في جلسة طارئة ميزتها مواجهة عنيفة بين دبلوماسيين فلسطينيين وإسرائيليين

مجلس الأمن يكتفي بالتشديد على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في الأقصى

مجلس الأمن يكتفي بالتشديد على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في الأقصى
  • القراءات: 509
ق. د ق. د

اكتفى أعضاء مجلس الأمن الدولي، في جلستهم الطارئة أول أمس، التي خصصت لبحث الانتهاكات الاسرائيلية في حق الفلسطينيين، بالتشديد على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة من دون إصدار أية إدانة أو استنكار لواقعة اقتحام وزير الأمن في حكومة الاحتلال الصهيونية لحرمة الأقصى الشريف الثلاثاء الأخير، والتي زادت في تأزيم الوضع المتوتر في الأراضي المحتلّة.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة نهار الخميس، لبحث واقعة الاقتحام بناء على طلب من الصين والإمارات العربية المتحدة بإصرار فلسطيني ــ أردني، شهدت ولمدة ساعتين كاملتين مواجهات عنيفة  وملاسنات كلامية حادة بين دبلوماسيين فلسطينيين واسرائيليين. وفي الوقت الذي ندد فيه الفلسطينيون بتجاوز "الخط الأحمر" انتقدت إسرائيل ما وصفته باجتماع "سخيف" يهدف إلى إدانة زيارة وزير إلى المسجد الحرام في القدس الشرقية.

وقال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، خلال جلسة طارئة لمناقشة انتهاك الكيان الصهيوني للوضع الراهن في القدس المحتلة، إن الكيان الصهيوني أظهر تجاهلا كاملا لقداسة الحياة الفلسطينية وللقانون الدولي، ولحرمة وقداسة المسجد الأقصى "ومع ذلك فإن مجلس الأمن يظل جالسا على الهامش". وأضاف متسائلا ما هي الخطوط الحمر التي يجب أن يتخطاها الكيان الصهيوني ليتصرف مجلس الأمن؟، قائلا إن الاحتلال "يزدري الشعب الفلسطيني والعالم والمجتمع الدولي برمته". وأشار رياض منصور، إلى أن الشعب الفلسطيني بدأ يفقد صبره والاعتدال والمسؤولية التي نبديها يجب أن لا تفهم أنها تأتي من موقع ضعف، وإصرار الكيان الصهيوني على مسار التصعيد لا يؤدي إلى السلام وكل من يريد السلام يجب أن يتحرك الآن.

من جانبه أعرب خالد الخياري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، عن "قلق متزايد إزاء الأحداث التي شهدتها مدينة القدس والأقصى الشريف الأسبوع الماضي، مجددا دعوة الأمين العام إلى "الامتناع عن الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر في الأماكن المقدسة وحولها وأن يحافظ الجميع على الوضع الراهن". أما المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، فقال إن واشنطن ملتزمة بمبدأ "حل الدولتين" وإنها "تشعر بالقلق إزاء أي أعمال أحادية الجانب تؤدي إلى تفاقم التوترات أو تقويض إمكانية تجسيد هذا الحل.

وحذّر المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، زانغ جون، من أن أي تصرفات وأي أفعال أحادية الجانب في الأماكن المقدسة من شأنها أن تصعد من التوترات ومن المشاكل. وقال إن ذلك "قد ينذر باشتباكات ومواجهات لأن هذا أمر يمس الوضع الديني للمواقع الدينية". وأضاف أن التصرفات الصادرة عن المسؤولين الصهيونيين قد أدت إلى تأجيج الوضع، وأن الصين تدعو دائما إلى الحفاظ على الهدوء وإلى صون السلم والأمن في المناطق الدينية والمقدسة وتدعو الأطراف كافة، لأن تحافظ على الهدوء وتمارس ضبط النفس تجنبا للمزيد من التصعيد.

على نقيض ذلك تماما حاول سفير اسرائيل، جلعاد اردان، التقليل من أهمية عقد الجلسة بزعم أنه "صدم" لاجتماع مجلس الأمن من أجل بحث انتهاك مسؤوله الصهيوني المتشدد ايتمار بن غفير، للأقصى المبارك. وتناسى عن قصد أن انتفاضة الأقصى الثانية التي تفجرت عام 2000، كانت شرارتها الزيارة الاستفزازية التي قام بها زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك، آرييل شارون إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ولم ير جلعاد اردان، وفق منطقه الاستفزازي والاحتلالي، أي سبب على الإطلاق لعقد هذه الجلسة الطارئة، وكأن الاعتداء على المقدسات الدينية للغير وتدنيسها وقتل الفلسطينيين وتصعيد الانتهاكات والاعتداءات ضد كل ما هو فلسطيني أمر "هين" لا يحتاج لا لإدانة أو حتى قول كلمة "لا" لكيان صهيوني يضع نفسه فوق القانون.