بعد تسجيل تراجع ملحوظ في عدد الإصابات بداء كورونا

مختصون يحذرون من مخاطر التخلي عن الحجر الصحي

مختصون يحذرون من مخاطر التخلي عن الحجر الصحي
  • القراءات: 855
م. مرشدي م. مرشدي

أكدت تقارير طبية في دول متضررة من تبعات وباء كورونا أن خيار اللجوء إلى الحجر الصحي الذي اعتمدته مختلف بلدان العالم بشكله الجزئي أو الشامل بدا يعطي نتائجه الإيجابية في تحييد خطر هذا الفيروس وهدأ من حالة الرعب التي زرعها في نفوس كل سكان المعمورة.

واكد خبراء الصحة أن النتائج المسجلة خلال الأيام الأخيرة شكلت متنفسا للدول الأكثر تضررا ولآلاف الطواقم الطبية التي لم يسبق لها أن دخلت معركة مفتوحة بمثل هذا الحجم والمدة ضد عدو متسلل ولكنه خطير ويقتل في أقل من أسبوعين.

ويسود الاقتناع بجدوى اللجوء إلى خيار الحجر الصحي رغم استمرار تسجيل مصابين جدد بالداء ولكن بنسب ضعيفة مقارنة بالأيام الأولى لانتشار العدوى وأيضا بسبب تماثل آلاف المصابين  للشفاء من الخطر القاتل لهذا الفيروس بمجرد اتباع نصائح الحجر الصحي بطرق فردية أو داخل المستشفيات بالنسبة للأشخاص الأكثر تضررا من الفيروس.

وكان لتراجع عدد الوفيات في كل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وحتى المصابين الذين وضعوا رهن العناية المركزة في هذه الدول التي شكلت اكبر البؤر الوبائية في أوروبا والعالم، بمثابة بارقة أمل بالنسبة للبشرية كلها وأول نقطة نور في نهاية نفق مظلم فرضه الوباء على كل العالم.

وهو ما جعل خبراء الصحة يحذرون من كل محاولة لرفع إجراءات الحجر الصحي قبل التأكد من انزياح خطر الداء والقضاء عليه بشكل نهائي وخاصة في ظل عجز المخابر الصيدلانية في توفير علاج فعال حتم على هيئات طبية في عديد الدول، الترخيص للطواقم الطبية بالاستنجاد بلقاحات وأدوية مخصصة لعلاج فيروسات معدية مست مناطق من العالم في السنوات الأخيرة مثل الملاريا والسل.

وأكدت مصادر طبية إيطالية وإسبانية في سياق هذا التفاؤل، أمس، أن مصالح العناية الطبية في مستشفيات البلدين لم تسجل إلا حوالي مائة مصاب مقارنة بالأسبوع الماضي التي كانت تقدر بالمئات تماما كما هو الحال لنسبة لفرنسا التي استقبلت مستشفياتها، أول أمس، سوى 59 مصابا مقابل 500 مصاب الأسبوع الماضي، ضمن مؤشر أكد ربما بلوغ هذه البلدان مرحلة الذروة والتي عادة ما تصاحب عمليات الاحتواء التدريجي للوباء ووقف توسع نطاق انتشاره بفضل سياسة الحجر الصحي.

ويأمل خبراء الصحة أن تستمر هذه المؤشرات الإيجابية في حدودها الحالية وعدم تسجيل حالات إصابة أكبر وخاصة وأن الفيروس "شيطاني ومعاند" كونه يصيب أشخاصا دون أن تظهر عليهم  أعراضه كالحمى المرتفعة والسعال الحاد والوهن العضلي المتواصل وهو ما يساعد على بقاء العدوى واتساع نطاق انتشارها.

وهو ما جعلهم يجمعون على حتمية مواصلة مختلف الدول التزامها بإجراءات الحجر الصحي وعدم التخلي الفوري لمجرد توقف تسجيل حالات إصابة جديدة أو لمجرد أنها تراجعت بشكل لافت وعدم الانسياق وراء التفاؤل المفرط الذي عادة ما يرافق تراجع تسجيل حالات الإصابة وكذا عدد الوفيات.

وحذر دوميكو اركوري محافظ الحكومة الإيطالية المكلف بمتابعة الطوارئ التي خلفها فيروس كورونا في سياق هذه المقاربة، عدم الانبهار لمجرد رؤية عدد المصابين قد تراجع لأننا ـ كما قال ـ مازلنا بعيدين كل البعد عن المخرج من هذه الضائقة.

وجاءت تحذيرات المسؤول الإيطالي في وقت أكد فيه المستشار النمساوي، سيباستيان كورز بدء بلاده في أولى الإجراءات العملية لرفع الحجر الشامل والسماح بفتح المحلات التجارية أمام المواطنين  وبعض الأنشطة المحدودة في وقت حددت فيه السلطات الدنماركية والنرويجية وحتى اليونانية، تواريخ لعودة مواطنيها إلى حياتهم العادية، بعد أن أكدت أنها تمكنت بفضل إجراءاتها الصحية من تحويل منحنى الإصابات في الاتجاه السالب.

وارتفعت حصيلة وفيات الداء إلى غاية أمس إلى 85 ألف ضحية وتسجيل إصابة 1,5 مليون شخص موزعين على 192 بلدا ولكن بنسب متفاوتة، شكلت دول القارة الأوروبية المرتع الأول للداء،  بينما حلت الولايات المتحدة ثانيا في ظل استمرار انتشار الفيروس في هذا البلد بالسرعة القصوى، حيث تم إحصاء إصابة 400 ألف أمريكي ووفاة 13 ألف من بينهم، في وقت قياسي.

وكان تسجيل 2000 حالة وفاة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء ضمن رقم قياسي لعدد الوفيات لم يسبق أن سجلته أية دولة في العالم  اكبر نذير بدخول الولايات المتحدة مرحلة الذروة التي حذر منها الرئيس، دونالد ترامب ومختلف المختصين في بلاده ودعوتهم الأمريكيين إلى انتظار أسبوع عصيب سواء من حيث عدد المصابين أو الضحايا.