أعلنت الحداد العام لثلاثة أيام بعد وفاته

مصر تقيم جنازة رسمية لحسني مبارك

مصر تقيم جنازة رسمية لحسني مبارك
  • القراءات: 1019
م. مرشدي م. مرشدي

قررت السلطات المصرية تشييع جثمان الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك اليوم في جنازة عسكرية بحكم تكوينه الأساسي كقائد طيار وقائد للسلاح الجوي المصري، إلى غاية اختياره رئيسا للبلاد، والذي توفي أمس في مستشفى القلعة العسكري بمدينة القاهرة عن عمر ناهز 91 عاما.

وكان الفقيد قد حكم البلاد لأكثر من ثلاثين سنة قبل أن تعصف به رياح التغيير التي فرضتها ثورات "الربيع العربي" على غرار التونسي زين العابدين بن علي والليبي معمر القذافي واليمني علي عبد الله صالح، حيث أرغم على تقديم استقالته شهر فيفري 2011 بعد 18 يوما من مظاهرات صاخبة شهدتها العاصمة القاهرة وكبريات المدن المصرية، فرضت على مسؤولي النظام المصري الرحيل واحدا واحدا فمنهم من قتل ومنهم من أدخل السجن ومنهم من فر إلى الخارج.

وكان مصير الرئيس حسني مبارك السجن بعد أن حكمت عليه العدالة المصرية بعقوبة المؤبد تماما كما حصل لنجليه علاء وجمال وقيادات في الجيش وآخرين في الحكومة في محاكمة نقلتها قنوات التلفزيون المصري. وكان حسني مبارك أول رئيس مصري تتم محاكمته، حيث بقي طريح الفراش في مستشفى السجن العسكري إلى غاية سنة 2017 بعد أن حكم عليه بالسجن المؤبد بتهم الفساد والرشوة قبل أن تتم تبرئة ذمته بالنظر إلى وضعه الصحي المتدهور.

وتدهورت الحالة الصحية للرئيس المصري المطاح به بعد أن أصيب بانهيار عصبي، كما تم تداول أخبار حول إصابته بداء السرطان ومصاعب في التنفس وكان ينقل في كل مرة إلى العناية الطبية المركزة في المستشفى العسكري بالعاصمة المصرية. كما أكد نجله الأكبر علاء مبارك نهاية الشهر الماضي أن والده أجرى عملية جراحية من دون أن يحدد طبيعتها وأن وضع والده الصحي مستقر.

ونعت الرئاسة المصرية أمس، رحيل الرئيس الأسبق في برقية تعزية إلى عائلته ووصفته بأحد أبطال حرب أكتوبر 1973 عندما كان قائدا لقوات سلاح الجو المصري ضد القوات الإسرائيلية، كما أعلنت الحداد العام ثلاثة أيام في جميع أنحاء الجمهورية اعتبارا من اليوم الأربعاء.

وكان الوزير الأول الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو أول من أبرق بتعزيته وقال إن الرئيس الراحل صديق شخصي له وقائد تمكن من تحقيق السلم والاستقرار والأمن لبلاده. بينما حيا الرئيس الفلسطيني محمود عباس التزام الرئيس المصري الراحل بتحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني، حيث لعبت مصر في عهده دور الوسيط في عز الأزمات التي كانت تنفجر في كل حين بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

يذكر أن الرئيس مبارك استبدل بدلته العسكرية بأخرى مدنية حيث تحول إلى الحياة السياسية وشغل منصب نائب الرئيس المصري المغتال أنور السادات قبل أن يتولى مقاليد السلطة في مصر التي حكمها بيد من حديد وتعرض خلالها لست محاولات اغتيال طيلة مسيرته على رأس الدولة.

وولد الرئيس مبارك في دلتا النيل في الرابع ماي 1928 في عائلة من البرجوازية الصغيرة قبل أن ينخرط في صفوف الجيش المصري، حيث حصل على شهادة طيار حرب سنوات الخمسينيات من القرن الماضي قبل أن يشغل منصب قائد قوات الجو المصرية خلال حرب أكتوبر 1973 ثم عين في 1975 نائبا للرئيس.