الذكرى 47 لتأسيس الجمهورية الصحراوية

مسيرة حافلة بالإنجازات وخطى ثابتة نحو الاستقلال

مسيرة حافلة بالإنجازات وخطى ثابتة نحو الاستقلال
  • القراءات: 616
 ق. د ق. د

تخلد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، اليوم، الذكرى 47 لتأسيسها في ظروف مميزة يطبعها تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة الوطنية على كامل أراضي الصحراء الغربية المحتلة، لتسير بخطى ثابتة نحو الحرية والاستقلال برصيد كبير من الانجازات على كل المستويات.

ويستحضر الشعب الصحراوي في ذكرى تأسيس جمهوريته في 27 فيفري 1976، الرهانات الكبيرة خلال تلك المرحلة بعد انسحاب الاستعمار الإسباني إثر توقيع اتفاقية مدريد المشؤومة في 14 نوفمبر 1975 واجتياح المغرب للأراضي الصحراوية شهر أكتوبر من نفس العام والشعب الصحراوي لا يزال يلملم جراحه، ليبدأ معركة جديدة ضد الاحتلال المغربي ما زالت متواصلة الى غاية اليوم.

وموازاة مع معركة الكفاح المسلح، انطلقت منذ اليوم الأول مسيرة تشييد المؤسسات لبناء جمهورية عصرية تحتضن جميع الصحراويين ضمن اطار وطني جامع يلبي طموحاتهم ويستجيب لتطلعاتهم في مختلف الميادين في أفق طرد الاحتلال وتحقيق الاستقلال.

ويرى السفير الصحراوي لدى الجزائر، عبد القادر طالب عمر، في تصريح لوأج، أن 47 سنة من الكفاح "دليل قاطع على إصرار الشعب الصحراوي على تحرير جميع أراضيه. وهو ما أجهض كل محاولات الاحتلال لشرعنة احتلاله للأراضي الصحراوية رغم أساليبه القذرة من شراء للذمم ودفع للرشاوى وتضليل وابتزاز وتهديد وتطبيع".

وأبرز أن الجمهورية الصحراوية "كشفت الوجه الحقيقي للمخزن كنظام توسعي فاسد مستعد لأن يتحالف مع الشيطان لخدمة مصالحه وتكريس مقارباته وعلى رأسها استعباد الشعوب ونهب الثروات والتآمر على دول الجوار والعبث بأمن واستقرار المنطقة". وأكد طالب عمر أن  شعب بلاده، يملك رصيدا كبيرا يمنحه ثقة أكبر في استكمال سيادته على جميع أراضيه، وهو يسير اليوم بخطى ثابتة وموثوقة نحو انتزاع حقه في الحرية والاستقلال".

ورغم ما تفرضه ظروف الاحتلال والحرب من عوائق، أكد الدبلوماسي الصحراوي، ابي بشرايا البشير، من جهته أن "الجمهورية الصحراوية حققت انجازات كبيرة داخليا وخارجيا، خاصة على الصعيدين السياسي والدبلوماسي والتي جعلت منها حقيقة قائمة ورقما لا يمكن تجاوزه في حل أي من معادلات المنطقة أو القارة".

وأشار إلى الاحصائيات الرسمية التي تجعل من الجمهورية الصحراوية في مقدمة البلدان الافريقية الاكثر نجاحا في محو الامية والتعليم رغم ظروف اللجوء والاحتلال والجدار العسكري الفاصل.

كما حققت الجمهورية الصحراوية على الصعيد الدبلوماسي مكاسب كبيرة قال الدبلوماسي الصحراوي، أنها أخلطت أوراق الاحتلال وعلى رأسها العضوية في الاتحاد الافريقي من موقع المؤسس والبلد الفاعل والذي يكتسي وجوده بالنسبة للأفارقة رمزية كبيرة بالنظر إلى تاريخ القارة الحافل بالكفاح والنضال ضد الاستعمار.

وأبرز أبي بشرايا، أن أكثر من 80 دولة تعترف بالجمهورية الصحراوية وتربطها بها علاقات دبلوماسية، ناهيك عن حضورها المتميز في قمم الشراكات الدولية والتزامها الفعال بمكافحة الجريمة المنظمة والارهاب الذي يشكل الاحتلال المغربي مصدرا كبيرا له بشهادة تقارير المنظمات الدولية المتخصصة.

وتأتي هذه الحصيلة كنتيجة للمعركة القانونية التي تخوضها جبهة البوليزاريو في أوروبا منذ سنوات، حيث تعززت صفتها القانونية من خلال قرار المحكمة الأوروبية،  سبتمبر 2021 والذي أكد على الشخصية القانونية الدولية للجبهة وأهليتها للمرافعة أمام الهيئات القضائية الأوروبية للدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي. وكذلك الأحكام القضائية التي تقضي ببطلان الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الاوروبي والمغرب والتي تشمل الاراضي الصحراوية المحتلة.

ولعل من أهم الانتصارات القانونية التي حققتها الدبلوماسية الصحراوية أيضا، قرار المحكمة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب الصادر في سبتمبر 2022 المؤكد على احتلال المغرب لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية والمتضمن دعوة الدول والشعوب الافريقية للتضامن مع الشعب الصحراوي.

وعلى وقع هذه الانتصارات الدبلوماسية وتورط المغرب في فضائح دولية تستهدف تشويه كفاح الشعب الصحراوي، التأم شهر جانفي الماضي المؤتمر 16 لجبهة البوليزاريو لأول مرة منذ استئناف الكفاح المسلح في 13 نوفمبر 2020، والذي أكد على ضرورة تصعيد القتال كأولوية قصوى لطرد الاحتلال من اجل استكمال السيادة الوطنية على جميع الاراضي المحتلة.

ويرى ابي بشرايا، أن "العالم أصبح مقتنعا أكثر من اي وقت مضى ان القفز على ارادة الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال مستحيل وان احترام ارادته هو مفتاح السلام العادل والنهائي في المنطقة التي لا تتحمل المزيد من التوتر"، مشددا على أن القضية الصحراوية تفرض نفسها اليوم في أكبر المحافل الدولية.