رؤساء 18 وكالة أممية كبرى يطالبون بوقف فوري لإطلاق النّار

مطالب دولية ملحة بضرورة إنهاء الحرب في غزّة

مطالب دولية ملحة بضرورة إنهاء الحرب في غزّة
  • القراءات: 513
ص. م ص. م

مع تخطي حصيلة شهداء العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزّة أمس، عتبة 10 آلاف شهيد أكثر من 4 آلاف منهم أطفال، ناهيك عن أعداد الجرحى الهائلة والدمار والخراب الكبيرين، تعالت عدة أصوات أممية ودولية مطالبة بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، مع وقف محرقة "القرن"التي يقترفها الكيان الصهيوني في حق فلسطيني بغزّة على مرأى ومسمع العالم أجمع.

وأصدر رؤساء 18 وكالة رئيسية تابعة للأمم المتحدة، بيانا مشتركا نادرا عبّروا من خلاله عن غضبهم إزاء حصيلة الضحايا الدامية وجد المرعبة في صفوف المدنيين في غزّة. وطالبوا "بوقف فوري إنساني لإطلاق النار" في قطاع غزة المحاصر بشكل مطبق منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث يواصل العدوان الصهيوني ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر المروعة في حق سكانه.

وكتب رؤساء الوكالات الأممية في البيان "منذ شهر، يراقب العالم الوضع الحاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلّة بصدمة ورعب إزاء العدد المتزايد من الأرواح التي فقدت ودمرت". وجاء في بيان مسؤولي الوكالات "في غزة يتعرض شعب بكامله للحصار والهجوم ويحرم من الوصول إلى العناصر الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ويقصف السكان في منازلهم وفي الملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة.. هذا أمر غير مقبول". وأكدوا في البيان "نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية لقد مر 30 يوما، هذا يكفي يجب أن ينتهي هذا الآن".

وأكد مسؤولو 18 منظمة بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، بأنه "يجب السماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى قطاع غزة لمساعدة السكان". وعلى الصعيد الدولي دعت روسيا أمس، إلى "عمل جماعي" بشأن الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، من خلال تنظيم "مؤتمر دولي" على سبيل المثال، مستنكرة رغبة الأمريكيين المزعومة في "احتكار" الوساطة.

وفي نفس السياق، طالب وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، من نظيره الأمريكي، أنطوني بلينكن، بوقف فوري وشامل لإطلاق النار في قطاع غزة. وشدد فيدان، خلال استقباله أمس، كاتب الدولة الأمريكية في العاصمة أنقرة، على ضرورة منع إسرائيل من استهداف المدنيين وتهجير السكان في غزة. وجاء ذلك خلال الزيارة التي أجراها أمس، كاتب الدولة الأمريكية إلى تركيا في إطار جولته الشرق الأوسطية التي بدأها بزيارة الكيان الصهيوني ثم الأردن ورام الله على أمل التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة يقول بلينكن، ومن معه ممن يدعمون حكومة الاحتلال إنها من أجل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتحرير الرهائن الواقعين في قبضة المقاومة.

ونفس المطلب أكد عليه كل من الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ورئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اللذان شددا أمس، على موقف بلديهما تجاه القضية الفلسطينية، مطالبين بضرورة وقف قصف الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة ووقف إطلاق النار.

وقال الرئيس الإيراني، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي الذي يزور إيران حاليا إنه "ينبغي وقف القصف ووقف إطلاق النار وتقديم العون والمساعدة لأهالي غزة في أسرع وقت ممكن.. وهذه جريمة بشعة وجريمة ضد الإنسانية ينفذها الكيان الصهيوني بدعم غربي". وأضاف "نتعاون وندعم أي إجراء يتم على مستوى الدول الإسلامية والدول الإقليمية والدولية لمنع الكيان الصهيوني من قتل الشعب الفلسطيني في غزة.

من جانبه نبّه محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي إلى أن المجتمع الدولي فشل بإيفاء واجباته تجاه أهالي غزة، مؤكدا سعي بلاده إلى وقف إطلاق النار.. مضيفا أن "سكان غزة يعيشون في سجن كبير على مدى عقود أمام مرأى ومسمع العالم". وقال إنه "من يريد احتواء الصراع ومنع انتشاره بالمنطقة، عليه إيقاف عدوان الكيان الصهيوني لافتا إلى أن "الأزمة الفلسطينية جاءت نتيجة السياسة الإجرامية للاحتلال". وذكر رئيس الوزراء العراقي، أن بلاده تتواصل مع دول المنطقة من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فلا يزال يطالب بهدنة إنسانية من أجل تمكين جنة الصليب الأحمر الدولية من الوصول إلى الرهائن الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية، والذين أكدت كتائب القسام، أنها مستعدة للأفراج عن المدنيين منهم من جنسيات أجنبية متى توفرت الظروف الميدانية.

وتزامن طلب بوريل، مع إعلان رئيس المفوضية الأوروبية، اورسولا فون دير ليان، عن مبلغ مالي إضافي لفائدة سكان غزة بقيمة 25 مليون دولار، ليصل مبلغ المساعدات الإنسانية الأوروبية الى 100 مليون دولار، لكن دون أن يطالب الاتحاد الأوروبي رغم كل المجازر الصهيونية في حق الغزاويين بوقف فوري لإطلاق النار.

أما اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، فقد طالبت المجتمع الدولي بأن يتحمّل مسؤولياته بوقف حمام الدم الفلسطيني النازف في قطاع غزّة، في نفس الوقت الذي حذّرت فيه من "مخططات تهجير الفلسطينيين إلى خارج فلسطين سواء في قطاع غزّة أو الضفة الغربية أو القدس". وشددت على رفض حركة "فتح" المطلق لهذه "المخططات التي أفشلها الشعب الفلسطيني بصموده وتمكسه بأرضه مهما كانت التضحيات".كما أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أمس، أن الأولوية لدى السلطة الفلسطينية حاليا، هي وقف العدوان على قطاع غزّة المحاصر، مشددا على ضرورة إيصال الدعم والمساعدات للمدنيين المتضررين والمنكوبين والمحاصرين.