فضح أسراره العائلية يرهن حظوظ فوزه بعهدة ثانية

متاعب الرئيس ترامب تتواصل على مقربة من الانتخابات الرئاسية

متاعب الرئيس ترامب تتواصل على مقربة من الانتخابات الرئاسية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
  • القراءات: 839
م. مرشدي م. مرشدي

زادت ماريان ترامب باري، من متاعب شقيقها الرئيس، دونالد ترامب بنعته بأفظع الصفات التي تشوه صورته أكثر فأكثر أمام الرأي العام الأمريكي وعلى مقربة من موعد الانتخابات الرئاسية بداية شهر نوفمبر القادم.

ولم تكن ماريان ترامب رحيمة بأخيها عندما وصفته في تسجيل سري نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أمس، بـ "الشخص الفظيع" و«الكذاب" و«الفاقد لأدنى المبادئ" في تلميح قوي بأنه لا يليق لقيادة أمة بحجم وقوة الولايات المتحدة.

واتهمت ماريان ترامب سياسة أخيها بخصوص الهجرة التي أدت إلى فصل أطفال عن أمهاتهم على الحدود الدولية مع المكسيك وتحويلهم إلى مراكز اعتقال. وقالت بأن أخاها أراد من وراء ذلك تحقيق مكاسب انتخابية من خلال كسب ود قاعدة حزبه، واصفة إياه بأنه يفتقد لأي مبدأ في الحياة أمام طموحاته الانتخابية. 

وحسب صحيفة "واشنطن بوست" فإن التسجيل السري قامت به ماري ترامب حفيدة ماريان ترامب، من دون علمها والتي سبق لها أن أصدرت كتابا وجهت فيه انتقادات لعائلة آل ترامب التي تنحدر منها. وأثار الكتاب ضجة كبيرة في الولايات المتحدة بالنظر إلى الحقائق التي تضمنها وفشل الرئيس الأمريكي في منع نشره بعد أن أصدرت محكمة أمريكية حكما لصالح نشره من منطلق حماية حرية التعبير التي تبقى حقا مقدسا في الولايات المتحدة الأمريكية. وحقق على إثرها مبيعات قياسية في يومه الأول بأكثر من 950 ألف نسخة.

وأعادت ماريان ترامب التأكيد في هذا التسجيل على أن الرئيس ـ الملياردير ـ زور شهادته بجامعة بنسلفانيا بعد أن وكل شخصا آخر بتقديم الإجابات بدلا عنه وقالت إنها مازالت تحتفظ باسم هذا الشخص الذي امتحن مكانه.

وبدا الرئيس ترامب غير مكترث بمثل هذه الحقائق التي جاء نشرها في وقت سياسي حساس في الولايات المتحدة وقال إنه سيواصل العمل من أجل خدمة الشعب الأمريكي رغم أن "الجميع غير متفق معي ولكن النتائج شاهدة والولايات المتحدة ستكون الأقوى أكثر من أي وقت مضى".

ولا يستبعد أن يكون توقيت نشر هذه التسريبات مقصودا حتى تضاف إلى قائمة الهفوات التي ميزت عهدة الرئيس ترامب بنية التقليل من حظوظه في الفوز بعهدة رئاسية ثانية وقطع الطريق أمامه في البقاء في البيت الأبيض.

ولكن الرئيس ـ الملياردير مازال مصرا على حظوظه في التربع على كرسي المكتب البيضاوي بقناعة أن كل الناس ـ كما قال ـ أكدوا لي سنة 2016 بأنني لن أفوز بتلك الانتخابات ولكن المشككين أخطأوا في تقديراتهم تماما كما سيخطؤون في توقعاتهم بخصوص انتخابات الثالث نوفمبر القادم ضمن قناعة راحت إلى نقيض نتائج عمليات سبر الآراء التي أكدت جميعها تراجع شعبيته إلى حدود 40 بالمائة من الناخبين الأمريكيين في مقابل صعود لافت لمنافسه الديمقراطي جو بايدن.

للإشارة، فإن الرئيس ترامب كان إلى غاية نهاية العام في قمة صعوده في نتائج السبر إلى حد أنه لم يكن هناك من كان يتكهن بخسارته انتخابات الخريف القادم إلى غاية ذيوع خبر تفشي وباء "كورونا" ذلك القاتل الصامت في إحدى المقاطعات الصينية وشكل ذلك ضربة قوية للاقتصاد العالمي دون أن يكترث لها الرئيس الأمريكي بقناعة أن الأمر لا يعني بلاده إلى حين تسجيل أول وفاة لمواطن أمريكي بهذا الوباء.

وكان يمكن للرئيس، ترمب أن يحافظ على صورته كرئيس تواق لأن يجعل بلاده على "سقف العالم" لو أنه تعامل مع تفشي الفيروس بالحزم اللازم ولكنه هون من خطورته واعتبره مجرد زكام موسمي عابر، قبل أن يصطدم بواقع مغاير وتأكد متأخرا أنه تساهل مع فيروس تحول إلى "تسونامي مرضي" زاحف من أقصى بلاد الصين إلى الولايات المتحدة مكتسحا كل بقاع العالم وحاصدا لأرواح كل إنسان في طريقه إلى الحد الذي مكنه من  القضاء على 800 ألف شخص وأكثر من 23 مليون مصاب، موزعين على 195 دولة، أكثر من 170 ألف من بينهم توفوا في الولايات المتحدة.

وكان لمثل هذا الرقم الضخم وقعه على نفسية المواطن الأمريكي الذي شعر بالاستهتار بحياته قبل أن يتنامى مثل هذا الشعور أكثر بوصول الاقتصاد الأمريكي حافة الإفلاس أدت إلى تهاوي صورة الرئيس الأمريكي إلى أدنى مستوياتها قبل انفجار الأمريكيين السود في كل الولايات رفضا لأن يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية.

وهي كلها هفوات ارتكبها الرئيس، ترامب خلال نصف عام وفي آخر أشهر عهدته لينطبق عليه المثل الشعبي "في آخر سبولة قطع أصبعه". فحتى رهانه على إنتاج أول لقاح أمريكي ضد فيروس "كورونا" لن يتمكن من قطف ثماره إلا مع حلول العام القادم، بعد انقضاء العرس الانتخابي وهو الذي أنفق أموالا طائلة لتسريع وتيرة التوصل إلى إنتاجه في الولايات المتحدة قبل غيرها من الدول لعله يكون شفيعا له لدى الرأي العام الأمريكي براغماتي يؤمن بالملموس ولا تغويه الوعود وهو لأجل ذلك لا يتوانى في المغامرة بالتغيير.