وسط مخاوف المنظمات الحقوقية من سياسة ميلوني الخاصة بالهجرة

محور "روما - بودابيست - وارسو" يهدد بروكسل

محور "روما - بودابيست - وارسو" يهدد بروكسل
  • القراءات: 596
ص. م ص. م

بقدر ما أثار فوز زعيمة اليمين المتطرف في ايطاليا، جيورجيا ميلوني، بالانتخابات التشريعية قلقا في أوروبا في ظل إمكانية تعزيز محور روماـ بودابيست ـ وارسو في وجه التكتل الأوروبي، تتصاعد أيضا مخاوف المنظمات الحقوقية من موقف ميلوني المعادي للمهاجرين.

وتجد هذه المخاوف صدقيتها خاصة وأن كل من الوزير الأول المجري، فيكتور اوربان، ونظيره البولوني، ماتوز موراكشي، كان من أوائل المهنئين بفوز ميلوني في الانتخابات التشريعية الايطالية التي جرت الأحد الأخير.

وبينما قال الوزير الأول المجري "أننا بحاجة إلى مزيد من الأصدقاء الذين يشاطروننا نظرة ومقاربة مشتركة في أوروربا"، رحب نظيره البولوني بما وصفه بـ«الانتصار الكبير" لليمين المتطرف في ايطاليا.

ويرى محللون أن المجر وبولونيا اللذان يحكمها اليمين المتطرف يعدان أكثر الدول الأوروبية سعادة بفوز ميلوني، باعتبار أن وصول هذا التيار المتشدد للسلطة في واحد من البلدان المؤسسة للاتحاد الأوروبي يمكنه أن يخفف من عزلة بودابست ووارسو، في صراع مع بروكسل حول  قضايا دولة القانون.

ويرى هؤلاء أن فوز ميلوني سيسمح ليس فقط بتخفيف الضغط على هاتين الدولتين على مستوى الاتحاد الأوروبي وإنما أيضا يفتح الطريق أمام تأسيس حلف أكثر توحدا، خاصة وأن فوز اليمين المتطرف في ايطاليا جاء بعد التقدم الباهر الذي حققه هذا التيار في الانتخابات التشريعية التي شهدتها السويد خلال الشهر الجاري.

ورغم مقومات تعزز حلف روما ـ بودابيست ـ وارسو بالنظر إلى تقاسم نفس الأفكار والمقاربات بخصوص نظرة اليمين المتطرف إلى التكتل الأوروبي، إلا أن محللين  راهنوا على عدم امكانية ذهاب هذا الحلف بعيدا بالنظر الى الشرخ القائم بخصوص الموقف من الحرب الروسية ـ الأوكرانية وسياسة الاتحاد الاوروبي ازاء روسيا.

واستخلص هؤلاء هذا التوقع باعتبار أن ميلوني التي ينظر إليها على أنها مقربة من موسكو، لم تتوان بعد فوز حزبها "إخوان ايطاليا" بالتشريعيات بالتأكيد على موقفها الداعم لأوكرانيا لصالح العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا.

من جهة أخرى أثار تولي ميلوني السلطة في ايطاليا مخاوف المنظمات الحقوقية خاصة تلك المدافعة عن المهاجرين غير شرعيين في ظل المواقف الواضحة التي تبنتها المسؤولة الايطالية الجديدة المعادية للمهاجرين، والتي تصر على سياسة إغلاق تام في وجه هؤلاء الذين يخاطرون بحياتهم بركوب قوارب الموت لقطع البحر الابيض المتوسط باتجاه الضفة الأوروبية.