تبادل الاتهامات بين روسيا والدول الغربية

مجلس الأمن يتولى قضية التسربات الغازية

مجلس الأمن يتولى قضية التسربات الغازية
  • القراءات: 571
ص. م ص. م

عرفت قضية التسربات الغازية التي عرفها أنبوبا نقل الغاز الروسي "نور ستريم 1 و2 " عبر مياه بحر البلطيق باتجاه ألمانيا، تطورات دولية، سيتم طرحها للنقاش يوم غد على مستوى مجلس الأمن الدولي في محاولة لتحديد المتسبب في هذه العملية "التخريبية".

ويأتي عقد اجتماع الهيئة الأممية بناء على طلب تقدمت به روسيا التي اتهمت جهات لم تحددها بالوقوف وراء عملية التخريب نافية اتهامات غربية لها بتدبير العملية من أجل وقف كل عمليات تموين السوق الأوروبية انطلاقا من حقولها الغازية.

وبالموازاة مع ذلك قررت السلطات الروسية فتح تحقيق بتهمة الإرهاب الدولي "ضد الأنبوبين بناء على معلومات للنيابة العامة وجهاز التحقيقات الروسي".   

وقالت ماريا زخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، بعزم بلادها "طلب جلسة رسمية لمجلس الأمن الدولي في إطار الاستفزازات المتعلقة بنورد ستريم 1 و2".

واتهمت السلطات الروسية الولايات المتحدة بالوقوف وراء تلك التسريبات، وطالبت الرئيس الأمريكي، جو باين، بتقديم "أجوبة" بخصوص هذه الأزمة الطاقوية الناجمة عن تداعيات الحرب الروسية ـ الأوكرانية.

وأضافت أن "الرئيس الأمريكي ملزم بالإجابة على سؤال ما إذا كانت الولايات المتحدة قد نفذت تهديدها" في إشارة إلى تصريح سابق للرئيس بايدن بداية شهر فيفري الماضي، أكد من خلاله أن واشنطن "ستضع نهاية" لنورد ستريم 2 في حال تدخلت روسيا عسكريا في أوكرانيا.

وجاء إعلان زخاروفا مباشرة بعد تحذير الاتحاد الأوروبي، أمس، روسيا من أي هجوم يستهدف البنى التحتية الطاقوية وذلك بعد تسجيل سلسلة من التسربات على مستوى خط الأنبوب الناقل للغاز الروسي إلى أوروبا "نورد ستريم" عبر بحر البلطيق، والذي اعتبره الأوروبيون أنه "تخريب" مقصود في حين اعتبرت موسكو أنه من "الغباء" اتهامها بمثل هذا الفعل.

وحذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، "من أي تعطيل متعمد للبنية التحتية للطاقة في أوروبا، واعتبر ذلك بالأمر غير المقبول وسيواجه برد قوي وموحد".

وفي تصريح باسم أعضاء الاتحاد الاوروبي 27، قال بوريل، إن المعلومات المتوفرة تشير في هذه المرحلة إلى أن التسريبات التي سببتها انفجارات على مستوى هذين الأنبوبين اللذين يربطا حقول الغاز الروسية وألمانيا هي نتيجة "عمل متعمد".

ورفضت، موسكو، شكوك الاتحاد الأوروبي وبعض العواصم الأوروبية في وقوفها وراء تعطيل عمل أنبوبي الغاز، معتبرة أن ذلك أمر "غبي وعبثي"، وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، إن التسريبات التي تؤثر على نورد ستريم 1 و 2 "إشكالية" بالنسبة لموسكو، لأن الغاز الروسي الذي يتسرب "مكلف للغاية".

وكانت موسكو عبرت أول أمس عن انشغالها العميق لوقوع مثل هذه التسريبات وأكدت أنه لا يجب استبعاد أي فرضية بما فيها تعرض الخطين لعملية "تخريب".

وكان وزير الدفاع الدنماركي، مورتن بدسكوف، أكد على هامش لقاء جمعه بالعاصمة بروكسل مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن التفتيش على خطي أنبوبي الغاز اللذين تضررا من جراء انفجارات تحت الماء قبالة جزيرة دنماركية في بحر البلطيق لا يمكن أن يتم لمدة أسبوع إلى أسبوعين بسبب الاضطرابات الجوية.

يذكر أن موسكو كانت علقت شحناتها من الغاز إلى أوروبا عبر خط نورد ستريم 1 بداية الشهر الجاري بحجة وجود مشكلة فنية تسبب فيها عدم توفرها على قطع الغيار التي منتعت من استيرادها بسبب العقوبات الاوروبية المفروضة عليها.

واتهمتها بروكسل بالابتزاز بورقة الغاز خاصة مع قرب فصل الشتاء الذي يثير مخاوف الأوروبيين في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الكهرباء والمواد الطاقوية في أوروبا.

والمؤكد أن هذه التسريبات سواء كانت عملا تخريبيا أولا، فستزيد في تعقيد أزمة الطاقة التي تتخبط فيها الدول الاوروبية الباحثة حكوماتها، عن حلول وإجراءات سريعة تنقذها من شتاء قارص البرودة وتضمن لمواطنيها الاطمئنان التي كان يلبها الغاز الروسي.