وسط تهديد ووعيد تركي ضد النظام السوري

مخاوف من اندلاع حرب بين سوريا وتركيا

مخاوف من اندلاع حرب بين سوريا وتركيا
  • القراءات: 1226
م. م م. م

بدأت بوادر حرب مفتوحة بين تركيا وسوريا تتكرس مؤشراتها على حدود البلدين، على خلفية التصعيد العسكري الذي عرفته محافظة إدلب في شمال غرب سوريا. وجاء إسقاط طائرة مروحية سورية ومقتل طياريها أمس، الاثنين، والتي حملت مسؤوليتها على المضادات الجوية التركية لتزيد في احتمالات وقوع هذه الحرب رغم أن السلطات التركية انتهت لغة حذرة في التعاطي مع هذه الحادثة وراحت تؤكد أن الطائرة سقطت بسبب خلل فيها.

وجاء خبر إسقاط هذه الطائرة التي كانت في مهمة عسكرية في محافظة إدلب بعد تحذيرات شديدة اللهجة وجهها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لنظيره السوري، بشار الأسد وتوعده برد قاس في حال استمرت قواته في تصعيدها ضد وحدات الجيش التركي على طول المناطق الحدودية. يذكر أن فتيل هذا التصعيد بين البلدين اشتعل بعد مقتل خمسة جنود أتراك في قصف مدفعي سوري قبل ثلاثة أيام ورد القوات التركية بقتلها لأكثر من مائة جندي سوري قالت مصادر الجيش التركي إنها مجرد بداية لردع أكبر وقعا.

وزادت حدة توتر العلاقة بين أنقرة ودمشق منذ شروع قوات الجيش السوري في أكبر عملية تمشيط عسكري في قرى وبلدات محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، حيث توجد آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق ”داعش”. واستشعرت السلطات التركية بخطر هذه العلمية التي توشك على نهايتها بسبب نشرها منذ العام الماضي لقوات تركية داخل العمق السوري بدعوى محاربة مليشيات كردية سورية موالية لحزب العمال الكردستاني التركي الذي يخوض حربا ضد القوات التركية لتحقيق الانفصال عن السلطات المركزية في أنقرة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن السلطات التركية بدأت تبدي مخاوفها حول مصير عناصر تنظيمات سورية مسلحة موالية لها والتي بدأت القوات السوية تزحف باتجاه معاقلها، وهو ما قد يدفعها إلى طلب نجدة السلطات التركية لإنقاذها من الآلة العسكرية السورية الزاحفة، وهو ما يفسر إرسال الجيش التركي تعزيزات إضافية إلى المنطقة العازلة لدعم قواتها في 12 موقعا للمراقبة التي أقامتها هناك. وبقيت روسيا في سياق هذا التصعيد العسكري في موقع المتابع اليقظ لكونها نقطة الاتصال الوحيدة بين دمشق وأنقرة بحكم العلاقات الجيدة معهما وهو ما يؤهلها لأن تكون الحكم في هذه المعضلة التي سيؤدي كل تصعيد فيها إلى خلط أوراقها في سوريا.

وهو ما جعل متتبعين لتطورات الأوضاع العسكرية في شمال سوريا يؤكدون أن موسكو تمكنت من إقناع تركيا بغض الطرف حول الهجوم العسكري السوري إلى غاية التمكن من فرض سيطرتها على الطريق السيار الرابط بين العاصمة دمشق ومدينة حلب في شمال البلاد، مقابل بقاء القوات التركية في المناطق السورية ذات الأغلبية الكردية والموجودة في نطاق المنطقة العازلة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الجيش السوري تمكنت فعلا أمس، من فرض سيطرتها على أجزاء واسعة من هذا الطريق الحيوي في إقليم محافظة حلب في شمال سوريا وذلك لأول مرة منذ سنة 2012.

يذكر أن القوات السورية دخلت منذ بداية ديسمبر الماضي في أكبر عملية ملاحقة ضد عناصر تنظيم ”حياة تحرير الشام” الموالي لتنظيم القاعدة الإرهابي المنتشرة عناصره في أجزاء واسعة من محافظات حلب واللاذقية وحماه ضمن أكبر عملية عسكرية أرغمت أكثر من 700 ألف سوري على النزوح من هذه المحافظات فرارا من جحيم المواجهات وخاصة باتجاه الحدود التركية، في وقت رفضت السلطات التركية استقبالهم بقناعة أنها لم تعد تحتمل إضافة آلاف اللاجئين الجدد إلى 3,5 مليون لاجئ سوري ممن فروا في بدايات الأزمة الأمنية في بلادهم إلى تركيا ضمن أكبر مأساة إنسانية يعرفها هذا البلد مازالت دول الجوار السوري تعاني من تبعاتها إلى حد الآن.