجاه الحكومة الفرنسية للانسجام مع دورها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، مطالبة بالعمل على الحفاظ على الأمن والاستقرار العالميين والكف عن مناصرة أطروحة التوسع والضم بالقوة التي يمثلها نظام الاحتلال المغربي.
وهي أطروحة يعمل هذا الأخير على ترجمتها على أرض الواقع من خلال استغلال الثروات الطبيعة الصحراوية التي طالب الوزير الأول الصحراوي الأمم المتحدة وأمينها العام ومجلس الأمن الدولي بإدانة هذا الاستغلال غير الشرعي واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لوقف عمليات نهبها. وفي هذا السياق، تأسف طالب عمر للدعم والتأييد الذي يلقاه المغرب من قبل بعض القوى الغربية التي تتغنى بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وقال إن ذلك "مظهر صارخ لازدواجية المعايير". وقال إن "المغرب ماض في ممارسة أبشع أنواع القمع والتنكيل بالمواطنين الصحراويين في المدن المحتلة"، مستدلا بحالة محمد الأمين هيدالة الذي اغتيل على يد مستوطنين مغاربة بالعيون المحتلة ولا يعرف أهله إلى يومنا هذا مكان دفنه وترفض سلطات الاحتلال فتح تحقيق مستقل في ملابسات اغتياله.
ومن الانتهاكات في الأراضي المحتلة إلى المساعي المغربية الرامية لتضييق الخناق على اللاجئين الصحراويين من خلال الترويج لمعلومات مغلوطة لحمل المانحين على الكف عن تقديم المساعدات الإنسانية لهذه الفئة من الشعب الصحراوي. وفي هذا السياق، أكد الوزير الصحراوي أن ادعاءات المغرب واهية وقد فندها بالأدلة الدامغة عدة موظفين مختصين في الاتحاد الأوروبي، كان آخرها المدير العام للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية بالاتحاد الأوروبي الدانماركي كلوس سيرانسن الذي عرض آخر تطورات ملف الدعم الإنساني على أعضاء لجنة مراقبة الميزانية بالبرلمان الأوروبي عبر 36 تقريرا مدققا، ثمانية منها أعدت بمخيمات اللاجئين وكانت كفيلة لكشف الحقيقة.
لكنه دق ناقوس الخطر من تدهور الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين خاصة وأن مخزون المساعدات لا يكفي إلا لشهر أوت المقبل، حيث أطلق برنامج الغذاء العالمي نداء لتوفير ستة ملايين دولار لتلبية أدنى الاحتياجات لسكان المخيمات. وهو ما جعل طالب عمر يؤكد أن ضمان الأمن والسلم والتعاون بين البلدان المغاربية يبقى مرهونا بتخلي المغرب عن سياساته التدميرية ليتفرغ الجميع للتنمية والإعمار في المنطقة المغاربية. من جهة أخرى، أعلن الوزير الأول الصحراوي عن عقد جبهة البوليزاريو خلال العام الجاري لمؤتمرها الرابع عشر وتخليد الصحراويين في كل مكان للذكرى الأربعين لإعلان الوحدة الوطنية.

 تحت شعار "السياسة المغربية في المنطقة: التوسع، ترويج المخدرات وعدم الاستقرار"

انطلاق أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو ببومرداس

انطلقت أمس بالمعهد الجزائري للبترول بمدينة بومرداس، أشغال الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي حملت اسم شهيد الانتفاضة الصحراوية، مصطفى الوالي السيد، تحت شعار "السياسة المغربية في المنطقة: التوسع، ترويج المخدرات وعدم الاستقرار"، حضر فعالياتها 455 مشاركا من بينهم وفد من الأراضي الصحراوية المحتلة يضم 50 مناضلا ومناضلة.
وعرفت جلسة الافتتاح حضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر في مقدمتهم السفير الموريتاني وسفراء جنوب إفريقيا وزيمبابوي ونيجيريا، إضافة إلى ممثلة السفارة الكوبية بالجزائر وممثلي الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني الجزائري وبرلمانيين وممثل الجبهة الوطنية لتحرير فلسطين بالجزائر.
وشهدت عدة تدخلات في مقدمتها كلمة السفير الصحراوي، إبراهيم غالي الذي أشاد بالموقف الجزائري الثابت والداعم للقضية الصحراوية في نفس الوقت الذي أشاد فيه بمستوى الجهود المبذولة من قبل أعضاء اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي. من جانبه، قال سفير زيمبابوي الذي ترأس بلاده الاتحاد الإفريقي إنه حضر هذه الأشغال ممثلا لكل أعضاء السلك الدبلوماسي الإفريقي المعترفين بالجمهورية العربية الصحراوية، مؤكدا مواصلة دعم ومساندة الشعب الصحراوي إلى غاية تمكينه من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره.
وتوالت تدخلات المشاركين في أشغال الجامعة الصيفية من ممثلي الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية الجزائرية على غرار سعيد العياشي، رئيس اللجنة الجزائرية لتضامن مع الشعب الصحراوي والصديق شهاب، ممثلا عن حزب التجمع الديمقراطي ...الذين تقاطعت مواقفهم على ضرورة تطبيق الشرعية الدولية عبر تنظيم استفتاء تقرير مصير حر ونزيه في الصحراء الغربية. وستعرف أشغال الجامعة التي ستدوم إلى غاية الثامن أوت القادم، برنامجا ثريا يتضمن إلقاء عدة محاضرات تتطرق لمختلف المحاور والمسائل المتعلقة بالقضية الصحراوية، تلقيها مجموعة من الأساتذة المحاضرين الجزائريين.
ومن بين المواضيع التي سيتم التطرق إليها، التحولات العالمية الكبرى ومستقبل تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية وسياسة فرنسا تجاه الساحل الإفريقي والمنظور الأوروبي للمغرب العربي والوضع الأمني في المغرب العربي والساحل الإفريقي وانعكاساته على قضية تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية، إضافة إلى مسألة حماية حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة وانتهاكات المغرب لها والدور المتنامي للاتحاد الإفريقي للتعجيل بحل القضية الصحراوية، إضافة إلى مواضيع أخرى.