انتكاسة مغربية ومكسب جديد للقضية الصحراوية

مجلس السلم العالمي يوافق بالإجماع على عضوية الصحراء الغربية

مجلس السلم العالمي يوافق بالإجماع على عضوية الصحراء الغربية
  • القراءات: 790
ق. د ق. د

تتوالى مكاسب القضية الصحراوية على مختلف المستويات في تأكيد واضح على عدالة هذه القضية، وعلى حقيقة وجود دولة صحراوية تناضل وتكافح من أجل استقلالها وسيادتها تحت جناح جبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد لشعب الصحراء الغربية.

وتأتي موافقة مجلس السلم العالمي بالإجماع على عضوية الصحراء الغربية وانتخاب ممثلها عضوا في اللجنة التنفيذية لهذه الهيئة، ليشكل انتكاسة أخرى لنظام المخزن الساعي لطمس حقيقة الصحراء الغربية باعتبارها آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. 

وأكد مجلس السلم العالمي في بيان ختامي توج أشغال جمعيته العامة المنعقدة بالعاصمة الفيتنامية هانوي من 21 الى 26 نوفمبر الجاري، دعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال استفتاء حر ونزيه تحت رعاية الأمم المتحدة، معبّرا عن استيائه الشديد "كون الصحراء الغربية، ما تزال تحت الاستعمار في تعارض مع اتجاه العصر التاريخي الحالي نحو تحقيق التحرر الوطني والاستقلال وتقرير المصير والسيادة".

وذكر المجلس بعضوية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الإتحاد الإفريقي وبعلاقاتها الدبلوماسية على المستوى الدولي، مجددا التزامه "بالدفاع عن حق الشعب الصحراوي في إنهاء الاستعمار من خلال استقلال الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".

واستنكر المجلس في هذا السياق انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها النظام المغربي في حق الشعب الصحراوي، داعيا إلى الإفراج الفوري عن جميع السجناء السياسيين الصحراويين في المعتقلات المغربية.

وثمّن محمد فاضل بلاهي، الذي مثل الجمهورية الصحراوية في هذا الحدث، التزام المنظمة التاريخي بالقضايا العادلة خاصة نضال الصحراويين ضد الاستعمار والاحتلال الأجنبي، مبرزا أن عضوية الجمهورية الصحراوية في مجلس السلم العالمي، تنبع من التزام الشعب الصحراوي مع القوى المحبة للسلام والتزامه بالمساهمة بمسؤولية في تحقيق التطلعات المشتركة لشعوب العالم".

وخلال الجلسة الافتتاحية التي حضرها أعضاء الحكومة والمكتب السياسي للحزب الفيتنامي الحاكم، طالب الأمين العام للمجلس العالمي للسلم، ثاناسيس بافيليس، جميع الأعضاء باتخاذ إجراءات لاستكمال عملية إنهاء استعمار الصحراء الغربية وتكثيف أعمال التضامن مع الشعب الصحراوي.

ووصفت رئيسة المجلس، ماريا دو سوكورو غوميز، نضال الشعب الصحراوي بأنه "كفاح طويل وبطولي" من أجل حقوقه، مذكرة بالدور الهام الذي تضطلع به الجمهورية الصحراوية في استقرار منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا. وعرفت الدورة 22 للمجلس مشاركة أكثر من 100 مندوب قدموا من 60 دولة بهدف التصدي للتحديات التي تواجه الإنسانية، وتقديم خطة عمل تركز على الدفاع عن سيادة الشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتضامن بين الشعوب من أجل السلام والتنمية وتقدم المجتمع.

ويعد مجلس السلم العالمي مجلسا اجتماعيا شعبيا عالميا أنشئ سنة 1950، بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة ما شهده العالم من دمار ومعاناة لمعظم المجتمعات وخاصة أوروبا. وأعلن منذ مؤتمره الأول أن مهمته هي قيادة حركة شعوب العالم للدفاع عن السلام والأمن ومناهضة التحضير لحرب جديدة.

ويضم المجلس ممثلين عن شعوب العالم بما فيهم شعوب المستعمرات التي لم تكن قد نالت استقلالها آنذاك.

ويعتمد نهج تمثيل مختلف فئات المجتمع وتشكيلاته وهيئاته من أحزاب سياسية وطوائف وأديان وتشكيلات اجتماعية ومهنية. كما يضم المجلس عددا كبيرا من العلماء والكتّاب والشخصيات السياسية والثقافية والعلمية والاجتماعية المرموقة والوازنة بمختلف دول العالم، بما أضفى عليه هيبة عالمية وقبولا داخل مختلف الدول.