البوليزاريو تطالب ألمانيا بلعب دورها في فرض القانون

مباحثات بين سيدي عمار ودي ميستورا بمقر الأمانة العامة الأممية

مباحثات بين سيدي عمار ودي ميستورا بمقر الأمانة العامة الأممية
المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية الجديد، ستافان دي ميستورا- ممثل جبهة البوليزاريو، بالأمم المتحدة ومنسقها مع بعثة "مينورسو"، سيدي محمد عمار
  • القراءات: 959
ق. د ق. د

أجرى، ممثل جبهة البوليزاريو، بالأمم المتحدة ومنسقها مع بعثة "مينورسو"، سيدي محمد عمار، أول أمس، مباحثات مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية الجديد، ستافان دي ميستورا، خلال تواجده بمدينة نيويورك، تناول معه  آفاق عملية الأمم المتحدة للسلام في الصحراء الغربية. وأطلع الدبلوماسي الصحراوي خلال اللقاء الذي عقد بمقر الأمانة العامة للأمم المتحدة، المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، على موقف جبهة البوليزاريو بشأن آفاق عملية الأمم المتحدة للسلام في الصحراء الغربية. وكانت جبهة البوليزاريو أعربت عن تطلعها إلى "التواصل مع المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية بشأن الكيفية التي يعتزم بها المضي قدما في إطار أداء مهمته".

وعبرت عن هذا الموقف مباشرة بعد تعيين الأمين العام الأممي ستفان دي ميستور مبعوثا شخصيا جديدا له، إلى الصحراء الغربية، بداية أكتوبر الماضي بعد فراغ في هذا المنصب دام قرابة عامين ونصف. ويأتي اللقاء في وقت أبدت فيه جبهة البوليزاريو تحفظات على مضمون اللائحة الأممية 2602 التي أصدرها مجلس الأمن الدولي نهاية أكتوبر الماضي وقضى بموجبها بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية مينورسو عاما إضافيا، دون الأخذ بعين الاعتبار التطورات الخطيرة التي شهدتها منطقة الكركرات قبل حوالي عام على إثر العدوان المغربي على متظاهرين صحراويين مسالمين مما ادى الى انهيار وقف اطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع، جبهة البوليزاريو والمغرب منذ عام 1991. والمؤكد أن ستافان دي ميستورا سيكون أمام مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة بالنظر إلى تجارب سابقيه الذين اصطدموا جميعهم بحجرة الصد المغربية المدعومة بالموقف الفرنسي داخل مجلس الأمن الدولي.

وسيكون على دي ميستورا كما أكدت جبهة البوليزاريو الحصول على ضمانات من مجلس الأمن الدولي تسمح له بممارسة مهمته في إطار الشرعية الدولية، المقرة بأحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وسبق لجبهة البوليزاريو أن أكدت مرارا، أن السبيل الوحيد للمضي قدما نحو التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لمسألة إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية يمر حتما عبر تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال بحرية وديمقراطية وفقا لمبادئ الشرعية الدولية ولقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ذات الصلة. وبالتزامن مع ذلك، طالب ممثل جبهة البوليزاريو المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، أبي بشراي البشير، الحكومة الألمانية بلعب دورها الطبيعي على مستوى القارة من أجل فرض تطبيق القانون والقرارات الصادرة عن محكمة العدل الأوروبية بشأن الاستغلال غير القانوني للموارد الطبيعية للصحراء الغربية.

وجاءت دعوة البوليزاريو خلال ندوة نشطها المسؤول الصحراوي، على هامش محاضرة احتضنتها العاصمة برلين، أول أمس حول "تطورات القضية الوطنية على إثر قرار محكمة العدل الأوروبية"، قدم خلالها شرحاً مفصلًا لقرار المحكمة الأخير. وبينما ذكر بالمسؤولية التي تقع على عاتق ألمانيا من أجل حماية القانون وضمان تطبيقه، حذر بشراي البشير من النتائج السيئة التي ستترتب عن أي طعن جديد يتقدم به الاتحاد الأوروبي ضد قرار المحكمة الذي نص بوضوح على عدم قانونية الاتفاقيات المبرمة مع قوة الاحتلال، لما لها من أثر على الشعب الصحراوي وحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير. وشكلت المحاضرة فرصة للدبلوماسي الصحراوي للتطرق إلى التطورات والمخاطر المحدقة بالمنطقة، بسبب التعنت المغربي وتقاعس الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تحديدا عن تحمل مسؤوليته، والتي حذر من أنها قد تجر المنطقة إلى انفجار حقيقي بسبب محاباة بعض العواصم النافذة للاحتلال المغربي على حساب باقي شعوب المنطقة.

وقدم الصحفي الألماني، بورغ تِديون، العائد من مخيمات اللاجئين، شهادة حية عن الحرب الدائرة رحاها بعد تنقله إلى الجبهة وتواجده بين المقاتلين الصحراويين على مدار يومين رفقة مجموعة من الصحفيين، كما أبرز أيضا صمود الصحراويين وتقدمهم في مشروع بناء دولتهم رغم الظروف الصعبة. واستمع المشاركون إلى تجربة، مسيرة الندوة، أمة لحبيب، وهي طالبة صحراوية تنتمي إلى عائلة مهاجرة، روت كيف واصلت الارتباط بوطنها والعمل رفقة شباب آخرين على التعريف بقضية الشعب الصحراوي العادلة في ألمانيا وفي عموم أوروبا.

المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية الجديد، ستافان دي ميستورا- ممثل جبهة البوليزاريو، بالأمم المتحدة ومنسقها مع بعثة "مينورسو"، سيدي محمد عمار