انتخابات الرئاسة التونسية

مرشحان ”نقيضان” يتنافسان في الدور الثاني

مرشحان ”نقيضان” يتنافسان في الدور الثاني
  • القراءات: 723
 م.م م.م

أكدت اللجنة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أمس، فوز المرشح المستقل قيس السيد بالمرتبة الأولى في الدور الأول لانتخابات الرئاسية بحصوله على 18,4 بالمائة من أصوات الناخبين، بينما حل رجل الأعمال المسجون، نبيل قروي ثانيا بعد أن حصل على 15,58 بالمائة من أصوات الناخبين التونسيين.

وسيخوض المرشحان الفائزان سباق الدور الثاني المؤهل للجلوس على كرسي قصر قرطاج الرئاسي سواء يوم السادس أكتوبر تزامنا مع إجراء الانتخابات البرلمانية أو يوم 13 من نفس الشهر.

وأكد نبيل بافون رئيس اللجنة العليا المستقلة أن مرشح حركة النهضة، الداعية عبد الفتاح مورو حل ثالثا بعد أن حصل على 12,88 بالمائة بينما بلغت نسبة المشاركة 49 بالمائة فقط.

وبعد تأكيد هذه النتيجة، فإن الصراع سيكون حادا بين مرشحين متناقضة توجهاتهما السياسية والإيديولوجية، يمثل الأول التيار العروبي  ـ الإسلامي بينما يمثل الثاني طبقة رجال الأعمال وفي نفس الوقت الطبقات المحرومة التي سعى من أجل الدفاع عنها من خلال شعار حملته الانتخابية ”الله، تونس والزوالي”، وهي الشريحة التي شكلت الوعاء الانتخابي ومكنه من تحقيق هذه النتيجة في ثاني انتخابات رئاسية ديمقراطية تشهدها تونس منذ نجاح ثورة الياسمين سنة 2011.

ويجهل إلى حد الآن الموقف الذي ستتخذه العدالة التونسية في ثاني التماس تقدمت به هيئة الدفاع للإفراج عن هذا الأخير ما دامت التهم الموجهة له بتبييض الأموال والتهرب الضريبي لم تفقده حقوقه السياسية وجعلته يقود حملته الانتخابية من داخل زنزانته في سابقة في تاريخ الانتخابات في كل العالم.

وفي انتظار معرفة قرار العدالة التونسية، فإن المشهد السياسي التونسي سينقسم بين أقصى اليمين الاجتماعي الذي يمثله الأستاذ الجامعي ورجل القانون الدستوري المتقشف قيس السيد والملقب باسم ”الرجل النزيه” ورجل الأعمال نبيل القروي، حرص طيلة حملته الانتخابية، على الدفاع عن المحرومين وراح يغدق عليهم بالأموال في محاولة لكسب تعاطفهم في نفس الوقت الذي راح يراهن على رجال الأعمال لتعزيز موقعه الانتخابي. 

ويدافع قيس السيد البالغ من العمر 61 عاما الذي خاض السباق من دون حزب سياسي أو قاعدة شعبية عن لامركزية السلطة التونسية واعتماد الديمقراطية المحلية التشاركية التي تعني ـ حسب رأيه ـ طرد كل منتخب ينحرف عن سكة العملية الديمقراطية ضمن خطاب مكنه من كسب ود الناخبين من شريحة الطلبة البطالين وشرائح واسعة في أوساط الطبقة المتوسطة.

أما نقيضه نبيل قروي، ورغم خروجه من رحم الطبقة الحاكمة في عهد نظام الرئيس زين العابدين بن علي إلا أنه روج لفكرة مناهضته للنظام الحاكم ووقوفه إلى جانب الطبقات المعدومة وهو ما أكسبه تعاطف الناخبين في المناطق والولايات النائية عبر مشاريع تنموية محلية أكسبته شعبية لم تتمكن أحزاب تقليدية من تحقيقها سواء في عهد الرئيس بن علي أو في ظل الحكومات التي تداولت على إدارة الشأن العام التونسي على مدار السنوات الثمانية الأخيرة.