طباعة هذه الصفحة

بعد موافقة الرياض

محققون أتراك يفتشون القنصلية السعودية

محققون أتراك يفتشون القنصلية السعودية
  • القراءات: 997
م. م م. م

يتابع الأتراك والسعوديون على السواء بكثير من الترقب نتائج عمليات التفتيش التي شرع فيها مختصون في الجريمة بمقر القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول في محاولة لمعرفة مصير الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، الذي فقد كل أثر له منذ دخوله مقر الممثلية الدبلوماسية لبلاده في الثاني من الشهر الجاري.

وتمكن المحققون الأتراك من دخول القنصلية السعودية بعد أن أكدت الرياض عدم اعتراضها على فكرة التفتيش بعد إلحاح السلطات التركية لمعرفة مصير الصحفي السعودي.

وشددت أجهزة الأمن التركية على ضرورة الحصول على هذا الترخيص بعد أن أكدت أن الصحفي شوهد صباح الثلاثاء وهو يدخل إلى مقر القنصلية ولكنه لم يغادرها بدليل أن كل صور كاميرات المراقبة المنصوبة في محيط المقر لم تسجل مغادرته له، في نفس الوقت الذي أكدت خطيبته التركية أنها انتظرته عند الباب الرئيسي للمقر ولكنه لم يخرج منه. وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ذلك أيضا وقال إن جمال خاشقجي دخل فعلا إلى مقر القنصلية ولكنه غادرها مباشرة بعد إتمام إجراءات إدارية خاصة بوثائق رسمية تمكنه من عقد قرانه مع خطيبته التركية.

ونفت السلطات السعودية بذلك كل ما تردد حول اغتيال الصحفي المعارض وأكدت أن ذلك مجرد تخمينات لا أساس لها من الصحة في تعارض مع ما تسرب عن تحقيقات الشرطة التركية التي أكدت أن خاشقجي قتل فعلا داخل مقر الممثلية الدبلوماسية السعودية.

ودعمت موقفها بصور قدوم 15 سعوديا إلى مقر القنصلية في الثاني أكتوبر وهو نفس اليوم الذي استدعي فيه خاشقجي إلى المقر قبل أن يغادروه ساعتين بعد ذلك على متن سيارات سوداء.

وهو ما زاد في احتمالات إقدامهم على اغتياله ونقل جثه إلى خارج تركيا ضمن فرضية أكدت عليها صحيفة «واشنطن بوست» التي يشتغل لديها الصحفي المختفي وأكدت أن جثة خاشقجي تكون قد قطعت ووضعت في علب صغيرة قبل نقلها داخل أمتعتهم إلى خارج تركيا على متن طائرتين خاصتين قدموا على متنها.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إنه لا يريد استباق نتائج التحقيقات الأمنية وخاصة معرفة هوية الأشخاص الذين دخلوا وخرجوا من القنصلية وكذا كل العابرين لمطار إسطنبول والوافدين إليه يوم الثاني من هذا الشهر، في نفس الوقت الذي طالب فيه السلطات السعودية بإعطاء أدلة على مغادرة خاشقجي ممثليتها كما أكدت على ذلك.  وانضم الاتحاد الأوروبي إلى كل من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وحتى فرنسا التي طالبت جميعها بضرورة كشف كل الحقيقة حول ظروف اختفاء الصحفي السعودي. وقالت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فدريكا موغوريني أمس «إننا ندعم بشكل تام الموقف الأمريكي وننتظر تحقيق معمق وشفافية تامة من جانب السلطات السعودية حول ما حدث».