إبراهيم رئيسي يخلف روحاني

محافظ متشدد توجس منه الغرب وهنأته روسيا

محافظ متشدد توجس منه الغرب وهنأته روسيا
إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإيرانية
  • القراءات: 659
ق. د ق. د

فاز مرشح الرئاسيات الإيرانية، إبراهيم رئيسي، أمس، بمقعد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بنسبة 62% من الأصوات المعبر عنها، خلفا للرئيس المنتهية عهدته، حسن روحاني الذي قاد إيران خلال الخمس سنوات الماضي.

وحسم رئيسي نتيجة الاقتراع لصالحه من الدور الأول بحصوله على 61,95% من الأصوات المعبر عنها خلال انتخابات، أول أمس، وعرفت نسبة مشاركة 48,8% من إجمالي عدد الناخبين ضمن أضعف نسبة مشاركة تعرفها إيران منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979. وتقدم رئيسي على منافسيه بفارق كبير حيث لم يحصل الجنرال محسن رضائي قائد الحرس الثوري الإيراني الأسبق سوى على  11% من الأصوات وحل في المرتبة الثالثة مرشح التيار المعتدل ورئيس البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي الذي يحصل سوى على 8,39%، في حين حل في المرتبة الرابعة والأخيرة النائب، قاضي زاده هاشمي الذي حصل على نسبة 3,45% من الأصوات المعبر عنها.

ولم يكن فوز رئيسي البالغ  من العمر  60 عاما ورئيس السلطة القضائية مفاجئا، على اعتبار أنه كان المرشح الوحيد الذي قاد حملة انتخابية حقيقية مقارنة بمنافسيه الثلاثة الذين جاءت حملاتهم الانتخابية محتشمة بالنظر إلى تأثير الأزمة الاقتصادية على كل جوانب الحياة في ايران. ويضاف فوزه بالرئاسيات إلى فوزه العريض العام الماضي في انتخابات مجلس الشورى وهو ما من شأنه أن يعزز إمساك التيار المحافظ بمفاصل هيئات الحكم بالجمهورية الإسلامية.

ويستلم الرئيس الايراني المنتخب، زمام الحكم في طهران شهر أوت المقبل وعلى مكتبه ملفات مثقلة، بداية من أزمة اقتصادية واجتماعية متفاقمة زادتها سوءا جائحة كورونا والعقوبات الأمريكية المفروضة على ايران بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2018. كما أنه سيكون أمام ملف متابعة أطوار المفاوضات التي شرعت فيها  بلاده مع الدول الغربية لإعادة إحياء هذا الاتفاق وعودة انضمام الولايات المتحدة مجددا، ضمن مسعى لاحتواء أزمة النووي الايراني. 

ولإدراكه المسبق برفض الغرب له، فإن رئيسي لم يتوقف خلال حملته الانتخابية عن توجيه رسائل طمأنة من خلال التذكير بتوافق سياسته بما يحدده المرشد الأعلى، خاصة ما تعلق بضرورة رفع العقوبات الغربية عن بلاده. وهو ما جعل المتتبعين للشأن الايراني يؤكدون أن انتخاب رئيسي المعروف عنه عداءه للولايات المتحدة لن يكون لها أثر سلبي على مسار التفاوض الجاري بين طهران والغرب لإعادة تفعيل اتفاق فيينا.

ولكن فوز رئيسي، الذي ينتمي إلى التيار المحافظ، ينظر إليه البعض على أنه خليفة المرشد الأعلى آية الله خامينائي الذي بلغ من العمر 82 عاما، شكل صدمة ليس فقط للمعارضة الايرانية المتواجدة في المهجر وأيضا بالنسبة للغرب، وهو الذي يتواجد إسمه على القائمة السوداء للمسؤولين الايرانيين الذين فرضت عليهم واشنطن عقوبات بسبب "تورطهم في انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان".

وقد أدانت منظمة العفو الدولية، أمس، انتخابه على رأس السلطة في الجمهورية  الإسلامية، مشيرة إلى ضرورة أن يشكل محل تحقيق في قضايا تتعلق بـ"جرائم ضد الإنسانية" و"القمع الوحشي لحقوق الإنسان". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول المهنئين بفوز رئيسي الذي أعرب له عن أمله في تعزيز العلاقات أكثر بين موسكو وطهران. وهنأ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إبراهيم رئيسي بفوزه وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله  في تغريدة كتب فيها "سلام على ابراهيم" مرفوقة بصرورة الرئيس الجديد لإيران.

ويعد إبراهيم رئيسي، المولود سنة 1960 بمدينة مشهد، رجل دين وسياسي محافظ التحق بالقضاء عام 1980 وعمل مدعيا عاما حتى عام 1994، حيث عين حينها رئيسا لهيئة التفتيش العامة قبل أن يشغل في عام 2004 منصب النائب الأول للسلطة القضائية الذي استمر فيه طيلة 10 سنوات، قبل أن يعينه المرشد الأعلى رئيسا للقضاء عام 2019. والتحق رئيسي بمجلس خبراء القيادة عام 2006 ومن ثم عين عام 2017 عضوا بمجمع تشخيص مصلحة النظام بمرسوم من خامينائي وحل بعدها في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2017 وفاز بها الرئيس المنتهية عهدته حسن روحاني.